5 سبتمبر 2025 / شبكة الصين / نظمت الصين عرضا عسكريا ضخما في 3 سبتمبر الجاري احتفالا بالذكرى الـ80 للانتصار في حرب المقاومة الشعبية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. وحظي الحدث باهتمام دولي واسع، حيث ركزت وسائل إعلام دولية، منها نيويورك تايمز وأسوشيتد برس ورويترز وبي بي سي وهيئة الإذاعة اليابانية، في تقاريرها على أسماء الحضور والأسلحة والمعدات العسكرية المعروضة.

وأشارت بي بي سي إلى أن حضور زعماء وقادة 26 دولة للعرض، من بينهم قادة دول جنوب شرق آسيا، يمثل نقطة تحظى بالاهتمام. إضافة إلى ذلك، كان التركيز الأكبر على مشاركة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في الفعالية.

وأولت اليابان اهتماما خاصا للعرض العسكري، حيث قالت هيئة الإذاعة اليابانية NHK إن الصين تبرز مكانتها بوصفها دولة منتصرة في الحرب العالمية الثانية من خلال هذا العرض العسكري الضخم، بمناسبة حلول الذكرى الثمانين ليوم النصر.

وأكدت صحيفة لوموند الفرنسية أن الدول الغربية لا تعترف بما يُعرف بـ"دول الجنوب العالمي". إلا أن هذه الدول التي صُنفت كـ"دول غير موجودة" اجتمعت في بكين يوم 3 سبتمبر الجاري، ما يشير إلى أن النظام العالمي الذي يهيمن عليه الغرب يترنح ويتراجع باستمرار.

وعلاوة على أسماء الحضور، وجهت وسائل الإعلام الدولية مزيدا من الاهتمام للأسلحة والمعدات العسكرية المتقدمة خلال العرض. وقالت وكالة فرانس برس إن الخبراء العسكريين أولوا أهمية بالغة للعرض العسكري الصيني. وأشارت بي بي سي إلى أن الآليات العسكرية الصينية أظهرت تمتع الصين بقدرة عالية على إنتاج أسلحة متنوعة. أما النماذج الجديدة من الأسلحة التي ظهرت خلال العرض، وخاصة الصواريخ الإستراتيجية القادرة على حمل الرؤوس النووية والآليات والأسلحة "غير المأهولة"، تعكس جميعها نضوج الأنظمة الدفاعية الصينية، لافتة إلى أن المعدات العسكرية غير المأهولة كانت متعددة ومدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأكثرها لفتا للأنظار الغواصة غير المأهولة AJX-002. كما عرضت الصين طائرة الشبح المسيرة GJ-11، القادرة على أداء المهام مع المقاتلات المأهولة. هذا إلى جانب "الذئاب" الروبوتية.

وأكد خبراء عسكريون أن هذه المعدات والآليات العسكرية غير المأهولة قادرة على أداء مهام متنوعة، بدء من الاستطلاع وإزالة الألغام والمتفجرات ومطاردة جنود العدو، مما يظهر جليا اتجاه تطور الإستراتيجيات العسكرية الصينية الذي لا يقتصر على تعزيز القوة التقليدية، بل يمتد إلى استبدال الهيكل التقليدي.

ولاحظت صحيفة نيويورك تايمز أن الطرز الجديدة من الصواريخ المضادة للسفن والغواصة غير المأهولة والطائرات المقاتلة المسيرة في العرض أظهرت اهتمام الصين البالغ بالابتكار في المجال العسكري.

وترى إذاعة فرنسا الدولية أن الصين استعرضت قوتها. واللافت أن جميع المعدات والتقنيات في العرض العسكري محلية الصنع ودخلت الخدمة في معارك حقيقية. وأشار محللون أن هذه المعدات والأسلحة تمثل أهم أنظمة التسليح وأكثرها تطورا في العالم.

وصرح ألكسندر نيل، الباحث المساعد في مركز أبحاث منتدى المحيط الهادئ، بأن الصين تتمتع بقدرة على إنتاج عدد كبير من الذخيرة والسفن وأنظمة القتال بأنوعها المختلفة. ومقارنة مع دول أخرى، تتمكن الصين من تحديث أنظمة أسلحتها وإنتاجها وإدخالها في الخدمة على وجه السرعة.