شينينغ 16 سبتمبر 2025 (شينخوا) تم اكتشاف حجر منقوش في هضبة تشينغهاي-التبت، المعروفة باسم "سقف العالم"، وتم تحديده على أنه الحجر المنقوش الوحيد المعروف في الصين من عهد أسرة تشين الإمبراطورية (221 ق.م.-207 ق.م.)، والذي لا يزال محفوظا في موقعه الأصلي وعلى أعلى ارتفاع من تلك الفترة التاريخية، حسبما أفادت السلطات الصينية يوم الاثنين المنصرم.

وقالت الهيئة الوطنية للتراث الثقافي إن الحجر يقع على الضفة الشمالية لبحيرة جيارينغ في محافظة مادوه بشمال غربي مقاطعة تشينغهاي الصينية، على ارتفاع 4306 أمتار، وتبلغ مساحة السطح المنقوش حوالي 0.16 متر مربع ويحتوي على 37 رمزا من رموز الكتابة الصينية.

وفي عام 2020، قاد هو قوانغ ليانغ، أستاذ في جامعة تشينغهاي للمعلمين، رحلة استكشافية اكتشف خلالها النقش. وقال إن النقش يظهر كيف كان الناس يغامرون بالفعل منذ عهد أسرة تشين للوصول إلى هضبة تشينغهاي-التبت.

وقال إن هذا النقش يعد بمثابة دليل تاريخي حي على حضارة الصين المتنوعة والموحدة.

ومن جانبه، قام تونغ تاو، باحث في معهد الآثار التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، بدراسة الحجر، ونشر مقالا حوله في يونيو الماضي حظي باهتمام كبير.

وقال تونغ إن الحجر يوثق أن الإمبراطور تشين شي هوانغ لأسرة تشين، والذي وحد الصين لأول مرة، أرسل كيميائيين للبحث عن "إكسير الحياة"، وتوقفوا عند بحيرة جيارينغ في منبع نهر اليانغتسي بالبلاد. ومع ذلك، أثار تفسيره جدلا حول تاريخ النقش، حيث اشتبه البعض في أن النقش على الحجر مزيف حديثا.

وبعد ذلك، قامت الهيئة الوطنية للتراث الثقافي بتكليف خبراء بإجراء تحقيقات ميدانية وجمع بيانات عن الحجر والبيئة المحيطة به، ونظمت ندوات متخصصة. وبعد دراسة دقيقة، تم التصديق على أن تاريخ النقش يعود إلى عهد أسرة تشين، بحسب دنغ تشاو المسؤول في الهيئة.

وأشار دنغ إلى أنه من خلال تكنولوجيا تعزيز المعلومات عالية الدقة وتحليل المعادن والعناصر، استبعد الباحثون احتمالية أن تكون النقوش قد نقشت باستخدام أدوات سبائك حديثة.

وقال دنغ إن الأخاديد داخل النقوش وسطح الحجر تظهر معادن ثانوية، ما يشير إلى تعرضها لعوامل تجوية طبيعية طويلة المدى ويستبعد احتمالية نقشها مؤخرا.

من خلال التحليل المختبري، تم تحديد أن الحجر المنقوش يتكون من حجر رملي من الكوارتز، المعروف بمقاومته العالية للتآكل والتجوية.

وبدوره، قال تشاو تشاو، باحث في المعهد وأحد المشاركين في التحقيق، إنه تم تطبيق أساليب علمية ومنهجية لتاريخ وتوثيق هذا النقش الحجري القديم، مما يمهد الطريق لنموذج جديد لتوثيق النقوش الحجرية في الصين.

وأشار دنغ إلى أن النقش ظل سليما إلى حد كبير، مع بقاء معظم رموز الكتابة واضحة ومقروءة، وقال إن النقش ينطوي على تاريخ كامل غير موجود في السجلات الحالية، مما يساهم في سد الثغرات في السرد التاريخي ويحمل قيمة تاريخية وفنية وعلمية بالغة الأهمية.