share
arabic.china.org.cn | 16. 09. 2025

تغطية ميدانية: مآس ومعاناة يعيشها سكان الأبراج السكنية التي تدمرها إسرائيل في مدينة غزة

arabic.china.org.cn / 09:10:45 2025-09-16

غزة 15 سبتمبر 2025 (شينخوا) باتت الفلسطينية سوسن إدريس وأطفالها ليلتهم في الشارع، بعد تدمير الجيش الإسرائيلي البرج السكني الذي كانوا يقطنون فيه منذ أعوام طويلة.

وقصفت طائرات حربية إسرائيلية بخمسة صواريخ الليلة الماضية برج "الجندي المجهول"، المكون من نحو 13 طابقا يضم عشرات الشقق السكنية في حي الرمال الراقي غرب مدينة غزة.

ويعد البرج من أكبر الأبراج في مدينة غزة، ويقع في منطقة تجارية حيوية، ما جعله مركزا مهما للسكان وأيضا للعائلات الفلسطينية النازحة من مناطق شرق وشمال المدينة.

وقالت سوسن إدريس بينما تجلس تحت شجرة تبعد عشرات الأمتار عن البرج لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الجيش الإسرائيلي أبلغ مساء أمس الأحد بضرورة إخلاء البرج تمهيدا لقصفه.

وأضافت سوسن (42 عاما)، وهي أم لخمسة أبناء يجلسون حولها: "نزلنا من البرج مسرعين في عتمة الليل وعلى وقع بكاء الأطفال وصرخات النساء، دون أن نحمل أمتعتنا ومقتنياتنا".

وتابعت السيدة بصوت متهدج وعيون باكية، بينما تمسك بشنطة صغيرة: "خرجنا خوفا على حياة أطفالنا ولم نفكر بأي شيء آخر سوى النجاة من الموت"، وأصبحنا الآن في الشارع دون مأوى".

ودأب الجيش الإسرائيلي منذ عدة أيام على تدمير الأبراج السكنية متعددة الطوابق في مناطق متفرقة من مدينة غزة، ويقول إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تستخدم تلك الأبراج لأغراض "عسكرية وجمع معلومات استخبارية".

وأفاد الجيش في بيانات متعددة بأنه يوجه إنذارات للسكان قبل تنفيذ بعض الضربات، ويطالبهم بالتوجه إلى منطقة المواصي الإنسانية غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع من أجل سلامتهم.

وعلى أنقاض البرج نفسه، يقف الشاب إسماعيل أبو النصر (39 عاما) مصدوما من هول ما جرى، محاولا النبش بيديه لاستخراج بعض من مقتنيات شقته التي تركها وراءه وخرج خوفا على حياة أفراد عائلته.

وقال أبو النصر بنبرة غاضبة وهو يتصبب عرقا لـ((شينخوا)): "الجيش يدعي وجود بنية تحتية لحماس، هذا كلام سخيف لا أساس له من الصحة".

وتابع الشاب الذي لم يأبه بأشعة الشمس الحارقة: "الجيش الإسرائيلي يبحث عن أي حجة وذريعة من أجل القصف والتدمير والانتقام، وتحويل مدينة غزة الجميلة إلى كومة ركام ورماد".

واتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الجيش الإسرائيلي بتنفيذ "قصف منهجي للأبراج والمباني السكنية والمدارس والمؤسسات المدنية بهدف التهجير القسري"، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف الهجمات.

وقال المكتب في بيان إن الجيش الإسرائيلي يحاول إجبار سكان مدينة غزة على النزوح إلى منطقة المواصي، مشيرا إلى أنه دمر منذ 11 أغسطس الماضي 1600 برج وعمارة سكنية بشكل كامل، إضافة إلى 13 ألف خيمة.

من جهته، أفاد جهاز الدفاع المدني في غزة على لسان الناطق باسمه محمود بصل بأن آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وكبار سن ومرضى، أصبحوا مشردين دون مأوى بعد استهداف الجيش الإسرائيلي لمنازلهم في المدينة.

وقال بصل لـ((شينخوا)) إن "الاحتلال الإسرائيلي حذر سكان بعض البنايات عبر اتصالات مسبقة، لكنه استهدف منازل أخرى لم يتم إنذارها، ما أدى إلى ارتقاء قتلى وجرحى"، مضيفا أن سكان مدينة غزة يعيشون الآن "ظروفا معيشية بالغة الصعوبة في ظل الحصار والقصف المستمر".

وعلى مقربة من برج "السوسي" غرب مدينة غزة، الذي دمرته الطائرات الحربية الإسرائيلية قبل أيام، فقدت عشرات العائلات النازحة من مناطق مختلفة خيامها التي كانت تؤويها.

وسعاد السلطان، النازحة من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وعائلتها واحدة منهم.

وقالت لـ((شينخوا)): "أقمت خيمة بجوار البرج ولكن تدمرت مع الغارة وأصبحنا الآن في الشارع"، مشيرة إلى أن ثمن الخيمة في السوق اليوم يصل إلى نحو ألف دولار، "وليس بإمكاننا شراء واحدة جديدة".

وأضافت سعاد السلطان (49 عاما): "مر عامين على الحرب وما في شغل في غزة ولا فلوس ولا ملابس، والعيشة صعبة ومرة ومتعبة، وبالكاد نستطيع توفير مقومات الحياة".

وتابعت سعاد بنبرة حزينة أن الجيش الإسرائيلي يطالب سكان مدينة غزة "بالنزوح إلى الجنوب، ونحن لا نملك ثمن المواصلات ولا أي مقومات للحياة من أجل الذهاب هناك".

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号