غزة 28 سبتمبر 2025 (شينخوا) قصف الجيش الإسرائيلي اليوم (الأحد) مستشفى في مدينة غزة، ودمر برجا مع توغل دباباته بشكل كبير في غرب المدينة لتقترب من مجمع الشفاء الطبي، وذلك في إطار عملياته المتواصلة للسيطرة عليها، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية.

وقال وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش، في بيان صحفي مقتضب إن الجيش "استهدف مستشفى الحلو في حي النصر غرب مدينة غزة بقذيفتي دبابة".

وأضاف أبو الريش "أن الطواقم والمرضى في مستشفى الحلو بمدينة غزة يعيشون حالة ذعر وخوف"، مشيرا إلى انقطاع شبكة الإنترنت عن المستشفى بشكل كامل.

ولم يصدر تعليق فوري من قبل الجيش الإسرائيلي على استهداف المستشفى.

وبموازاة القصف، تقدمت الدبابات الإسرائيلية بشكل كبير في حي النصر غرب مدينة غزة عصر اليوم، حيث وصلت قبالة مقر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وفق مصادر محلية وشهود عيان.

وذكرت المصادر والشهود أن المنطقة التي وصلت إليها الدبابات تقع في مركز مدينة غزة وقلب منطقتها الغربية كونها تبتعد مسافة 500 متر عن مجمع الشفاء الطبي، ويقطن فيها آلاف النازحين الفلسطينيين.

ومع اقتراب الدبابات الإسرائيلية منه، أخلت إدارة مجمع الشفاء الطبي قسم الاستقبال والطوارىء من المرضى، بحسب ما ذكرت مصادر طبية لوكالة أنباء ((شينخوا)).

وسبق أن نفذ الجيش الإسرائيلي عمليتين عسكريتين استمرتا عدة أيام في المجمع الطبي خلال هذه الحرب المتواصلة منذ نحو عامين.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم إن قواته عمقت خلال الساعات الأخيرة السيطرة العملياتية في محيط مدينة غزة، ودمرت أهدافًا "إرهابية" بالتعاون مع سلاح الجو، من ضمنها بنى تحتية عسكرية.

وفي حي تل الهوى بمدينة غزة، دمر الجيش الإسرائيلي اليوم برجا سكنيا مكونا من 16 طابقا مع توغل قواته البرية في عمق الحي.

وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن طائرات حربية إسرائيلية أطلقت عددا من الصواريخ على "برج مكة" الواقع في الجزء الغربي من مدينة غزة، ما أدى إلى تدميره بالكامل وتسويته بالأرض.

ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات أو ضحايا بفعل الغارة.

فيما قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "هاجم مبنى متعدد الطوابق كان يستخدمه تنظيم حماس في محيط مدينة غزة".

واتهم الجيش حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها وضعت في المبنى "بنى تحتية عسكرية تابعة لها استُخدمت لتخطيط وتنفيذ مخططات إرهابية" ضد قواته في المنطقة.

وأكد البيان اتخاذ خطوات لتقليص احتمال إصابة غير المتورطين قدر الإمكان، بما في ذلك إنذار السكان، استخدام ذخيرة دقيقة، مراقبة جوية، ومعلومات استخباراتية إضافية قبل الهجوم.

وتأتي الغارة في وقت تواصل فيه القوات الإسرائيلية التقدم في عمق حي تل الهوى وسط قصف جوي ومدفعي وإطلاق نار من طائرات مسيرة.

وبدأ الجيش الإسرائيلي في منتصف سبتمبر الجاري هجوما بريا بهدف السيطرة على مدينة غزة بعد أسابيع من قصف مكثف شمل تدمير أبراج سكنية.

وخلال الأيام الماضية، كثف الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية في مدينة غزة، في وقت تتقدم دباباته وآلياته العسكرية على الأرض في عدة محاور.

وتشن إسرائيل حربا واسعة ضد حركة حماس في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته حركة المقاومة الإسلامية على جنوب إسرائيل، أسفر، بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز رهائن.

فيما أودت الحرب بحياة أكثر من 66 ألف فلسطيني، وفق وزارة الصحة في غزة، وتسببت في أزمة إنسانية غير مسبوقة ومجاعة في القطاع المحاصر.

من ناحية أخرى، أصيب إسرائيلي بجروح خطيرة اليوم في عملية دهس نفذها فلسطيني قبيل مقتله برصاص الجيش الإسرائيلي شرق مدينة قلقيلية في الضفة الغربية، وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحفي مقتضب أن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها بمقتل الشاب محمود عقاد (24 عاماً) برصاص الجيش الإسرائيلي قرب قرية جيت شرق قلقيلية واحتجاز جثمانه.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان صحفي مقتضب بتلقيه بلاغا حول وقوع عملية دهس قرب مفرق جيت، مشيرًا إلى أن التفاصيل ما زالت قيد الفحص.

فيما قالت الإذاعة العبرية العامة إن عملية الدهس أسفرت عن إصابة شاب في العشرينات من عمره بجروح خطيرة في رأسه، نُقل على إثرها الى مستشفى (بيلينسون) لتلقي العلاج.

وتابعت أن قوات الجيش التي كانت في المكان أطلقت النار باتجاه المركبة المشتبه بها وقتلت المنفذ، وهو من سكان نابلس، لافتة إلى أن القوات تقوم بعمليات تمشيط في المنطقة.

وتشهد الضفة الغربية توترا متصاعدا منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 950 فلسطينيا بنيران إسرائيلية، بحسب إحصاءات فلسطينية.