دمشق 12 سبتمبر 2025 (شينخوا) أكد زعيم السلطات السورية أحمد الشرع مساء اليوم (الجمعة) أن بلاده في طور مفاوضات ونقاش حول موضوع الاتفاق الأمني مع إسرائيل، مبينا أن إسرائيل كان لديها مخطط لتقسيم سوريا وكانت تريد أن تكون ميدانا للصراع مع الإيرانيين أو ما شابه ذلك وتفاجأت من سقوط النظام.

وقال الشرع، في مقابلة مع قناة ((الإخبارية)) الرسمية بثت الليلة في معرض رده على الأسئلة حول الملف الإسرائيلي، "نحن الآن في طور مفاوضات ونقاش حول موضوع الاتفاق الأمني مع إسرائيل".

وتابع "يجري التفاوض على اتفاق أمني للعودة إلى اتفاق 1974 أو شيء يشبهه وهذا التفاوض لم ينته بعد"، مؤكدا أن إسرائيل اعتبرت أن سقوط النظام هو خروج لسوريا من اتفاق عام 1974، مبينا أن سوريا أبدت منذ أول لحظة التزامها به.

وأكد زعيم السلطات السورية أن بلاده أبدت التزامها باتفاق 1974 وراسلت الأمم المتحدة وطلبت من قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (الأندوف) أن تعود إلى ما كانت عليه، لافتا إلى أن بعض السياسات الإسرائيلية تدل على أنها قد حزنت على سقوط النظام السابق.

وأضاف الشرع أن "إسرائيل اعتادت أن تعالج مشاكلها الاستخباراتية وفشلها الأمني في بعض الأحيان بأن تستخدم عضلاتها بالحذر الزائد في المخاوف الأمنية".

يشار إلى أن اتفاقية وقعت بين سوريا وإسرائيل عام 1974 عقب حرب 6 أكتوبر عام 1973، بهدف الفصل بين القوات المتحاربة من الجانبين وفك الاشتباك بينهما.

وفي الثامن من ديسمبر 2024، أعلنت إسرائيل انهيار الاتفاقية، وقالت إن مجلس الوزراء قرر احتلال منطقة جبل الشيخ الحدودية السورية المحاذية للجولان المحتل.

وفيما يخص إيران، قال الشرع إن "سقوط النظام أدى لإخراج الأذرع الإيرانية من المنطقة وسوريا دخلت في حالة من البرود في العلاقة مع إيران"، مؤكدا أن بعض الأطراف الإيرانية ما تزال تنظر إلى أنها خسرت المحور بأكمله بخسارتها لسوريا على أنها أهم موطئ قدم بالنسبة لها، على حد قوله.

وأكد الشرع أن بلاده "لا تريد أن تكون مع أي دولة في العالم بحالة من القلق والتوتر من جهة سوريا، والكرة بملعب الدول التي تريد إثارة الفتن والقلاقل في سوريا".

وأضاف "سوريا تبحث عن الهدوء التام في العلاقات مع كل دول العالم والمنطقة وهذه سياسة واضحة منذ اللحظات الأولى".

وبخصوص روسيا، قال الشرع إن "هناك روابط وثيقة ما بين سوريا وروسيا ولدت منذ نشأة سوريا عام 1946 لا ينبغي العبث في بنية الدولة من داخلها وإذا أردنا أن نحول بعض المسارات فيجب أن تحول ضمن استراتيجية هادفة"، مؤكدا أن بلاده لديها ارتباطات متعددة مع روسيا سابقا و"نحن ورثناها فينبغي الحفاظ عليها وإدارتها بطريقة هادئة ورزينة".

وأضاف "عندما وصلنا إلى محافظة حماة في معركة التحرير جرت مفاوضات بيننا وبين روسيا، وعند وصولنا إلى محافظة حمص ابتعد الروس في هذا الوقت عن المعركة وانسحبوا تماماً من المشهد العسكري ضمن اتفاق جرى بيننا وبينهم"، مؤكدا أن الروس أعطوا التزامات معينة لسوريا الحالية ونحن أعطينا التزامات ونحن وفينا بها وهم وفوا بها حتى اللحظة.

وفي التاسع من سبتمبر الجاري، استقبل زعيم السلطات السورية أحمد الشرع في قصر الشعب بالعاصمة السورية دمشق وفدا روسيا رفيع المستوى برئاسة ألكساندر نوفاك نائب رئيس الوزراء في روسيا، بحسب الإعلام الرسمي السوري.

ويوم الأربعاء الماضي، أعلنت السفارة السورية لدى موسكو أن الشرع سيترأس وفد البلاد إلى القمة الروسية العربية التي ستعقد في موسكو يوم 15 أكتوبر المقبل.