بكين 2 سبتمبر 2025 (شينخوا) تمثل مبادرة الحوكمة العالمية التي تم طرحها خلال قمة منظمة شانغهاي للتعاون في تيانجين، "ضرورة حتمية" في ظل النظام الدولي الحالي الذي "يعاني من خلل" و"يُكرس غطرسة القوة وازدواجية المعايير"، بحسب سامي القمحاوي نائب رئيس تحرير صحيفة ((الأهرام)) المصرية.

جاءت هذه التصريحات في مقابلة مكتوبة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الاثنين، حيث أشاد الخبير المصري في العلاقات الدولية بالنمو السريع لمنظمة شانغهاي للتعاون، معتبرا أن ذلك يجسد "قدرة المنظمة على تدشين نظام دولي قائم على العدالة والإنصاف".

لقد تأسست منظمة شانغهاي للتعاون في يونيو 2001 بستة أعضاء مؤسسين، وتوسعت اليوم لتصبح أكبر منظمة إقليمية في العالم، يغطي التعاون فيها أكثر من 50 مجالا بإجمالي ناتج اقتصادي يقارب 30 تريليون دولار.

واستضافت الصين القمة الأخيرة للمنظمة في تيانجين في الفترة من 31 أغسطس إلى أول سبتمبر، وشهدت القمة توقيع واعتماد عدد من الوثائق الرئيسية، من بينها "إعلان تيانجين" وإستراتيجية تنموية للمنظمة للفترة 2026-2035 تُمكنها من رسم خريطة الطريق لها للعقد المقبل.

وحول الدور القيادي للمنظمة، قال القمحاوي إن "المنظمة تمتلك حاليا فرصة تاريخية للعب دور مؤثر على المستوى الدولي وتعزيز إقامة نظام عالمي أكثر عدلا وإنصافا لا يتعامل بمعايير مزدوجة".

وأضاف أن "السياسات الأحادية تمثل تهديدا مباشرا للنمو الاقتصادي العالمي"، مشيدا في الوقت ذاته بـ"الجهود الصينية المستمرة ودورها القيادي" في دفع إصلاح وتحسين الحوكمة العالمية.

وبخصوص مبادرة الحوكمة العالمية التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الاثنين أثناء ترؤسه اجتماع "منظمة شانغهاي للتعاون بلس" في تيانجين ضمن فعاليات أكبر قمة للمنظمة في تاريخها الممتد على مدى 24 عاما، أكد الصحفي أن "هناك شبه إجماع دولي" على وجود خلل كبير في النظام العالمي الحالي، مما يبرز "ضرورة التكاتف والعمل على إصلاح هذا النظام".

وتعد مبادرة الحوكمة العالمية رابع مبادرة عالمية كبرى يقترحها الرئيس شي خلال السنوات الماضية، بعد مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية.

ورأى القمحاوي أن "الحوكمة الرشيدة أساس نجاح النموذج الجديد للعلاقات الدولية القائم على المساواة والإنصاف والعدالة"، الذي تسعى الصين ودول المنظمة إلى إرسائه.

وأضاف أن "هذه المبادرات ستساهم بشكل فعال في بناء مستقبل مشترك أفضل للبشرية"، معتبرا أن قمة تيانجين شكلت فرصة مهمة "للانطلاق نحو آفاق أرحب من الشراكة بين الدول الأعضاء بالمنظمة، وجعلها مجتمعا أكثر ترابطا، يقدم نموذجا حضاريا للتعاون القائم على الاحترام المتبادل والتشارك".