arabic.china.org.cn | 16. 09. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
عواصم عربية 15 سبتمبر 2025 (شينخوا) وسط توتر إقليمي غير مسبوق، عقد قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية اليوم (الإثنين) قمة طارئة في الدوحة، في خطوة أظهرت تضامنا واسعا مع قطر، في مواجهة "التخاذل الأمريكي" عقب "العدوان الإسرائيلي" على الدوحة.
وعقدت القمة على خلفية الهجوم الإسرائيلي الذي تعرضت له العاصمة القطرية الثلاثاء الماضي، واستهدف قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أثناء اجتماعهم لمناقشة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويعد الهجوم الإسرائيلي الأول من نوعه الذي يستهدف قطر، الوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والتي تستضيف أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط.
وبالتزامن مع انطلاق القمة، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مؤتمر صحفيا في القدس، تعهد خلاله الأخير بتقديم "دعم ثابت" لإسرائيل.
-- رسالة في وجه "إرهاب" إسرائيل
وشارك زعماء وقادة ووزراء وممثلو نحو 57 دولة عربية وإسلامية، في أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة، التي افتتحها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وعبر قادة الدول العربية والإسلامية في البيان الختامي للقمة عن "التضامن الكامل والمطلق" مع قطر، وأدانوا بأشد العبارات "الهجوم الجبان" الذي شنته إسرائيل على قطر، باعتباره "عدوانا صارخا على دولة عربية وإسلامية، وتصعيدا خطيرا يعري عدوانية الحكومة الإسرائيلية المتطرفة".
وأكدوا أن العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطر، واستمرار الممارسات الإسرائيلية العدوانية، بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي (في غزة) يقوضان أي فرص لتحقيق السلام في المنطقة.
وشددوا على "الوقوف مع قطر في كل ما تتخذه من خطوات وتدابير للرد على هذا العدوان الإسرائيلي الغادر، لحماية أمنها وسيادتها واستقرارها وسلامة مواطنيها".
وعبروا عن "الرفض القاطع لمحاولات تبرير هذا العدوان تحت أي ذريعة"، و"الرفض الكامل والمطلق للتهديدات الإسرائيلية المتكررة بإمكانية استهداف دولة قطر مجددا أو أي دولة عربية أو إسلامية".
وأكدوا على "مفهوم الأمن الجماعي والمصير المشترك للدول العربية والإسلامية، وضرورة الاصطفاف ومواجهة التحديات والتهديدات المشتركة، وأهمية بدء وضع الآليات التنفيذية اللازمة لذلك"، مع "ضرورة الوقوف ضد مخططات إسرائيل لفرض أمر واقع جديد في المنطقة".
وقرر القادة "دعوة جميع الدول إلى اتخاذ كافة التدابير القانونية والفعالة الممكنة لمنع إسرائيل من مواصلة أعمالها ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك دعم الجهود الرامية إلى إنهاء إفلاتها من العقاب ومساءلتها عن آثارها وجرائمها، وفرض العقوبات عليها، وتعليق تزويدها بالأسلحة والذخائر والمواد العسكرية أو نقلها أو عبورها (..) ومراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها، ومباشرة الإجراءات القانونية ضدها".
واعتبر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن القمة العربية الإسلامية بالدوحة "رسالة واضحة في وجه إرهاب الدولة الإسرائيلي بحق المنطقة".
وقال في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة (إكس)، إن مخرجات القمة "ستسهم بشكل فاعل في تكثيف عملنا المشترك وتنسيق مواقف وتدابير بلداننا، بما يوحد الكلمة والصف".
-- أسباب زيارة روبيو
وتزامنت زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لإسرائيل مع القمة العربية الإسلامية في الدوحة، ما أثار جملة تساؤلات عن أسباب هذه الزيارة ورسائلها.
