القاهرة 14 سبتمبر 2025 (شينخوا) اختتمت مساء الأحد في القاهرة فعاليات مسابقة "مواهب بيت الحكمة" الخامسة في اللغة الصينية، وسط حضور جماهيري كبير لمشاهدة 30 متسابقا وصلوا إلى النهائيات من أصل 400 متقدم، للتنافس على الجائزة الأولى.

أبرزت المسابقة، التي أقيمت في أحد المسارح المحلية بالعاصمة القاهرة، الاهتمام المتزايد باللغة والثقافة الصينية بين المصريين، إذ تنوعت أعمار المشاركين بين طلاب الجامعات والمرحلة الإعدادية.

ونظمت المسابقة مجموعة بيت الحكمة الثقافية ومقرها القاهرة، وتميزت بعروض متنوعة جمعت بين مهارة استخدام اللغة الصينية والفهم العميق للثقافة الصينية. وقدم المتأهلون للنهائيات، والذين يمثلون 17 جامعة من مختلف أنحاء مصر، 7 عروض جماعية شملت الغناء، والتمثيل الكوميدي، والرقص، وفنون الدفاع عن النفس الصينية.

وحصد عبد الله ناصر، طالب السنة الثانية في قسم اللغة الصينية بجامعة عين شمس، الجائزة الأولى مع اثنين من زملائه، وقال لوكالة أنباء ((شينخو)) إن نجاحهم جاء نتيجة أكثر من شهرين من العمل الجاد.

وأضاف ناصر "لم أتوقع الفوز في البداية، لكن بعد فترة من التدريب، شعرت أن فريقنا متميز،" واصفا التدريبات بأنها "صعبة ومرهقة ولكنها ممتعة أيضًا"، معربًا عن سعادته بقطف ثمرة جهودهم.

من جانبه، أوضح أحمد السعيد، المدير التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة الثقافية، أن المسابقة تهدف إلى إثبات أن تعلم اللغة يتجاوز حدود الفصول الدراسية.

وقال في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) "يمكن أن يحدث التعلم أيضًا من خلال الفنون والثقافة والعروض"، مشيرًا إلى أن عروض هذا العام تميزت بمزيج فريد من الحضارتين المصرية والصينية.

وأردف ان العروض نقلت "رسائل أخلاقية وإنسانية"، مؤكدا أن العدد الكبير من الطلاب المصريين الذين يتعلمون اللغة الصينية يؤكد مكانة مصر كدولة رائدة في تعليم اللغة الصينية.

وفي سياق متصل، أعرب الدكتور عصام شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق، عن إعجابه بأداء المتسابقين، مسلطًا الضوء على الزيادة الملحوظة في عدد طلاب اللغة الصينية في مصر خلال السنوات الخمس الماضية.

وأكد شرف أن التواصل بين الحضارتين يبدأ باللغة، التي هي "أساس الهوية والثقافة،" موضحا في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخو)) "لقد أثار إعجابي بشكل خاص المشاركون الصغار، الذين درس بعضهم اللغة لبضعة أشهر فقط، لكنهم أظهروا بالفعل إتقانًا رائعًا".

بدوره، أشاد محمد هاني، وهو طالب آخر بقسم اللغة الصينية بجامعة عين شمس، بالجودة العالية للعروض، مشيرًا إلى أن إتقان المتسابقين للغة الصينية كان واضحًا جدًا.

وعزا نجاحهم إلى التفاني الهائل في التدريب، مضيفًا أن العروض المتميزة للمتنافسين الأصغر سنًا "أسرت قلوب وعيون الجمهور"، وأن "تعلم اللغة الصينية مهم جدًا حيث إنها باتت لغة المستقبل".

ويُعزّز الاهتمام المتزايد باللغة والثقافة الصينية في مصر من خلال العدد المتزايد من البرامج التعليمية في جميع أنحاء البلاد. وحاليًا، هناك 34 قسمًا للغة الصينية في كليات الآداب واللغات في جميع أنحاء البلاد. بالإضافة إلى ذلك، تُدرّس اللغة الصينية كلغة ثانية اختيارية في 41 مدرسة حكومية، ما يجعلها أكثر سهولة للطلاب الأصغر سنًا، ويؤكد التزام مصر بالتبادل الثقافي.