صنعاء 25 سبتمبر 2025 (شينخوا) سقط 8 قتلى و142 جريحا اليوم (الخميس) إثر قصف إسرائيلي استهدف مناطق عدة في العاصمة صنعاء، فيما اعتبرت جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة أن هذا الاستهداف مجرد محاولة إسرائيلية يائسة للبحث عن "نصر زائف".

وقالت وزارة الصحة بحكومة الحوثيين في صنعاء، غير المعترف بها من المجتمع الدولي، في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الأعيان المدنية والمنشأت الخدمية على العاصمة صنعاء ارتفع إلى 8 قتلي و 142 جريحا فى حصيلة غير نهائية.

وأكدت الوزارة أن فرق الدفاع المدني والإسعاف ما تزال تبحث عن الضحايا من تحت الركام والأنقاض.

وكانت الوزارة قد أعلنت في وقت سابق أن "العدو الإسرائيلي استهدف عصر اليوم بعدة غارات بالقصف المباشر أعيانا مدنية وخدمية وسكنية وتضررت عدد من المنازل وسط العاصمة صنعاء".

وأكد البيان في حينه، أن القصف أدى إلى "سقوط قتيلين و48 جريحا فى حصيلة أولية"، مشيرا إلى أن "هذا الاستهداف المتعمد والممنهج جريمة حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى تضاف إلى سجل الاحتلال الأسود المليء بجرائم الحرب والإبادة الجماعية بالمنطقة"، على حد تعبيره.

وشنت إسرائيل اليوم قصفا عنيفا على العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الجماعة، أن "العدوان الإسرائيلي استهدف محطة ذهبان الكهربائية، وحييّن سكنيّين في شارع الرقاص بمديرية معين، ومنطقتي حدة و النهدين (المطل على دار الرئاسة) بمديرية السبعين".

واستنكرت وزارة الكهرباء والمياه بصنعاء "استهداف العدو الإسرائيلي اليوم بسلسلة من الغارات لمحطة ذهبان الكهربائية والمؤسسة العامة للطاقة المتجددة".

من جانبه، قال مصدر محلي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الغارات الاسرائيلية استهدفت عددا من المقار التابعة لجماعة الحوثي بصنعاء مخلفة خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وأوضح المصدر أن القصف الإسرائيلي استهدف مقرات تابعة لجهاز الأمن والمخابرات (أكبر جهاز مخابرات للحوثيين) في كل من شملان (شمال غرب)، والحي السياسي بمنطقة حدة (وسط) وفي منطقة البكيرية بمدينة صنعاء القديمة التاريخية.

وبحسب المصدر، فإن القصف طال مبنى مكون من أربع طوابق في شارع الرقاص وسط العاصمة صنعاء وتم تسويته بالأرض، ومبنى في منطقة حدة السكنية، ما تسبب بسقوط ضحايا مدنيين وتضرر كبير في عدد من المنازل المجاورة.

من جانبه، أعلن جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، أن "العدوان الإسرائيلي اليوم على العاصمة صنعاء، استهدف إحدى الإصلاحيات التابعة للجهاز والتي تضم عدداً من السجناء والمعتقلين"، حسبما ذكرت قناة ((المسيرة)) الناطقة باسم الجماعة.

وأشار المصدر المحلي إلى أن عشرات الأسر من أهالي المعتقلين في حالة قلق وهلع، ولا يعرفون مصير أقاربهم بعد تعرض إحدى الإصلاحيات التابعة لجهاز المخابرات في صنعاء للاستهداف.

ونشر أقارب من أهالي المعتقلين على حساباتهم على مواقع التواصل الإجتماعي مناشدات إنسانية لمعرفة مصير أقاربهم، خاصة بعد الإعلان عن تعرض إحدى الإصلاحيات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات للقصف.

وقال سكان محليون في وقت سابق اليوم، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن عدة انفجارات عنيفة سمع دويها في مناطق متفرقة من العاصمة صنعاء.