وقال الباحث السعودي في مركز (الرياض للدراسات السياسية والاستراتيجية) عبد العزيز الشعباني، إن زيارة روبيو لإسرائيل في هذا التوقيت تحمل "رسائل سياسية واضحة، أولها طمأنة إسرائيل بأن واشنطن ثابتة في دعمها حتى في ظل موجة التضامن العربي والإسلامي المتزايد مع قطر، كما أنها تعكس رغبة أمريكية في إدارة المشهد ومنع أي عزلة دولية أو إقليمية لإسرائيل بعد حادثة الدوحة".
وأضاف الشعباني، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن الزيارة تعكس دعما أمريكيا قويا لإسرائيل في مقابل التضامن العربي والإسلامي مع قطر، وتابع أنها "إشارة صريحة بأن الولايات المتحدة توازن التضامن العربي مع قطر بموقف مضاد، وهو ما يكرس الانحياز التقليدي لإسرائيل".
بدوره، قال الدكتور أحمد خليل أستاذ الإعلام والعلاقات الدولية في جامعة الإمارات لـ ((شينخوا))، إن زيارة روبيو لإسرائيل في هذا التوقيت الحساس "تحمل أكثر من رسالة، حيث أرادت واشنطن من خلالها تأكيد دعمها السياسي والعسكري لإسرائيل في لحظة تواجه فيها موجة انتقادات دولية عقب استهداف الدوحة، وفي الوقت نفسه محاولة قطع الطريق على أي جبهة عربية ـ إسلامية موحدة قد تخرج من قمة قطر".
بينما رأى الدكتور عبد المهدي مطاوع مدير منتدى ((الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي))، ومقره القاهرة، أن زيارة روبيو لإسرائيل "تحمل رسالة إلى نتنياهو تتضمن رؤية الإدارة الأمريكية للمرحلة القادمة، فهي شكل من أشكال ترتيب العلاقات واتخاذ القرار، كما أنها توجه رسالة للقمة العربية الإسلامية بالدوحة بأن أمريكا تساند إسرائيل بشكل كامل فيما قامت به".
وأضاف مطاوع لـ ((شينخوا))، أن هذه الزيارة تشكل "دعما أمريكيا مطلقا وغير مسبوق لإسرائيل، وهذا يؤكد أن الضربة التي قامت بها إسرائيل ضد الدوحة كانت بتنسيق تام مع أمريكا"، خاصة أن "إسرائيل تعمل تحت مظلة الولايات المتحدة الأمريكية، وتقوم بتنفيذ مخططاتها في المنطقة".
في حين قال نمرود غورين رئيس معهد ((ميتفيم)) الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية، إن زيارة روبيو "تأتي في توقيت حاسم لعدة أسباب، هي أن إسرائيل على وشك شن هجوم واسع على مدينة غزة، وتدرس كيفية الرد على الاعترافات المتوقعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر بفلسطين كدولة، فضلا عن أن إسرائيل تواجه ردود فعل إقليمية ودولية عنيفة عقب هجومها على الدوحة، وتحاول احتواءها".
وأكد غورين لـ ((شينخوا))، أن الدعم الأمريكي مهم للحكومة الإسرائيلية في كل من هذه القضايا، ويمكن للزيارة أن تعزز التنسيق بشأن الخطوات التالية.
وأشار إلى أنه من غير المرجح أن تسهم زيارة روبيو في دفع عملية وقف إطلاق النار في غزة، بل على العكس قد تعطي إشارة بالموافقة على عمليات إسرائيلية مفرطة في غزة.
كذلك قال يوناتان فريمان خبير العلاقات الدولية في جامعة بن غوريون الإسرائيلية إن هناك ثلاثة أسباب لزيارة روبيو لإسرائيل، هي العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في قطر، والعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والبرنامج النووي الإيراني.
وأضاف "أعتقد أن الولايات المتحدة ترسل رسالة مفادها بأنها ستستخدم نفوذها للمساعدة في إضعاف الدعوات لمقاطعة إسرائيل، وربما حتى التأثير على هذه الدول لتغيير مسارها والتوقف عن أفعالها".
