غزة 15 سبتمبر 2025 (شينخوا) دمر الجيش الإسرائيلي اليوم (الإثنين) برجا من 16 طابقا يضم مكاتب إعلامية وتجارية غرب مدينة غزة، في إطار عملياته العسكرية المستمرة في القطاع، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية.

وأوضحت المصادر أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت برج الغفري بعد نحو نصف ساعة من إنذار وجه عبر الاتصالات للسكان المحيطين به لإخلاء المنطقة.

وأدى القصف بحسب المصادر إلى تدمير البرج بالكامل وتصاعد سحب كثيفة من الغبار والدخان، وسط حالة من الذعر بين الأهالي.

ويُعد البرج من أبرز المباني غرب غزة، إذ كان يضم مكاتب لوسائل إعلام ومحاماة إلى جانب شركات تجارية، ويقع في نهاية شارع عمر المختار المطل على ساحل البحر المتوسط، ما جعله معلما بارزا في المدينة.

وقال شهود إن عشرات العائلات المقيمة في الأبنية المجاورة اضطرت إلى مغادرة منازلها على عجل بعد التحذيرات الإسرائيلية، فيما لجأ كثيرون إلى مدارس مكتظة تستخدم كمراكز إيواء.

وجاء القصف بينما تتواصل الغارات الإسرائيلية على أحياء الرمال والشيخ رضوان والصبرة في مدينة غزة، مستهدفة منازل سكنية.

ووفق مصادر طبية فلسطينية، أسفرت الهجمات اليوم عن مقتل 31 شخصا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة.

وأشارت المصادر إلى أن مستشفيات المدينة تعاني ضغطا شديدا ونقصا في الأدوية والإمدادات الطبية.

وتشهد مدينة غزة منذ أسابيع حملة عسكرية واسعة خلفت دمارا كبيرا في البنية التحتية والمنازل السكنية، وأدت إلى نزوح آلاف الفلسطينيين نحو وسط وجنوب القطاع.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان إن إنذارا وجه للسكان لمغادرة المنطقة المحيطة ببرج الغفري قبل استهدافه، مضيفا أن المبنى كان يُستخدم "من قبل حركة حماس لأغراض استخباراتية ورصد مواقع للجيش الإسرائيلي".

وذكر أدرعي أن الجيش "اتخذ خطوات لتقليص المخاطر على المدنيين، بما في ذلك التحذير المسبق واستخدام ذخائر دقيقة"، متهما حماس "باستغلال المباني المدنية والسكان كدروع بشرية".

وأضاف أن الجيش سيواصل عملياته ضد "البنية التحتية للمنظمات المسلحة" في غزة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ عدة أيام تدمير أبراج سكنية متعددة الطوابق في مناطق متفرقة من مدينة غزة، ويقول إن حركة حماس تستخدم تلك الأبراج لأغراض "عسكرية وجمع معلومات استخبارية".

وتشن إسرائيل حربا واسعة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر، بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص واحتجاز رهائن.

وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 64 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، بالإضافة إلى دمار كبير في المباني والبنية التحتية.