غزة 16 سبتمبر 2025 (شينخوا) انتقدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (الثلاثاء) تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الأوضاع في قطاع غزة وقضية الأسرى الإسرائيليين، ووصفتها بالمنحازة للدعاية الإسرائيلية وازدواجية معايير تتجاهل ما قالت إنه سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين في القطاع.

وقالت الحركة، في بيان صحفي، إن تصريحات الرئيس ترامب بشأن هجوم جيش الاحتلال "الإرهابي" على مدينة غزة وحالة الأسرى الإسرائيليين؛ هي انحياز سافر للدعاية الإسرائيلية، وتجسيد صارخ لازدواجية المعايير، التي تتغاضى عن جريمة "التطهير العرقي"، ومقتل نحو 65 ألفا من المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، معظمهم من النساء والأطفال.

وأضافت حماس أن الإدارة الأمريكية "تعلم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على تدمير كل فرص التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى الإفراج عن الأسرى ووقف الحرب في القطاع"، مشيرة إلى ما وصفته بـ"محاولة اغتيال الوفد المفاوض أثناء مناقشة ورقة ترامب الأخيرة".

ولفتت إلى أن "مصير الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة تحدده حكومة نتنياهو"، إضافة إلى أن "التصعيد العسكري وتدمير مدينة غزة يهددان أيضا حياة هؤلاء الأسرى".

وحملت الحركة نتنياهو "المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى"، فيما اعتبرت أن الإدارة الأمريكية "تتحمل مسؤولية مباشرة عن تصعيد الحرب نتيجة الدعم والسياسات التي تنتهجها".

وجاء بيان الحركة ردا على تصريحات نشرها ترامب مساء أمس (الاثنين) على منصة ((تروث سوشال))، قال فيها "لقد قرأت للتو تقريرا يفيد بأن حماس نقلت الرهائن إلى أسطح المباني لاستخدامهم كدروع بشرية ضد الهجوم البري الإسرائيلي، آمل أن يعرف قادة حماس إلى ماذا سيصلون إذا قاموا بمثل هذا الفعل، هذه جريمة ضد الإنسانية، من نوع لم يشهد له كثير من الناس مثيلا من قبل".

وتابع "لا تدعوا هذا يحدث، وإلا فكل الرهانات، ملغاة. أطلقوا سراح جميع الرهائن الآن".

وشدد بيان حماس على أن استمرار العمليات العسكرية في غزة "لا يهدد فقط حياة المدنيين وإنما يضاعف المخاطر على حياة الأسرى"، داعيا المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية إلى "التدخل العاجل لوقف الهجمات وضمان حماية المدنيين".

وأفادت تقارير إعلامية متعددة بأن إسرائيل قصفت مدينة غزة بقوة في الساعات الأولى من صباح اليوم (الثلاثاء).

ونقل موقع ((أكسيوس)) الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الجيش الإسرائيلي شن هجوما بريا الاثنين بهدف احتلال مدينة غزة كما أفادت صحيفة ((جيروزاليم بوست)) الإسرائيلية بأن قوات الدفاع الإسرائيلية بدأت غزوها للمدينة في وقت متأخر من ليلة الاثنين.

وقالت صحيفة ((تايمز أوف إسرائيل)) إن قوات الدفاع الإسرائيلية كثفت تدريجيا من ضرباتها الجوية حول المدينة خلال الأيام الماضية، مع عدم تأكيد نشر قوات برية في المدينة ذات الكثافة السكانية العالية في الشمال.

ونفت مصادر محلية وشهود عيان في غزة حدوث أو رصد أي تقدم بري أو دخول للدبابات الإسرائيلية داخل المدينة، بينما أكدوا استمرار الغارات الجوية المكثفة وقصف الطائرات بدون طيار في معظم أجزاء المدينة.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن الجيش الإسرائيلي كثف غاراته على مدينة غزة منذ مساء الاثنين، مشيرة إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية تشن غارات مستمرة على المدينة دون توقف تقريبا.

وفي الأسابيع الأخيرة، فر نحو 300 ألف فلسطيني من مدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون شخص، وفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي.

ويأتي ذلك بعد أن أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوائل أغسطس الماضي أن المجلس الأمني الإسرائيلي وافق على خطة للسيطرة على مدينة غزة.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إيفي دفريين في وقت سابق من هذا الشهر إن القوات الإسرائيلية تسيطر على حوالي 40 بالمائة من مدينة غزة، وتعتزم توسيع وتكثيف هجماتها في الأيام المقبلة للاستيلاء على أكبر مركز حضري في القطاع.