إلا أن المحلل الفلسطيني عمر حلمي الغول، قال إن زيارة روبيو لإسرائيل "كانت معدة مسبقا قبل تطورات الدوحة بهدف زيادة التنسيق بشأن مجريات الإبادة الجماعية في غزة، لكن بعد ما حدث في الدوحة دخل عنصر جديد" في الزيارة.
وأشار إلى أن زيارة روبيو تشجع إسرائيل على الاستمرار في مواصلة سياستها في استهداف الدول العربية، قبل أن يضيف أنه "واضح أن هناك قرارا إسرائيليا أمريكيا بأن دور الوساطة القطرية انتهى حتى لو تحدث ترامب عن أن قطر حليف، فواشنطن لا تنظر لأي دولة عربية كحليف وإنما كأداة".
-- تضامن خليجي لافت مع قطر
وعلى هامش القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة، عقد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اجتماعا تشاوريا مع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا).
واعتبر الباحث السعودي عبد العزيز الشعباني، أن موقف دول الخليج العربي في دعم قطر بعد الضربة الإسرائيلية "كان متقدما نسبيا، وهذا طبيعي جداً، فالصدمة كانت كبيرة على المجتمع الخليجي، قيادات وشعوب".
بينما أكد مطاوع، أن الدول العربية والإسلامية أظهرت دعما قويا لقطر، وتخشي من أن يمسها أمرا مشابها، بعد أن شعرت بخطورة ما تقوم به إسرائيل وأمريكا في المنطقة خاصة أن إسرائيل استهدفت دولة حليفة لواشنطن ووسيطة في مفاوضات غزة، وهذا يعني تغيرا في المعادلة"، في ظل تصريحات لنتانياهو بأنه "سيكون هناك تغيرا في الشرق الأوسط".
-- تخاذل أمريكي
وأشار الشعباني، إلى أن الموقف الذي أبدته واشنطن تجاه قطر ودول الخليج عقب الهجوم الإسرائيلي على الدوحة "لم يكن جديا، فقد كان هزيلا أمام العنجهية الإسرائيلية".
وتابع "أؤيد الرأي القائل بأنه لا يمكن لإسرائيل أن تنفذ ضربتها دون ضوء أخضر من واشنطن مهما أنكرت الأخيرة، التي لم تعبر عن أي التزام بحماية حليف رئيسي مثل قطر رغم استهدافها المباشر، وهذا الموقف يعكس أولويات أمريكية تضع أمن إسرائيل فوق شراكاتها مع دول الخليج، وهذا ما دفع البعض من المحللين والمراقبين إلى أن يدعون دول الخليج لإعادة تقييم خياراتها الاستراتيجية عالميا".
فيما قال مطاوع، إن دول الخليج شعرت بالخطر بعد الضربة الإسرائيلية لقطر، والموقف الأمريكي من هذه الضربة "وضع الأمور في نطاق أنه بالنسبة للولايات المتحدة تشكل إسرائيل الأولوية الأولى، فهي الحليف الذي لا يمكن الاستغناء عنه حتي لو أخطأ، ولا يمكن إضعافه في المنطقة، ثم تأتي بعد ذلك بقية التحالفات".
بدوره، رأى مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن "التحدي كبير جدا الآن، ونتنياهو وحكومته لا يهاجمان الشعب الفلسطيني فحسب، بل يهاجمان لبنان وسوريا واليمن ودولا أخرى، وحان الوقت لكبح جماح الحكومة الإسرائيلية، ويجب على الولايات المتحدة أن تدرك أنه لا يمكنها الاستمرار في استخدام إسرائيل كأداة ضغط على الدول العربية، ويجب على الدول العربية توجيه رسالة للولايات المتحدة، مفادها بأنه إذا استمرت في السماح لإسرائيل بالتصرف بهذه الطريقة، فإن مصالح الولايات المتحدة ستتأثر سلبا".
بينما قال ستيفن رايت أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حمد بن خليفة في قطر، إن "الهجوم الإسرائيلي على قطر انتهاك صادم ومتهور وصارخ للقانون الدولي، ويظهر بوضوح أن إسرائيل تعمل كدولة مارقة لا مصلحة لها في السلام".
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |