arabic.china.org.cn | 26. 09. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
بكين 25 سبتمبر 2025 (شينخوا) مع اعتراف عدد متزايد من الدول بدولة فلسطين رسميا، تعززت قوة المجتمع الدولي في دعم حل الدولتين، غير أن المحللين الصينيين أشاروا إلى محدودية إمكانية إنهاء الصراع المزمن في غزة وترجمة هذا الدعم المعنوي إلى واقع ملموس على الأرض، بسبب تعنت الولايات المتحدة وتردد بعض الدول الغربية الكبرى في مواكبة اتجاه التاريخ.
ففي مؤتمر دولي رفيع المستوى عُقد يوم الاثنين في نيويورك وخصص لمناقشة القضية الفلسطينية وسبل حلها بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين، أعلنت فرنسا وبلجيكا وأندورا ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو اعترافها بدولة فلسطين. وفي اليوم السابق لذلك، أعلنت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال عن نفس القرار، ليتجاوز عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين 150 دولة. وفي المقابل، لم تتخذ بعض دول مجموعة العشرين، مثل ألمانيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية، خطوة مماثلة، بينما تواصل الولايات المتحدة تقديم دعمها المفرط لإسرائيل في القضية الفلسطينية.
ــ تطور مشجع
يرتبط الاعتراف بدولة فلسطين ارتباطا وثيقا بحل الدولتين، إذ يُعد الأول بمثابة اعتراف واقعي بهذا الحل، ودعما له من خلال إجراءات عملية. ومن ثم، فإن انضمام عدد متزايد من الدول إلى صفوف المعترفين بدولة فلسطين يُمثل حدثا سياسيا بارزا على الساحة الدولية، ويكتسب في الوقت ذاته أهمية دبلوماسية وقانونية وأخلاقية بالغة.
وفي هذا الصدد، كتب تانغ تشي تشاو، مدير مركز بحوث التنمية والحوكمة الشرق أوسطية التابع لمعهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، قائلا إن "الاعتراف بدولة فلسطين يقوي مكانتها وشرعيتها الدوليتين، كما يعزز تماسك الشعب الفلسطيني وثقته بقدرته على تحقيق حق تقرير المصير، فيما يزيد هذا الاعتراف من عزلة إسرائيل دبلوماسيا، حيث يمارس المجتمع الدولي ضغوطا قوية عليها لوقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن والعودة إلى مسار السلام واتباع نهج حل الدولتين".
وأضاف أن الاعتراف المتنامي من قبل الدول الغربية رغم معارضة الولايات المتحدة لا يمثل فقط إنجازا كبيرا في جهود الفلسطينيين للحصول على اعتراف غربي، بل يعكس أيضا انقسامات حادة داخل الغرب بشأن القضية الفلسطينية واتساع الانشقاق عبر الأطلسي وتراجع قدرة الولايات المتحدة على قيادة عملية السلام في الشرق الأوسط.
واتفق معه في الرأي دونغ مان يوان، الباحث بمعهد الصين للدراسات الدولية، مؤكدا أن اعتراف مزيد من الدول بدولة فلسطين رسميا يشكل تطورا إيجابيا يسهم في تعزيز الاستقرار العالمي، وكذلك في تحقيق السلام والتنمية على الصعيد الدولي.
وأشار، وفق تحليله لـ((تشاينا نيوز سيرفيس))، إلى أن "الموجة المتصاعدة من الاعتراف الدولي بدولة فلسطين من قبل الدول الغربية تزيد من تعاطف المجتمع الدولي مع الشعب الفلسطيني وقضيته، وكذا القوى الأخلاقية والدبلوماسية والعدلية التي تؤيد حل الدولتين، الأمر الذي يقوي عزيمة السلطة الوطنية الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني على مواصلة كفاحهما من أجل تحقيق حلمهما".
ــ اعتبارات متعددة
رأى الخبراء الصينيون أن اعتراف المزيد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين يستند إلى اعتبارات متعددة:
أولا، عوامل إنسانية. لقد أسفرت العمليات العسكرية التي شنها إسرائيل على قطاع غزة عن كارثة إنسانية كبرى، وأثارت الأوضاع المأساوية في القطاع غضبا واسعا ومظاهرات في الشارع الغربي. لذا واجهت حكومات الدول الأوروبية ضغوطا كبيرة من جانب الرأي العام المحلي، مما دفعها إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحا تجاه القضية الفلسطينية.
ثانيا، جهود لدفع مسار السلام. فقد اتفق المجتمع الدولي على أن "حل الدولتين" هو الحل الواقعي الوحيد للأزمة الفلسطينية، وأن الاعتراف بدولة فلسطين يُعد خطوة أساسية لتنفيذه. وبناء عليه، تأمل العديد من الدول الأوروبية في استخدام هذا الاعتراف كوسيلة للضغط على إسرائيل، بما يسهم في دفع الطرفين إلى استئناف المفاوضات وإحياء حل الدولتين، وبالتالي العمل على إرساء الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
ثالثا: توافق دولي. لقد سبق أن صوتت جمعية الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة لدعم انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة، مما يعكس رغبة المجتمع الدولي في الاعتراف بدولة فلسطين. فتأثرت الدول الأوروبية بهذا التوافق الدولي، واختارت الاعتراف لمواكبة اتجاه التاريخ.
رابعا: موازنة المصالح السياسية المحلية. بالنسبة لبعض الدول الأوروبية، يعد الاعتراف بدولة فلسطين بمثابة استراتيجية تخدم مصالحها السياسية الداخلية. فعلى سبيل المثال، تحافظ إسبانيا على علاقات قوية مع العديد من الدول العربية، ومن شأن هذا الاعتراف أن يعزز مكانتها في منطقة البحر الأبيض المتوسط ويعمق علاقاتها مع العالم العربي.
ــ طريق طويل
رغم تصاعد موجة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، يرى الخبراء الصينيون أن موقف الولايات المتحدة المتمثل في الانحياز لإسرائيل وما تتخذه من إجراءات لحمايتها بشكل مفرط لم يتغير قط، مما جعلها تبدو كـ"جزيرة معزولة" في بحر الإنسانية، بينما تتسع الانقسامات داخل العالم الغربي حول سياساتها تجاه إسرائيل.
فقد لفت نيو شين تشون، الرئيس التنفيذي لمعهد الصين لدراسات الدول العربية بجامعة نينغشيا، إلى أن "الغرب انقسم هذه المرة، حيث ابتعدت أوروبا عن موقف واشنطن تجاه فلسطين. وصارت الولايات المتحدة الآن هي الدولة الوحيدة التي تقدم دعما ثابتا لإسرائيل".
أما دونغ مان يوان، فأشار إلى أن "اعتراف العديد من الدول بفلسطين كدولة مستقلة جعل الولايات المتحدة وإسرائيل في حالة من الغضب والاستياء"، مؤكدا أن هذا الأمر "زاد من قوة التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مما منح الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو دعما أمريكيا أكبر وأكثر صلابة وشمولا".
وأضاف أن "الموقف الأمريكي لا يتوافق مع رغبة الغالبية العظمى من الدول والشعوب في المجتمع الدولي، ويضر بسمعة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، كما يؤثر سلبا على مكانتها ضمن إطار حلفائها".
ونوه إلى أن "الولايات المتحدة لا تزال تمضي في طريقها الخاطئ المتمثل في التمسك بالتمييز المفرط لصالح إسرائيل ورفض الاعتراف بفلسطين كدولة، مما يشكل تأثيرا سلبيا وعائقا أمام قضية تأسيس دولة فلسطينية".
في هذا السياق، أظهرت نتيجة استطلاع أجرته وكالة رويترز مؤخرا أن 58 في المائة من الأمريكيين المستطلعة آراؤهم يؤيدون اعتراف جميع دول الأمم المتحدة بدولة فلسطين، حيث يرون أن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يجب أن تعترف بدولة فلسطين، وأن إسرائيل تستخدم القوة المفرطة في قطاع غزة.
ومع ذلك، فقد قال دونغ مان يوان إن إسرائيل ستواصل على ما يبدو تصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزة، مما سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية هناك، مشيرا إلى أنه "سيكون هناك طريق طويل أمام الشعب الفلسطيني لتحقيق حلمه في إقامة دولته".
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |