بكين 16 سبتمبر 2025 (شينخوا) أظهرت المحادثات الاقتصادية والتجارية الصينية-الأمريكية، التي عقدت يومي الأحد والاثنين في مدريد، مجددا أن الحوار العقلاني يخدم مصالح الجانبين.

خلال المحادثات، انخرط الوفدان الصيني والأمريكي في اتصالات صريحة ومعمقة وبناءة، وتوصلا إلى توافق إطاري أساسي بشأن حل القضايا المتعلقة بـ"تيك توك" من خلال التعاون، وتقليل حواجز الاستثمار، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري ذي الصلة.

إن موقف الصين من قضية "تيك توك" واضح وثابت: تعارض الصين تسييس التكنولوجيا واستغلالها واستخدامها كسلاح وكذلك الشؤون الاقتصادية والتجارية، وستحمي بحزم المصالح الوطنية والحقوق والمصالح المشروعة للشركات ذات التمويل الصيني في الخارج.

وفي محادثات مدريد، أكد الجانب الصيني مجددا أن الصين لا تسعى أبدا إلى التوصل إلى أي اتفاق على حساب المبادئ أو مصالح الشركات أو العدالة والنزاهة الدوليتين. وستحمي الصين بحزم مصالحها الوطنية وحقوق الشركات الصينية ومصالحها المشروعة، وستوافق على تصدير التكنولوجيا وفقا للقوانين واللوائح ذات الصلة. وفي الوقت نفسه، تحترم الحكومة الصينية تماما إرادة الشركات وتدعمها في إجراء مفاوضات تجارية على قدم المساواة وفقا لمبادئ السوق.

يتعين ألا تحيد المحادثات الاقتصادية والتجارية الصينية-الأمريكية أبدا عن المبادئ الأساسية للاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين. وقد وافقت الصين على التوصل إلى توافق مناسب مع الولايات المتحدة، لأنها، بناء على تقييمها، توصلت إلى نتيجة مفادها أن مثل هذا التوافق يصب في مصلحتهما المشتركة.

تحققت نتائج المحادثات بشق الأنفس، إلا أن أساسها لا يزال هشا. فعلى الرغم من جولات المشاورات الاقتصادية والتجارية المتعددة بين الصين والولايات المتحدة، إلا أن الولايات المتحدة تواصل توسيع نطاق عقوباتها ضد الكيانات الصينية.

لا يمكن للجانب الأمريكي، من جهة، أن يطلب من الصين الاهتمام بشواغل الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى، أن يستمر في قمع الشركات الصينية. لا تسفر مثل هذه الممارسات المتناقضة سوى عن تقويض مناخ التعاون بشكل خطير وتراجع نتائج الحوارات التي تحققت بشق الأنفس.

يكمن جوهر العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية-الأمريكية في تحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين، حيث تستفيد الدولتان من التعاون وتخسران من المواجهة.

ومن المأمول أن تتخذ الولايات المتحدة من التوافق الإطاري الأساسي الذي تم التوصل إليه في محادثات مدريد نقطة انطلاق جديدة، وأن تمضي في الاتجاه نفسه مع الصين، وأن تُظهر صدقها من خلال إجراءات ملموسة، وأن ترفع القيود المفروضة على الصين في وقت مبكر، وأن تنهي قمعها للشركات الصينية، وأن تتعاون للحفاظ على نتائج الحوار التي تحققت بشق الأنفس.

ومن المتوقع أن تعمل واشنطن مع بكين للاستفادة الكاملة من آلية التشاور الاقتصادي والتجاري الثنائي، ومواصلة توسيع القواسم المشتركة في حين تسوية الخلافات، وإعادة العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية-الأمريكية إلى مسار التنمية السليمة والمستقرة والمستدامة. /نهاية الخبر/