arabic.china.org.cn | 20. 09. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
صنعاء 20 سبتمبر 2025 (شينخوا) لم يسلم المتحف الوطني في العاصمة اليمنية صنعاء من القصف الإسرائيلي الذي تسبب بأضرار جسيمة في بناء المتحف، ووضع أكثر من 75 ألف قطعة أثرية نادرة التي يضمها بين جنباته في "خطر شديد".
وهذه المرة، كانت الضحية هي ذاكرة اليمن المحفورة في حجر وجدران المتحف الوطني الذي تأسس عام 1971، وذلك بعد انهيار جزء من جدران وسقف المتحف، ويمكن رؤية النوافذ المكسورة في واجهة المتحف من مسافة بعيدة.
وعند مدخل المتحف، أشار أحد عناصر الأمن إلى الأضرار التي لحقت به نتيجة تحطم شظايا الصواريخ، وذلك بعد الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت موقعاً مجاوراً تابعاً لجماعة الحوثي الأسبوع الماضي.
وتسبب القصف في انتشار الغبار والحجارة وشظايا الصواريخ في أنحاء الساحة.
وكانت إسرائيل قد قالت إن الغارات الجوية التي شنتها في 10 سبتمبر الجاري استهدفت ما وصفته بـ"موقع عسكري"ً.
ووصف عادل اليزيدي، وهو أحد أعضاء نقابة المحامين، ما حدث في المتحف بأنه "عمل يعد جريمة حرب".
وقال اليزيدي لوكالة أنباء ((شينخوا))، "إن الأضرار الواضحة التي لحقت بالمتحف الوطني تتجاوز الأهداف العسكرية المعلنة، وتعد اعتداء على التراث التاريخي والمدنية اليمنية التي تمتد لآلاف السنين".
وذكرت الهيئة العامة للآثاء في صنعاء أن الآثار التي يضمها المتحف تعود إلى آلاف السنين .
ونددت وزارة الثقافة التي تسيطر عليها جماعة الحوثي في بيان بالضربات الجوية، ووصفتها بأنها "عمل عدواني".
وقالت إن الغارات الجوية ألحقت أضرارا جسيمة ببناء المتحف ووضعت آلاف القطع الأثرية المعروضة في "خطر شديد"، كما طالبت الوزارة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بتقديم المساعدة.
ويعد المتحف الوطني رمزا مهما للهوية الوطنية اليمنية ومعلما ثقافيا بارزا لدى جميع اليمنيين، وتعد القطع الأثرية والتماثيل والنقوش والمجوهرات المعروضة فيه، والتي يعود تاريخ الكثير منها إلى أكثر من 2600 عام، جزءا لا يتجزأ من التراث الإنساني العالمي.
على الرغم من عدم توفر إحصاءات رسمية، إلا أنه من المعروف أن المتحف يجذب عدداً كبيراً من الزوار المحليين من صنعاء، ومدن يمنية أخرى على مدار العام، كما أنه وجهة سياحية شائعة لرحلات المدارس والجامعات في اليمن.
يشار إلى أن السياحة الأجنبية إلى اليمن توقفت منذ اندلاع الحرب الأهلية في أواخر عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على معظم أجزاء شمال غرب اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، أما الحكومة المعترف بها دوليا فتمارس سيطرتها على بقية أراضي البلاد، وعاصمتها المؤقتة هي عدن.
بعد أن توسطت الأمم المتحدة في إبريل 2022 لوقف إطلاق النار في اليمن، توقفت المعارك بشكل كبير بين مختلف الفصائل اليمنية، ورغم بعض الانتهاكات التي وقعت، إلا أن وقف إطلاق النار استمر بشكل عام، مما منح الشعب اليمني بعض الراحة بعد توقف الأعمال القتالية.
وبعد مرور عام ونصف على وقف إطلاق النار بين فصائل يمنية، اندلعت الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، وأعرب الحوثيون عن دعمهم للشعب الفلسطيني و"محور المقاومة".
ومنذ ذلك الحين، أطلقوا صواريخ وطائرات مسيرة طويلة المدى على أهداف إسرائيلية وسفن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، رداً على ذلك، نفذت إسرائيل والولايات المتحدة غارات جوية على مواقع الحوثيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، مع التركيز على صنعاء والمدينة الساحلية الحديدة.
في شهر أبريل الماضي، اتهمت جماعة الحوثي القوات الأمريكية بشن عشر غارات جوية على قلعة القشلة التاريخية، الواقعة على قمة جبل نقوم شرق صنعاء. ولم يصدر عن الجيش الأمريكي أي تعليق حول هذا الاتهام، وبعد شهر أعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن هدنة مع الحوثيين بوساطة عمانية، وافقت بموجبها جماعة الحوثي على وقف هجماتها على السفن الأمريكية في البحر الأحمر، مقابل وقف الغارات الجوية الأمريكية.
وفي الوقت نفسه، كثف الحوثيون من عمليات إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه إسرائيل، والتي ادعى الجيش الإسرائيلي أنه تم اعتراضها، وردا على ذلك، كثفت إسرائيل من غاراتها الجوية الانتقامية على مواقع الحوثيين.
تعد الغارات الجوية الإسرائيلية التي ألحقت أضرارا بالمتحف جزءا من الحملة العسكرية الإسرائيلية المكثفة الأخيرة ضد جماعة الحوثي.
وفي 28 أغسطس الماضي، أسفرت غارة جوية إسرائيلية على صنعاء عن مقتل رئيس الحكومة التي شكلها الحوثيون، أحمد غالب الرهوي، بالإضافة إلى 11 عضوًا بارزا آخرين في تلك الحكومة.
ووصف عباد الهيال، رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، ما حدث في المتحف بأنه "مأساة".
وقال الهيال لـ (( شينخوا)) "تضررت جميع نوافذ المتحف، وبعض أسطح المبنى، كما لحق ضرر كبير بالواجهة الخلفية للمتحف نتيجة تحطم شظايا الصواريخ".
وأضاف أن الهيئة العامة للآثار والمتاحف "لم تتمكن حتى الآن من تقدير حجم الأضرار التي لحقت بالقطع الأثرية".
وحذر علي محمد، أستاذ التاريخ في إحدى الجامعات الخاصة في محافظة المحويت المجاورة، من استهداف المتاحف والمواقع الأثرية.
وقال لـ (( شينخوا))، "إن استهداف المتاحف والمواقع التاريخية، كما حدث في غزة والآن في صنعاء، يعد من أخطر أساليب الحرب التي تستخدمها القوى الاستعمارية، بهدف محو الهوية الثقافية الوطنية للأجيال القادمة".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن شن غارات جوية يوم 10 سبتمبر الجاري، وقال إنها استهدفت ما اسماه ب" موقع عسكري" وسط صنعاء.
وأشارت جماعة الحوثي في بيان حينها إلى إن الغارات استهدفت مبنى يضم صحيفتين هما صحيفة 26 سبتمبر وصحيفة اليمن، مما أدى لمقتل 32 صحفيا تابعا للجماعة، و 13مدنيا إثر تضرر منزل عائلة مواطن مجاور لمكان الاستهداف.
والغارات دكت المبنى - الذي يقع في ميدان التحرير وسط صنعاء - والذي يحوي مقر الصحيفتين وتم تسويته بالأرض، ونتيجة تلك الغارات التي وصفت بالعنيفة تضرر مبنى المتحف الوطني المجاور بشكل كبير، حيث سمحت جماعة الحوثي للصحفيين بزيارته في اليوم التالي 11 سبتمبر، وتم إغلاق المتحف أمام الزوار منذ حدوث تلك الغارات. /نهاية الخبر/
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |