غزة 26 سبتمبر 2025 (شينخوا) اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (الجمعة) رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعطيل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، فيما حمّل نتنياهو، حماس مسؤولية استمرار الحرب في غزة.

وقالت الحركة، في بيان، تعقيبا على خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة إن "محاولاته التباكي على أسراه واستعراضه السخيف بادعاء مخاطبتهم عبر مكبرات الصوت تجسد عقلية استعمارية مريضة، فهو وحده المسؤول عن تعطيل الوصول إلى اتفاق يضمن إطلاق سراحهم بتعنّته وإصراره على استمرار العدوان".

وأضاف البيان أن نتنياهو "انقلب على الاتفاق الموقَّع في يناير الماضي ومحاولته الفاشلة باغتيال وفد التفاوض في قطر، الوسيط الدولي"، متابعا "لو كان حريصًا فعلًا على أسراه لأوقف قصفه الوحشي ومجازر الإبادة الجماعية وتدمير مدينة غزّة، لكنه يكذب ويواصل تعريضهم للقتل".

وأشار إلى أن "تبريراته الكاذبة لمواصلة عدوانه على مدينة غزة وادعاءه وجود مقاومين في المباني المستهدفة ليست سوى غطاء زائف للتستر على جرائم حرب مُوصوفة وجرائم ضد الإنسانية تُرتكب يوميًا بحق الأطفال والمدنيين العزل".

وتابع أن "ادعاءه بأن حركة حماس تسعى لقتل اليهود حول العالم يأتي في إطار حملته الممنهجة لشيطنة الشعب الفلسطيني ومقاومته الوطنية المشروعة"، مؤكدا أن حماس "معركتها محصورة ضدّ الاحتلال الجاثم على أرضنا ومقدساته، حتى تمكين شعبنا الفلسطيني من حقّه في تقرير مصيره".

وحول سعي نتنياهو للسيطرة على قطاع غزة، اعتبرت حماس في بيانها ذلك "وهم خالص لن يتحقق، ولن يسمح به شعبنا الفلسطيني الذي أثبت دائمًا صلابته ورفضه لكافة أشكال الوصاية والتبعية".

وأشارت إلى أن "مقاطعة غالبية وفود الدول لكلمته يعكس عمق العزلة الدولية التي باتت تحاصر نتنياهو واتساع التضامن العالمي مع حق شعبنا الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة والتي تمثّل ثمرة تضحياته ونضاله العادل ضدّ الاحتلال".

وأكدت الحركة أن "إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس حق أصيل غير قابل للتصرف ولن تنال منه جرائم المحتل ولا سياساته الفاشية"، مشددة على أن الشعب الفلسطيني "متمسّك بأرضه وسيبقى على طريق التحرير والعودة حتى إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس"، على حد تعبيرها.

وفي المقابل، حمّل نتنياهو في خطابه الذي استمر قرابة 30 دقيقة بحسب ما نشرت الإذاعة العبرية العامة حركة حماس مسؤولية استمرار الحرب في غزة، متهماً إياها باستخدام سكان غزة "كدروع بشرية" وسرقة المساعدات الإنسانية.

وأضاف أن "بقايا حماس ما تزال موجودة في مدينة غزة، ويجب على إسرائيل إنهاء المهمة بسرعة"، مشيرا إلى أن الحرب قد تنتهي في حال وافقت الحركة على مطالب إسرائيل، ملمحا إلى إمكانية إنشاء سلطة مدنية ملتزمة بالسلام مع إسرائيل في غزة بعد الحرب.

ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي خطابا مباشرا إلى المحتجزين في غزة عبر مكبرات صوت تم نصبها في القطاع، مؤكدا "لم ننسكم، لن نستسلم، وسنواصل العمل بكل وسيلة لإعادتكم إلى دياركم".

ووصف نتنياهو اعتراف بعض الدول بدولة فلسطينية بأنه "جنون سياسي وصمة عار"، مضيفا أن "إسرائيل لن تسمح بقيام دولة إرهابية"، موضحا أن هذا الموقف "ليس قرار حكومة بل موقف الشعب الإسرائيلي بأسره".

ووفق الإذاعة العبرية، فقدت شهدت الجمعية العامة توترا ملحوظا خلال خطاب نتنياهو حيث غادرت عدة وفود دبلوماسية القاعة فور صعوده إلى المنصة، وسط سماع هتافات استهجان من الحضور.