share
arabic.china.org.cn | 23. 09. 2025

تقرير ميداني: الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته البرية ويضيق الخناق على مدينة غزة

arabic.china.org.cn / 09:13:00 2025-09-23

غزة 22 سبتمبر 2025 (شينخوا) كثف الجيش الإسرائيلي اليوم (الإثنين) هجماته في مدينة غزة متقدما في عدة محاور بريا وجويا، ما أسفر عن مقتل 35 فلسطينيا على الأقل خلال اليوم، بينهم 28 داخل المدينة، وفق ما أفادت مصادر طبية محلية.

وتركزت العمليات العسكرية على ثلاثة محاور رئيسية: الشمالي الغربي عند منطقتي السودانية والكرامة، والشمالي الشرقي عند بركة الشيخ رضوان، والجنوبي الأكثر نشاطا عند حي تل الهوى، حيث قال شهود إن القوات الإسرائيلية وصلت إلى محيط مفترق وزارة الأسرى، وهو موقع حيوي جنوب غرب المدينة.

وأثار هذا التقدم مخاوف كبيرة لدى السكان، خاصة أن دخول الآليات العسكرية جاء على نحو غير معتاد، إذ تقدمت الدبابات مباشرة دون استخدام المدرعات المفخخة التي عادة ما تمهد الطريق أمامها، ولا يزال الغموض يحيط بطبيعة الآليات التي شوهدت في المنطقة، وما إذا كانت مأهولة بالجنود أم يجري التحكم بها عن بعد.

وبالتوازي مع هذا التقدم، تعرضت أحياء واسعة من المدينة لقصف جوي ومدفعي متواصل، ففي مفترق السامر، أدى قصف إسرائيلي لمنزل سكني إلى مقتل سبعة فلسطينيين على الأقل، إضافة إلى عدد من المفقودين تحت الأنقاض، حسب ما أعلن محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدني.

وقال بصل لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن طواقم الدفاع المدني تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى مواقع الاستهداف، بسبب استمرار القصف على الشوارع الرئيسية والفرعية.

في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، كانت عائلة رباح تستعد للنزوح بعد ليلة طويلة من القصف المتواصل، جمعت الأسرة بعض الأغراض البسيطة في سيارة صغيرة على أمل الخروج من الحي إلى منطقة يعتقدون أنها أكثر أمنا، غير أن خطتهم لم تكتمل، فالقصف باغتهم عند الشارع القريب من منزلهم.

وتروي سمر رباح (23 عاما)، وهي طالبة جامعية، ما حدث بصوت متقطع لـ((شينخوا)) "قتل السائق فورا بعد أن أصابت القذيفة السيارة، شقيقي هشام حاول أن يسعفه، لكنه لم يتمكن، إذ أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة ثانية باتجاههما، أربعة من أفراد عائلتي تحولوا إلى أشلاء أمامي، وحتى الآن لا أعرف ما الذي حدث لأخي".

وتضيف سمر "كنا نظن أن النزوح سيمنحنا فرصة للبقاء على قيد الحياة، لكننا اكتشفنا أن الموت يلاحقنا في كل مكان، لم نعد نعرف أين توجد منطقة آمنة، ولا نملك خيارا سوى البقاء محاصرين في منزل لم يعد يصلح للحياة".

وفي مخيم الشاطئ، قال أبو وائل (55 عاما)، وهو أب لستة أطفال، إنه يعيش "في دائرة خطر لا تنتهي"، مضيفا لـ((شينخوا)): "نسمع دوي الانفجارات طوال الوقت، لم نعد نعرف ما الذي يريده الجيش من هذه المنطقة، كل ما نعرفه أن حياتنا أصبحت رهينة للقصف والخوف".

وأوضح أن النزوح إلى المناطق الجنوبية لم يعد خيارا متاحا، لأن المدارس والمراكز مكتظة بالنازحين، فيما المستشفيات بالكاد تقدم خدماتها الأساسية.

أما في حي الرمال، فقالت أم أحمد (40 عاما)، وهي أم لخمسة أبناء، إن عائلتها حاولت الخروج من الحي عند ساعات الفجر الأولى، لكن عدم توفر الأموال اللازمة للنزوح حال دون ذلك.

وقالت أم أحمد لـ((شينخوا)) "أطفالي يبكون من الخوف والجوع، ونحن لا نملك إلا البقاء في البيت، ولا نستطيع النزول إلى الشارع ولا حتى الحصول على ماء للشرب، كل ما نريده أن يتوقف القصف".

من جهته، قال محمد عوض (31 عاماً)، وهو عامل بناء يقيم في حي الصبرة، إن الوضع أصبح "لا يطاق"، موضحا "كل ليلة ننام ونحن ننتظر أن يسقط الصاروخ على بيتنا" فقدت اثنين من أصدقائي اليوم في قصف على مفترق السامر، ولم يعد لدي كلمات لوصف ما نشعر به، كل ما نطلبه هو أن يتوقف القصف".

ويقول سكان آخرون إن غزة "تضيق على أهلها"، حيث يعيش مئات الآلاف في الأحياء الغربية الممتدة من مخيم الشاطئ شمالا وحتى الشيخ عجلين جنوبا، مرورا بالرمال والدرج والتفاح والزيتون والصبرة، ومع تواصل العمليات العسكرية، تتراجع المساحات التي يعتبرها المدنيون آمنة، في ظل نقص شديد في المياه الصالحة للشرب والمواد الغذائية.

ومع استمرار العمليات الإسرائيلية، يتوقع مراقبون أن الساعات المقبلة قد تكشف إن كان الهدف يقتصر على تأمين المنطقة المحيطة بالمستشفى الأردني الميداني، أو أن الجيش يخطط للتقدم غربا نحو مفرق المالية أو شمالا باتجاه شارع الصناعة.

لكن بالنسبة للسكان، لا تتوقف التساؤلات عند التحليل العسكري، بل عند سؤال أبسط وأكثر إلحاحا، كيف يمكن النجاة في مدينة أصبحت محاصرة من كل الجهات وتحت نيران متواصلة؟ 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号