15 سبتمبر 2025 / شبكة الصين / طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ المبادرة العالمية للحوكمة خلال قمة منظمة شانغهاي للتعاون التي استضافتها بلدية تيانجين شمالي الصين في الأول من سبتمبر الجاري، مقدما مجددا الحكمة الصينية في معالجة القضايا العالمية، وهو ما أثار ردود فعل إيجابية واسعة في العالم.

وأشاد عدد من الخبراء والباحثين بالمبادرة العالمية للحوكمة، معتبرين أنها تمثل مساهمة صينية نوعية في ضخ عوامل استقرار جديدة في عالم مضطرب، مؤكدين أن مشاركة الصين في الحوكمة العالمية تتسم بإجراءات ملموسة، وتحمل أهمية كبيرة في تعزيز الاستقرار والرخاء بالعالم.

ويرى ياسر حبيب خان، مدير معهد باكستان للعلاقات الدولية والإعلام، أنه في عالم مترابط يشهد اضطرابات متعددة، هناك العديد من التحديات التي تتطلب تنسيقاً فعالاً بين الدول لمواجهتها. وأوضح أن مبادرة الحوكمة العالمية تدعو جميع الدول والمنظمات الدولية إلى التعاون واتخاذ القرارات بشكل مشترك من أجل إدارة المخاطر بكفاءة، وتقديم رؤى معمقة حول كيفية جمع الآراء والأفكار وتنسيق الأعمال لتحقيق الاستقرار في المرحلة الحالية والأمن المستقبلي.

وأشارت ألكسندرا بيرمينوفا، الأستاذة في كلية الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية بجامعة الأبحاث الوطنية العليا للاقتصاد في روسيا، إلى أن الصين تلعب دورا متزايد الأهمية في تحسين الحوكمة العالمية خلال السنوات الأخيرة، حيث ظلت الصين تعمل على دمج مبادراتها ضمن الطموحات الرامية إلى تعزيز التعاون متعدد الأقطاب على نطاق أوسع، وتواصل تقديم الدعم الفكري والعملي لبناء نظام دولي أكثر إنصافاً وعدالة، مبرزة قدرتها على تحويل الطموحات إلى نتائج ملموسة.

ومن جانبه، أكد بافيل كيباريزوف، رئيس الغرفة التجارية الروسية الصينية، أن مبادرة الحوكمة العالمية ليست مجرد وثيقة في السياسة الخارجية، بل هي مخطط إستراتيجي لبناء نظام عالمي أكثر عدلاً واستدامة في ظل التحديات العالمية الراهنة. وأوضح أنها ليست مجرد "حل صيني" فحسب، بل منصة شاملة لجميع البلدان التي تتبنى فكرة تعدد الأقطاب والمساواة في السيادة. واستشهد بمقولة صينية قديمة مفادها بأن "عندما يتحد الناس، يمكنهم نقل جبل تايشان" لوصف القوة التنموية التي تجلبها حكمة الصين. وأضاف أن منظمة شانغهاي للتعاون تشكل آلية تعاون ملموسة تقودها الصين لتحويل الأفكار إلى أجندة متكاملة تشمل مجالات الأمن والاقتصاد، ما يسهم بدور بناء في إنشاء إطار تنموي عالمي جديد عادل ومستدام وموجه نحو المستقبل.

من جانبه، قال الدكتور حسن رجب، عميد معهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس في مصر، إنه في ظل بيئة دولية معقدة ومتغيرة، يواجه العالم تحديات متعددة في مجالات الأمن والتنمية والبيئة والصحة العامة. مضيفا أنه في هذه اللحظة الحرجة، لم تقدم مبادرة الحوكمة العالمية التي اقترحتها الصين اتجاهًا عمليا للحوكمة العالمية فحسب، بل ضخ كذلك الثقة في المجتمع الدولي. وأشاد بالدور الإيجابي الذي لعبته الصين في تعزيز وتحسين الحوكمة العالمية خلال السنوات الأخيرة، معتبراً أن الصين لم تخلق فرصا تنموية ملموسة للعديد من البلدان من خلال مبادرة "الحزام والطريق" فحسب، بل عززت الترابط والتواصل والازدهار المشترك في الإقليم، والتزمت بالوفاء بمسؤوليتها في مجالات تغير المناخ ودفع التحول الأخضر باعتبارها دولة كبرى، مؤكدا أن هذا النهج الصيني القائم على التنمية المستدامة والمصالح المشتركة العالمية يمتلك أهمية كبيرة في تعزيز الوحدة والاستقرار والرخاء في العالم.