وأكد هؤلاء أن ألسنة الدخان شوهدت تتصاعد من منطقة شملان (غربا) ومن منطقتي شارع الرقاص والحي السياسي (وسط العاصمة) ومن منطقة الجراف شمال العاصمة صنعاء.

وشوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى المناطق التي تعرضت للقصف، بحسب السكان.

واعتبر الحوثيون أن هذا القصف الإسرائيلي، مجرد "محاولة يائسة للبحث عن نصر زائف".

وذكر بيان لوزارة الخارجية في حكومة الجماعة بصنعاء (غير المعترف بها) أن الجماعة "ستواصل الرد على العدوان الاسرائيلي السافر".

وبحسب البيان، فأن استهداف الأعيان المدنية والأحياء السكنية بصنعاء، وسقوط ضحايا مدنيين، جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق والأعراف والقوانين الدولية.

وأكد أن إسرائيل فشلت في تحقيق أي إنجاز ميداني، وتحاول عبثاً حفظ ماء وجهها من خلال استهداف المدنيين والبنية التحتية، في محاولة يائسة للبحث عن نصر زائف والرد على ضربات اليمن الموجعة.

وأشار البيان إلى أن "العدوان المستمر على اليمن لن يزيد اليمنيين إلا مساندة ودعماً لقضية الأمة المركزية فلسطين وجرحها النازف غزة، مهما كانت الأثمان وبلغت التضحيات".

وتزامن القصف الاسرائيلي على صنعاء، مع خطاب متلفز كان يلقيه عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين.

وذكر الحوثي أن "موقف اليمن مع الشعب الفلسطيني وإسناد غزة في أعلى درجات المسؤولية وليس موقفاً متهوراً ولا موقفاً عبثياً ولا طائشاً".

وقال إنهم مستمرون في إسناد غزة بالصواريخ والمسيرات، وإنهم نفذوا خلال هذا الأسبوع عمليات عسكرية بـ21 ما بين صاروخ وطائرة مسيرة ومنها عملية الأمس التي استهدفت أم الرشراش (إيلات جنوبي إسرائيل).

ودعا زعيم الحوثيين، أنصاره إلى الخروج المليوني يوم غدٍ الجمعة في العاصمة صنعاء، وبقية المحافظات والساحات نصرة للشعب الفلسطيني.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي شن "سلسلة غارات واسعة ضد أهداف عسكرية" للحوثيين في صنعاء.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في بيان عبر منصة ((اكس))، إن "عشرات الطائرات الحربية والقطع الجوية شنت غارات استهدفت أهدافا تابعة لجهاز الأمن والمخابرات والجيش الحوثييْن في منطقة صنعاء".

ومن بين هذه الأهداف "مقر قيادة التحكم لقيادة الأركان الحوثية ومجمعات لجهاز الأمن والمخابرات التابع للنظام الحوثي إلى جانب مديرية الإعلام العسكري ومعسكرات تم رصد داخلها وسائل قتالية وعناصر عسكرية".

وأضاف البيان أن الغارات جاءت في ضوء هجمات الحوثيين، والتي تشمل إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ (أرض - أرض) نحو الأراضي الإسرائيلية.

وجاء الهجوم الإسرائيلي على العاصمة صنعاء، غداة إعلان الحوثيين مهاجمة هدفين في منطقة إيلات جنوبي إسرائيل بطائرتين مسيرتين، وذلك بعد ساعات من إعلان وسائل إعلام إسرائيلية إصابة أكثر من 20 شخصا بينهم اثنان في حالة خطيرة إثر هجوم للجماعة بطائرة مسيرة على مدينة إيلات.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر من العام 2023، يشن الحوثيون هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد أهداف في إسرائيل، بجانب هجمات على سفن في البحر الأحمر مرتبطة بها، وتقول الجماعة إن ضرباتها لدعم الفلسطينيين في غزة.

وردا على تلك الهجمات، شنت إسرائيل منذ يوليو 2024 عدة هجمات جوية استهدفت قيادات ومنشآت حيوية وبنى تحتية للطاقة في مناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي في اليمن، خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة.