القدس 8 سبتمبر 2025 (شينخوا) توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمطاردة كل من ساعد وأرسل منفذي عملية إطلاق النار التي وقعت صباح اليوم (الاثنين) في القدس والقبض عليهم، واتخاذ "خطوات أكثر صرامة" على خلفية الهجوم.

وقال نتنياهو في موقع هجوم القدس "نحن الآن بصدد المطاردة، ونُحاصر القرى التي خرج منها القتلة. سنُلقي القبض على من ساعدهم وأرسلهم، وسنتخذ خطوات أشد صرامة"، بحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وأضاف نتنياهو "نحن في حالة حرب، حرب مكثفة ضد الإرهاب على عدة جبهات".

واعتبر أن إسرائيل حققت ما وصفها بـ"نجاحات كبيرة ضد الأنظمة والمنظمات الإرهابية"، مضيفا "ومع ذلك، لا تزال الحرب مستمرة، سواء في قطاع غزة، حيث سنقضي على حماس كما وعدنا، وسنُطلق سراح جميع رهائننا، أو-للأسف- في القدس أيضا".

ولفت إلى أن إسرائيل اتخذت "إجراءات حازمة للغاية" في الضفة الغربية".

وتابع "أحبط جهاز الأمن العام (الشاباك) وجيش الدفاع الإسرائيلي وشرطة إسرائيل مئات الهجمات الإرهابية هذا العام، ولكن -للأسف- لم ينجحوا في ذلك هذا الصباح".

وشدد على أن "هذه الجرائم والاعتداءات، في جميع المجالات، لن تُضعفنا، بل ستزيدنا إصرارًا على إكمال المهمة التي أخذناها على عاتقنا، في غزة، والضفة الغربية، وفي كل مكان".

وقبل ذلك، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو يجري "تقييما" مع رؤساء المؤسسة الأمنية في أعقاب الهجوم.

ووقع الهجوم في مفترق راموت في القدس، عندما أطلق فلسطينيان النار على المركبات والمارة في المكان، بحسب صحيفة ((تايمز أوف إسرائيل)).

وقُتل منفذا الهجوم، وهما من سكان الضفة الغربية، برصاص جندي ومدني مسلح في موقع الحادث، بحسب الصحيفة.

ووصل المسلحان إلى المفترق بسيارة صباح اليوم وفقا لتقارير، وفتحا النار على الأشخاص الذين كانوا ينتظرون في محطة الحافلات وكذلك على حافلة توقفت للتو هناك.

ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم.

وأفادت الصحيفة بارتفاع عدد قتلى الهجوم إلى ستة وإصابة 12 آخرين، ستة منهم في حالة خطيرة.

وذكرت خدمة الإسعاف الإسرائيلية (نجمة داوود الحمراء) أن أربعة من القتلى أُعلن عن وفاتهم في مكان الحادث، فيما تم نقل اثنين آخرين إلى المستشفى وتوفيا لاحقا متأثرين بجروحهما، وفق الصحيفة.

من جهتها قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إن "عملية إطلاق نار إرهابية استهدفت محطة حافلات عند مفترق راموت في القدس صباح اليوم، وأسفرت عن عدة قتلى وأكثر من 20 مصابًا بجروح متفاوتة".

وجاء في البيان أن "مخربين أطلقا النار على المواطنين المنتظرين، وتمكن جندي وعدد من المدنيين من تحييدهما في المكان".

وأفاد البيان بضبط "أسلحة وذخائر وسكين استخدمها المخربان، فيما تتولى الوحدة المركزية وجهاز الأمن العام- الشاباك التحقيق في الحادث"، وفق البيان.

ولاحقا أعلنت الشرطة في بيان القبض على مشتبه به من شرقي مدينة القدس "للتحقق من تورطه في عملية إطلاق النار الإرهابية عند مفترق راموت".

وأكد البيان "مواصلة الشرطة والشاباك التحقيق لتحديد جميع المتورطين في العملية الإرهابية، فيما تم تعزيز النشاط الشرطي في أنحاء القدس لضمان الأمن والاستجابة السريعة لأي طارئ".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته "تطوق عدة قرى في مشارف رام الله لإحباط أنشطة إرهابية وتنفذ أعمال استجواب".

وقال المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي افيخاي ادرعي في بيان إن قوات من الجيش "هرعت للمكان وتقوم بأعمال تمشيط بحثا عن مشتبه فيهم مع شرطة إسرائيل".

وأضاف أنه "في المقابل تطوق قوات جيش الدفاع عدة قرى في مشارف رام الله لإحباط أنشطة إرهابية وتنفذ أعمال استجواب وتمشيط ميدانية لتعزيز الجهود الدفاعية على خط التماس".

وبالتزامن، أعلنت إسرائيل أن قوات الشرطة والجيش ألقت القبض اليوم في بلدة يطا بالضفة الغربية، على امرأة فلسطينية أُفرج عنها قبل أشهر ضمن صفقة تبادل، "بعد الاشتباه بمواصلتها التحريض على الإرهاب عبر شبكات التواصل الاجتماعي".

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إنه خلال التفتيش في منزلها ضُبط هاتفها النقال وجهاز حاسوب استُخدما لنشر مواد تحريضية، مشيرة إلى أن "المشتبه بها، المرتبطة بحركة حماس وفق التحقيقات، نُقلت لمواصلة التحقيق في مركز شرطة الخليل".

ويأتي هجوم القدس في وقت تواصل فيه إسرائيل شن حرب واسعة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل.

وتشهد مناطق عدة في الضفة الغربية توترا متصاعدا، بالتوازي مع الحرب الدائرة في قطاع غزة.