غزة 27 سبتمبر 2025 (شينخوا) قتل 48 فلسطينيا بنيران إسرائيلية في قطاع غزة اليوم (السبت)، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي تعميق عمليته العسكرية في أحياء مدينة غزة.

وقال محمود بصل الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن جثامين 48 شخصا وصلوا إلى مستشفيات القطاع، جراء عمليات قصف طالت منازل مأهولة وخيام تؤوي نازحين منذ ساعات فجر اليوم حتى اللحظة.

وأوضح بصل أن 26 جثمانا وصلوا إلى مستشفيي الشفاء والمعمدانيين في مدينة غزة و21 إلى مستشفيي العودة والأقصى وسط القطاع، وجثمان شخص إلى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوبه.

ومن بين القتلى 20 شخصا بينهم أطفال ونساء جراء شن الطائرات الحربية غارتين منفصلتين على منزلين مأهولين بالسكان، في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع وحي التفاح شرق مدينة غزة، وفق بصل.

وأفادت مصادر محلية بأن المنزلين الأول قتل فيه 9 أشخاص ويعود لعائلة الجمل في مخيم النصيرات، والثاني قتل فيه 11 شخصا ويعود لعائلة الشرفا في حي التفاح وتم تسويتهما بالأرض دون سابق إنذار.

وتابع بصل أن بين القتلى 3 أشخاص برصاص الجيش الإسرائيلي من الباحثين عن لقمة الطعام، قبالة مركز توزيع المساعدات الأمريكية عن محور "نتساريم" وسط القطاع.

بموازة ذلك تعمل القوات الإسرائيلية على التقدم إلى عمق مدينة غزة عبر محوري أحياء الصبرة وتل الهوى جنوب المدينة، والشيخ رضوان والنصر ومخيم الشاطيء شمال غربى المدينة، بحسب ما أفاد شهود عيان.

وقال الشهود لـ ((شينخوا)) إن الجيش الإسرائيلي يشن غارات مكثفة في تلك الأحياء، ويفجر عربات مسيرة مفخخة بين المنازل وسط قصف مدفعي وإطلاق نار.

من جهته أفاد الجيش الإسرائيلي بأن قوات القيادة الجنوبية تواصل القتال ضد "المنظمات الإرهابية" في قطاع غزة، حيث تواصل الفرقة 98 تعميق عملياتها في مدينة غزة.

وقال الجيش في بيان إن قواته قضت خلال الساعات الماضية على عناصر "إرهابية"، وعثرت على الكثير من الوسائل القتالية، ومنها صواريخ مضادة للدروع وقذائف صاروخية وعبوات ناسفة وقطع أسلحة.

وأضاف البيان أن قوات الفرقة 162 تعمل بقوة في مدينة غزة وهاجمت مبنى استخدمته عناصر حماس لمراقبة قوات الجيش الإسرائيلي، إلى جانب بنى تحتية تحت الأرض وأحبطت مفعول عبوات ناسفة زرعت في المنطقة.

وأشار إلى أن قوات الفرقة 36 تواصل هي أيضا القتال في منطقة مدينة غزة ودمرت خلال الساعات الماضية بنى تحتية "إرهابية" فوق وتحت الأرض، إلى جانب تصفية "إرهابيين" شكلوا تهديدا على القوات، كما هاجمت طائرات حربية مباني عسكرية تابعة لحماس دعما للقوات البرية.

وعلى مدار الساعات الـ 24 الماضية هاجم سلاح الجو نحو 120 هدفا "إرهابيا" في قطاع غزة، منها مباني عسكرية وعناصر "إرهابية" وبنى تحتية "إرهابية" أخرى، وفق البيان.

وحذرت منظمات إنسانية ودولية من انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في غزة جراء تصاعد العملية العسكرية، وسط خشية سكان المدينة المتبقين والذين يقدر عددهم بـ 400 ألف نسمة من تفاقم الأوضاع الإنسانية فيها.

وقالت أم رفيق سالم وهي أم لثلاثة أبناء بقيت في غزة لـ ((شينخوا)) إن الوضع في المدينة "يزداد صعوبة في ظل التصعيد العسكري وشح المواد الغذائية والطبية والتموينية".

وأضافت أم رفيق (42 عاما) أن "الأسواق شحت من البضائع والباعة والمطابخ الذين كانوا يقدمون الطعام مجانا للعائلات الفقيرة نزحوا إلى جنوب القطاع، وأيضا نعاني من نقص في مياه الشرب".

وتشهد مدينة غزة حالة "عطش" وكمية المياه المتوفرة تقل عن 25 % من الاحتياج اليومي، بحسب ما أفاد عاصم النبيه الناطق باسم بلدية غزة.

وذكر النبيه لـ ((شينخوا)) إن الكمية المتوفرة حاليا من المياه تصل عبر خط "ميكروت" القادم من إسرائيل بنحو 15 ألف كوب يوميا وهي كمية غير مستقرة، بالإضافة إلى 10 آلاف كوب تنتج من آبار المياه المحلية .

وقال بصل إن "الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المنظومة الصحية والخدمية، لإجبار سكان المدينة على النزوح إلى جنوب القطاع".

وأضاف بصل أن "إجبار الاحتلال للمؤسسات الصحية الدولية على مغادرة مدينة غزة يفاقم معاناة السكان"، مشيرا إلى عدم دخول أي أدوية أو مساعدات طبية إلى مدينة غزة منذ أسبوعين

وتشن إسرائيل حربا واسعة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر، بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص واحتجاز رهائن، وتقدر إسرائيل أن حماس ما زالت تحتجز نحو 50 رهينة، من بينهم 20 على قيد الحياة.

وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، بالإضافة إلى دمار كبير في المباني والبنية التحتية.