كونمينغ، الصين 8 سبتمبر 2025 (شينخوا) خلال فعاليات منتدى وسائل الإعلام ومراكز البحوث بالجنوب العالمي 2025 المنعقد في كونمينغ، حاضرة مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين، أصدر معهد شينخوا، وهو مركز أبحاث تابع لوكالة أنباء ((شينخوا))، تقريرا يتناول تاريخ الحرب المعرفية الأمريكية وتأثيرها العالمي.

يقدم التقرير، الذي جاء بعنوان ((استعمار العقل - الوسائل، والجذور، والمخاطر العالمية للحرب المعرفية الأمريكية))، تحليلا معمقا لتاريخ البلاد على صعيد الحرب المعرفية، كاشفا عن الجذور والعواقب واسعة النطاق للاستعمار الأيديولوجي الأمريكي. كما يعبر عن الطموح المشترك للجنوب العالمي في السعي نحو الاستقلال الروحي وتعزيز الثقة الثقافية.

في الواقع، إن توقيت التقرير وأهميته واضحان للغاية. فاليوم، تشهد دول الجنوب العالمي تحولات عميقة، تتجلى في صعود جماعي لتأثيرها وقوتها. ومع ذلك، لا يزال الإرث المستمر للاستعمار الأيديولوجي التاريخي يعوق التقدم في العديد من الدول.

ونتيجة لذلك، بدأت المزيد من الدول تدرك حقيقة مفادها أنه لكي تتحرر من أغلال الأيديولوجيات التي يهيمن عليها الغرب، فيتعين عليها أولا أن تدرك المخاطر المترتبة على الاستعمار المعرفي وتحرر نفسها من الاعتماد الفكري.

وتعد رحلة الصين التنموية مثالا قويا على ذلك. فقد انتهجت الصين سياسة خارجية تقوم على الاستقلالية والتعاون السلمي، ووجدت مسارا تنمويا يتوافق مع ظروفها الوطنية الفريدة، لتضع نموذجا يُحتذى به للجنوب العالمي.

إن السعي نحو الاستقلال الروحي مرتبط ارتباطا وثيقا بالثقة الثقافية، التي تعد قوة دافعة وراء تطور أي دولة أو حضارة. وتحتاج دول الجنوب العالمي إلى إعادة تقييم تاريخها وثقافاتها بوعي نقدي، وإعادة اكتشاف الحكمة والحيوية والأهمية المعاصرة الكامنة فيها. وفقط من خلال ذلك يمكنها بناء ثقة راسخة في مساراتها الخاصة، وضمان إنشاء مسارات مميزة ومرنة نحو الحضارة الحديثة.

ومن أجل ازدهار الحضارات، لا بد من تحقيق التبادل والتعلم المتبادل. فالترويج لأفكار "التفوق الحضاري" لا يسيء فقط إلى ثراء الثقافات الأخرى، بل يقوض أيضا التقدم الجماعي للبشرية جمعاء.

إن التركيز على التعاون لا الصراع، والإثراء المتبادل لا الانقسام هو السبيل الوحيد للسماح للحضارات بالتعايش في تناغم، والتطور نحو مستقبل من الرخاء المشترك.

هذا، ويقف الجنوب العالمي عند منعطف تاريخي جديد، ولديه الفرصة لابتكار دور مميز وفاعل على الساحة العالمية. ومن خلال بقائه متمسكا بجذوره الثقافية، وتعزيز التزامه بالاستقلال، وسعيه لبناء شراكات تعاونية، يمكنه بلا شك أن يترك أثرا ذا مغزى، ويضيف بعدا جديدا وحيويا إلى التطور الأوسع للحضارة العالمية.