غزة 26 سبتمبر 2025 (شينخوا) قتل 45 فلسطينيا على الأقل بنيران إسرائيلية في قطاع غزة اليوم (الجمعة)، فيما دمر الجيش الإسرائيلي برجا سكنيا مكونا من 15 طابقا في مدينة غزة، بحسب ما ذكرت مصادر فلسطينية وشهود عيان.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن الطائرات الإسرائيلية الحربية والمسيرة، استهدفت منذ فجر اليوم منازل مأهولة بالسكان وخياما تؤوي نازحين في مناطق متفرقة من القطاع.

وأوضح بصل في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الهجمات الإسرائيلية الجوية المتواصلة، أسفرت حتى الآن عن مقتل 35 شخصا بينهم أطفال ونساء وإصابة العشرات بجروح متفاوتة تم نقلهم إلى مستشفيات القطاع.

وتابع بصل أن 10 أشخاص أخرين من الباحثين عن لقمة العيش قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي، قبالة أحد مراكز توزيع المساعدات الأمريكية عند محور "نتساريم" وسط القطاع.

وتوجه أقارب الضحايا إلى المستشفيات لإلقاء نظرة الوداع عليهم، وموارتهم الثرى وسط حالة من الحزن والبكاء على فراقهم.

وقال ياسر وادي الذي وقف يبكي بحرقة على مقتل 4 من عائلته بينهم طفلة، في غارة على منزلهم في مدينة خان يونس جنوب القطاع "القصف والغارات لم تتوقف على مدار الساعة حتى في المناطق التي يقول عنها الجيش الإسرائيلي آمنة".

وأضاف وادي بينما يخبط على رأسه من هول الصدمة لـ ((شينخوا))" مدنيون أبرياء داخل منزلهم يقتلون بدم بارد (..)) ما الذنب الذي ارتكبوه"، داعيا إلى سرعة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لوقف "شلال الدم".

ميدانيا على الأرض، تواصل الدبابات الإسرائيلية تقدمها من محوري حيي تل الهوى والصبرة جنوب مدينة غزة وحيي الشيخ رضوان والنصر ومخيم الشاطئ للاجئين شمال غرب مدينة غزة، بحسب مصادر أمنية فلسطينية.

وقالت المصادر لـ ((شينخوا)) إن التقدم الإسرائيلي يرافقه قصف جوي ومدفعي، وإطلاق نار من الطائرات المروحية والمسيرة وتفجير مدرعات تحمل متفجرات وسط المباني السكنية محدثة دمار كبير ودوي انفجارات هائلة.

وتتلقى طواقم الدفاع المدني والإسعاف مناشدات من تلك المناطق بوجود ضحايا ومفقودين ومصابين، يصعب الوصول لهم بسبب خطورة العمل هناك وفق المصادر الأمنية.

يأتي ذلك فيما دمر الجيش الإسرائيلي ظهر اليوم البرج الإيطالي والمكون من 15 طابقا في حي النصر شمال مدينة غزة، بحسب ما أفادت مصادر محلية وشهود عيان.

وقالت المصادر والشهود إن الطائرات الحربية قصفت البرج الشاهق بعدد من الصواريخ ما أدى إلى تدميره، علما أنه شيد في عام 2023 بدعم إيطالي بعد تدميره في الحرب الإسرائيلية على القطاع 2014.

ووفق المصادر والشهود فإن البرج يضم 15 طابقا ويضم 50 وحدة سكنية ومحلات تجارية ومكاتب ومواقف للمركبات.

وجاء تدمير البرج بعد وقت قصير من تحذير الجيش الإسرائيلي في بيان السكان في المنطقة لإخلائها، والتوجه إلى منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع.

من جهة أخرى ذكرت الإذاعة العبرية العامة أن قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، ستقوم ببث خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر اليوم، عبر مكبرات الصوت في أنحاء قطاع غزة.

وقالت الإذاعة العبرية إن القرار اتخذ من قبل المستوى السياسي، مشيرة إلى أنه لم تتضح بعد أسباب هذه الخطوة.

وأعربت عائلات المحتجزين الإسرائيليين عن انتقادها للقرار، حيث قالت ليشي ميران لافي، زوجة عمري ميران المحتجز في غزة بحسب الإذاعة " إذا نصبت مكبرات صوت بالفعل، أود أن أرسل تسجيلاً صوتياً لعمري".

وأضافت "أقول له ولكل المخطوفين والجنود بصوت عال إن شعب إسرائيل يقاتل من أجلهم، ويطالب بإبرام اتفاق يعيدهم إلى الديار وإنهاء الحرب".

بينما قدرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأونروا) اليوم بأن طفلا من كل 3 أطفال في قطاع غزة، قضى يوما كاملا دون طعام.

وقالت الوكالة في بيان صحفي مقتضب على حسابها في منصة ((إكس)) "وفقا لتقييم سريع للاحتياجات في غزة، قضى طفل من كل ثلاثة أطفال دون سن الثالثة يوما كاملا دون أي طعام خلال الـ 24 ساعة الماضية".

وأشار البيان إلى أن "الثمن الذي يدفعه الأطفال وطفولتهم بغزة لا يطاق"، لافتة إلى أنه وبناء على هذه الظروف القاسية، فإن الكثير من الأطفال يلجؤون إلى العمل أو التسول.

وشدد البيان على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، قائلة: "أطفال غزة بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن".

ووفق إحصائيات صادرة عن وزارة الصحة في غزة فإن أكثر من 16 ألف طفل قتلوا في القطاع، بينهم بعض الرضع وحديثي الولادة منذ بداية الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023.

كما بلغ عدد الوفيات في القطاع نتيجة المجاعة وسوء التغذية أكثر من 440 حالة من بينهم 147 طفلا، بحسب الوزارة.

وتشن إسرائيل حربا واسعة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر، بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص واحتجاز رهائن، وتقدر إسرائيل أن حماس ما زالت تحتجز نحو 50 رهينة، من بينهم 20 على قيد الحياة.