share
arabic.china.org.cn | 15. 09. 2025

تغطية ميدانية : نزوح سكان مدينة غزة إلى وسط وجنوب القطاع رحلة أشبه بخروج الروح من الجسد

arabic.china.org.cn / 09:11:17 2025-09-15

غزة 14 سبتمبر 2025 (شينخوا) بعد محاولات مضنية استسلم الفلسطيني محمد أبو رزق لضغوطات أبنائه بالخروج من مدينة غزة إلى مناطق وسط وجنوب القطاع، مع اشتداد الضربات الإسرائيلية التي تشهدها المدينة.

ويقطن أبو رزق الذي فقد منزله في حي الشجاعية شرق غزة في غارة إسرائيلية قبل أشهر، في خيمة داخل مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين (الأونروا) غرب المدينة.

وقال أبو رزق (45 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما يفكك خيمته من ساحة المدرسة "أجمع أغراضي ومستلزماتي للنزوح من هنا إلى مناطق وسط وجنوب القطاع بعد ضغوط عائلية بحثا عن الأمان".

وأضاف الرجل وهو أب لخمسة أبناء بينما صوت الانفجارات الناجم عن الغارات لم يتوقف دويه، "القصف والغارات متواصلة على مدار الساعة في كافة أحياء المدينة ما تسبب بحالة خوف وذعر لدى أبنائي".

ورغم التجهيزات التي يقوم بها الرجل تحت أشعة شمس الظهيرة الحارقة، إلا أنه لا يعلم وجهته القادمة سوى الذهاب إلى المجهول، في ظل عدم وجود مكان يتوجه إليه وسط وجنوب القطاع.

وتابع أبو رزق بصوت متهدج وعيون باكية كونه يريد البقاء وعدم النزوح أن "الخروج من مدينة غزة التي ولدنا فيها أشبه بخروج الروح من الجسد"، مضيفا "سنتوجه إلى مكان جديد لا نعلم ظروفه وهل يحتوي على مقومات للحياة".

ويواصل الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته العسكرية في مدينة غزة، محذراً السكان من البقاء داخلها.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان صحفي يوم أمس (السبت) إن "أكثر من ربع مليون من سكان غزة غادروا المدينة حفاظاً على سلامتهم".

ودعا المدنيين إلى استخدام شارع الرشيد للتوجه نحو المنطقة التي وصفها بـ "الإنسانية"، في المواصي جنوب القطاع أو إلى "المناطق الخالية" في وسطه، مؤكدا "مدينة غزة بكاملها باتت منطقة قتال خطيرة".

وتابع أدرعي أن الجيش الإسرائيلي"مصمم على حسم حماس في المدينة"، متهماً حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمحاولة منع السكان من الخروج "خدمة لبقائها".

وعلى مدار الأيام الماضية فرت ألاف العائلات من مدينة غزة إلى مناطق وسط القطاع، خاصة مدينة دير البلح وبلدة الزوايدة وكذلك منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع وسط ظروف إنسانية واقتصادية صعبة.

وقال الشاب محمد عمر الذي وصل لتوه مع أفراد عائلته إلى منطقة المشاعلة في مدينة دير البلح، بعد رحلة نزوح استغرقت نحو 10 ساعات قادما من مخيم الشاطئ للاجئين غرب المدينة إن "النزوح متعب نفسيا وجسديا ومكلف ماديا".

وما أن وصل عمر (38 عاما) استأجر قطعة أرض بمساحة 150 مترا بمبلغ 250 دولارا أمريكيا شهريا ليقوم بنصب خيمة تؤويه وأفراد عائلته، بينما دفع ثمن الوصول للمنطقة حوالي 500 دولار.

وتابع عمر وهو أب لثلاثة أطفال "خرجنا من غزة مرغمين على وقع الغارات الإسرائيلية، التي تشهدها المدينة منذ أيام وتوالي التحذيرات بالتوجه إلى وسط وجنوب القطاع باعتبارها مناطق إنسانية".

وأوضح الشاب الثلاثيني بينما يشير إلى الأرض من حوله التي بدت جرداء من كل شيء "لا يوجد أدنى مقومات الحياة هنا (..) لا ماء ولا كهرباء ولا طعام ولا شيء يقينا من حرارة الشمس".

وأضاف "لا أحد منا يريد النزوح من منطقته ومدينته التي تمثل عصب الحياة وشريان الروح، ولكن مجبرين للقيام بذلك بحثا عن مكان آمن خشية على حياة أطفالنا ونسائنا في ظل القصف المكثف".

وحذرت مؤسسات محلية فلسطينية ودولية من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع الساحلي، الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة في ظل مواصلة القصف الإسرائيلي على مدينة غزة منذ أيام.

وقال جهاز الدفاع المدني في غزة إن سكان غزة مضطرون للتوجه نحو وسط وجنوب القطاع هربا من القصف المتواصل على المدينة، في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي بممارسة "القتل الممنهج وتدمير المباني وخيام النازحين".

وأفاد الناطق باسم الجهاز محمود بصل لـ ((شينخوا)) بوجود مرضى وجرحى وكبار سن غير قادرين على إخلاء منازلهم، ما يهدد حياتهم بشكل مباشر ويضاعف حجم الكارثة الإنسانية.

فيما قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين (الأونروا) في بيان صحفي إن آلاف الفلسطينيين اضطروا للفرار مشيا هربا من الهجمات، وسط نقص حاد في الملاجئ والخيام، مما يزيد من معاناتهم الإنسانية ويجعل النجاة صعبة للغاية.

وقالت سهيلة اشتيوي (55 عاما) التي تتواجد برفقة عائلتها في مركز إيواء للنازحين انخفض أعدادهم غرب غزة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "النزوح والخروج من مدينة غزة بالنسبة لنا رحلة موت".

وأضافت سهيلة بينما تخبز على فرن بدائي ويلتف حولها عدد من أبنائها وأحفادها " أين نتوجه إلى وسط وجنوب القطاع ، لا يوجد مراكز إيواء ولا معنا خيمة ولا نملك تكاليف النزوح".

وتابعت السيدة وسط دوي الغارات وأزيز الطائرات التي تحلق على علو منخفض " لن نترك غزة والمكان الذي نتواجد فيه والتوجه إلى مكان مجهول، حيث لا حماية ولا مقومات للحياة".

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号