26 سبتمبر 2025 / شبكة الصين / استضافت العاصمة بكين أمس ندوة دولية حول التعاون الصيني العربي في مجال بحوث السياسات وبناء القدرات، بمشاركة نخبة من الشخصيات والخبراء، من بينهم الدكتور لي ون تانغ نائب رئيس الأكاديمية الوطنية الصينية للحوكمة، والدكتور رائد بن الشمس مستشار وزير شؤون مجلس الوزراء البحريني لتطوير الخدمات العامة، والدكتور يونس أبو أيوب مدير دائرة الحوكمة وبناء الدولة ودرء النزاعات في المنطقة العربية بالأمم المتحدة، والدكتور تشونغ كاي بين عضو جمعية الصين للإصلاح الإداري، إلى جانب عدد كبير من الباحثين والمتخصصين من الصين والدول العربية.

وأكد الدكتور لي ون تانغ في كلمته أن الصين والدول العربية تمثلان حضارتين عريقتين قدمتا إسهامات تاريخية استثنائية في مسيرة الحضارة الإنسانية، مشيرا إلى أن تاريخ التبادل والتعاون بين الجانبين ممتد عبر العصور، وأن آفاق الشراكة المستقبلية بينهما ما تزال واسعة ورحبة.

وأوضح لي أن الصين حققت، بفضل جهودها الدؤوبة في مسار الإصلاح، قفزات نوعية في تحديث نظام حوكمة الدولة وتعزيز قدراتها، ونجحت في تحقيق إنجازات بارزة في مجالات متعددة، من بينها الحد من الفقر، والتنمية الخضراء، والابتكار العلمي والتكنولوجي، فضلا عن بناء مجتمع آمن ومستقر. ودعا الجانبين إلى تعميق تبادل الخبرات في مجال الحكم والإدارة، وتعزيز التقارب بين الشعوب، وترسيخ الثقة السياسية المتبادلة، بما يسهم في دفع بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

وفي تصريحات خاصة لـ"شبكة الصين" على هامش الندوة، شدد الدكتور رائد بن الشمس على أهمية مبادرة الحوكمة العالمية التي طرحها الرئيس شي جين بينغ خلال اجتماعات منظمة شانغهاي للتعاون، ودورها في تعزيز التعاون الدولي لصنع السلام وتحقيق التنمية المستدامة، خصوصا في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم.

من جانبه، أشاد الدكتور يونس أبو أيوب بـ"القدرة الخلاقة" للصين وتجربتها الناجحة في بناء مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية، التي أطلقت معجزة إنمائية تمكنت من إخراج أكثر من مليار نسمة من دائرة الفقر. وأكد أن مبادرة الحوكمة العالمية التي تقترحها الصين تستند إلى هذه التجربة الواقعية، مضيفا أن العالم لم يعد بإمكانه أن يدار من طرف واحد، أو أن يستمر في ظل نظام سياسي قائم على العنف والاستغلال، أو نموذج تنموي يخدم أقلية على حساب ملايين البشر، مشددا على الحاجة إلى نظام عالمي جديد قائم على ‏التعددية والتعاون والتضامن.

وجاءت الندوة تحت شعار "الحوكمة العالية الفعالية وتحديث الحوكمة الوطنية"، حيث ناقش المشاركون مجموعة واسعة من القضايا والمحاور، من بينها المقارنة العابرة للحدود في التنمية السياسية، والحوكمة العالمية الفعالة، ودور الحوكمة العالية الكفاءة في بيئة "الفوكا ـ VUCA"، إضافة إلى تأثيرات الذكاء الاصطناعي على مستقبل الحوكمة الحديثة.