بكين 13 سبتمبر 2025 (شينخوا) استنادا إلى ما اتُفق عليه بين الصين والولايات المتحدة، سيتوجه خه لي فنغ نائب رئيس مجلس الدولة الصيني إلى إسبانيا لإجراء محادثات مع الجانب الأمريكي، حيث سيناقش الجانبان القضايا الاقتصادية والتجارية مثل الإجراءات الأحادية الأمريكية المتعلقة بالرسوم الجمركية، وإساءة استخدام ضوابط التصدير، ومسألة تطبيق تيك توك.

في عالم يشوبه عدم اليقين الاقتصادي، تحمل نتائج هذه المناقشات تأثيرات تتجاوز حدود البلدين. فالجهود الرامية إلى التوصل إلى توافق وضمان الخروج بنتائج مربحة للجانبين من خلال حوار قائم على قدم المساواة لا تخدم مصالحهما المشتركة فحسب، بل تلبي أيضا توقعات المجتمع الدولي.

منذ مايو، عقد الجانبان ثلاث جولات من المحادثات الاقتصادية والتجارية في جنيف ولندن واستوكهولم. وفي الخامس من يونيو، أجرى رئيسا الدولتين محادثة هاتفية، قدما من خلاله توجيهات استراتيجية للبلدين لتوجيه العلاقات في الاتجاه الصحيح.

ومن خلال التواصل المستمر، عمّق الجانبان تدريجيا فهمهما لشواغل كل منهما، مما عزز الزخم الرامي إلى الحد من الخلافات وتعزيز التوافق. ولقد أثبتت الحقائق مرارا أن الحوار القائم على قدم المساواة هو أفضل سبيل لحل المشكلات والقضاء على أي مواجهة. كما إن إدراج مسألة تيك توك في المناقشات المقرر إجراؤها في إسبانيا يدل مرة أخرى على استمرار التزامهما بحل الخلافات عن طريق الحوار.

إن الخروج بنتائج إيجابية من المحادثات يتطلب جهودا مشتركة من الجانبين. بيد أن الجانب الأمريكي واصل مؤخرا اتباع ممارسات أحادية وتنمرية، بما في ذلك فرض عقوبات على شركات صينية حتى قبل بدء المحادثات مباشرة. فمثل هذه الإجراءات تُعيق التوصل إلى نتائج مفيدة للطرفين من خلال حوار قائم على قدم المساواة.

وفيما يخص تيك توك، فإن موقف الصين واضح وثابت ومفاده أن: الحكومة الصينية تولي أهمية كبيرة لخصوصية البيانات وأمنها، ولم تطلب قط، ولن تطلب، من أي شركة أو فرد جمع أو تقديم بيانات موجودة في الخارج إلى الحكومة الصينية بما يخالف القوانين المحلية. وتلتزم الصين التزاما راسخا بحماية الحقوق والمصالح المشروعة لشركاتها وستتعامل مع مسألة تيك توك وفقا للقوانين واللوائح ذات الصلة.

وتحث الصين الولايات المتحدة على العمل معها، وحل الشواغل ذات الصلة من خلال حوار قائم على الاحترام المتبادل والتشاور على قدم المساواة، وإيجاد حلول تضمن توافر بيئة أعمال تجارية منفتحة ونزيهة وعادلة وغير تمييزية للشركات الصينية، بما فيها تيك توك، لمواصلة عملياتها في الولايات المتحدة. وهذا من شأنه أن يعزز التنمية المستقرة والصحية والمستدامة للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة.

ويكمن جوهر العلاقات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة في المنفعة المتبادلة والتعاون المربح للجانبين. فنقاط القوة التكاملية والمصالح المشتركة ساهمت في دفع التعاون بين الأفراد والشركات من الجانبين. وإن الحفاظ على زخم الحوار وتوسيع نطاق التعاون سيساعدان على دفع تحقيق تنمية صحية ومستقرة للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة، بما يعود بالنفع على البلدين والعالم.

إن المحادثات المرتقبة لا تمثل فقط حوارا معمقا بين الصين والولايات المتحدة، بل تشكل أيضا تفاعلا حاسما يتعلق بالثقة والاستقرار العالميين. وفي نفس السياق، يتطلع العالم إلى أن يحافظ الجانبان على زخم الحوار، ويتمسكا بمبدأ المساواة والمنفعة المتبادلة، ويتخذا إجراءات ملموسة لحل القضايا، بما يحقق نتائج مربحة للجانبين، ويعزز استقرار اقتصادهما والاقتصاد العالمي ككل.