غزة 2 سبتمبر 2025 (شينخوا) قتل 78 فلسطينيا بنيران إسرائيلية في قطاع غزة منذ فجر اليوم (الثلاثاء)، فيما أعلن الجيش عن "استعدادات لوجستية وعملياتية" تمهيدا لتوسيع نطاق القتال وتجنيد واسع لقوات الاحتياط.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن 78 شخصا قتلوا منذ فجر اليوم بنيران إسرائيلية في مناطق متفرقة من القطاع.

وأوضح أن 14 شخصا قتلوا جراء قصف لطائرة إسرائيلية على شقة سكنية في حي تل الهوى جنوب غرب غزة، فيما قتل عشرة آخرون في استهداف منزل سكني في حي الدرج شرق المدينة.

وأضاف بصل أن عشرة أشخاص قتلوا في استهداف لشقق وخيام تؤوي نازحين في حيي النصر والشيخ رضوان شمال غزة، لافتا إلى مقتل خمسة أشخاص جراء قصف تجمع فلسطينيين صباح اليوم في جباليا شمال القطاع، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين قتلوا في استهداف تكية طعام قرب دوار "17" على شاطئ البحر غرب غزة.

وفي وسط القطاع قتل 12 شخصا من بينهم عشرة أثناء انتظارهم الطعام قرب نقطة توزيع المساعدات عند محور نتساريم، بينما قتل شخصان في غارة إسرائيلية على مدينة دير البلح.

وأشار بصل إلى أن عشرة أشخاص قتلوا في خان يونس من بينهم ستة أثناء انتظارهم الحصول على الطعام قرب مستودع لتوزيع المساعدات وأربعة في غارات منفصلة على المدينة.

وفي السياق ذاته أعلنت وزارة الصحة في غزة في تقريرها اليومي وصول جثامين 76 قتيلا و281 إصابة إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية، ما يرفع حصيلة الحرب إلى 63633 قتيلا و160914 جريحا.

يأتي ذلك فيما نشر المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي تحذيرا إلى جميع سكان قطاع غزة عبر منصة ((إكس)) جاء فيه "تمهيدا لتوسيع القتال إلى داخل مدينة غزة نذكركم أن منطقة المواصي ستشهد تقديم خدمات إنسانية أفضل خاصة ما يتعلق بالخدمات الصحية والمياه والغذاء... من أجل سلامتكم نحذر أن الاقتراب أو العودة إلى مناطق القتال أو إلى المناطق التي تعمل فيها قوات جيش الدفاع - يعرضكم للخطر".

وفي بيان منفصل أعلن أدرعي أن الجيش "يستعد لاستقبال جنود الاحتياط قبيل انطلاق عملية عربات جدعون 2" المتعلقة باحتلال مدينة غزة.

وقال البيان "يجري جيش الدفاع في الأيام الأخيرة استعدادات لوجستية وعملياتية تمهيدًا لتوسيع نطاق القتال وتجنيد واسع لقوات الاحتياط".

وفي إطار هذه الاستعدادات "سيتم تزويد المقاتلين بوسائل قتالية، معدات شخصية وتجهيزات تكتيكية كاملة وذلك وفقًا لمهامهم".

وتابع البيان "كجزء من التحضيرات، أقام قسم التكنولوجيا واللوجستيات مجمعات مكيّفة للإقامة، إضافة إلى بنى تحتية للمياه والكهرباء، والحمامات والمراحيض، من أجل توفير أفضل ظروف للجنود خلال مكوثهم".

كما ذكر البيان أن "أفراد التكنولوجيا والصيانة في قيادة المنطقة الجنوبية المتواجدين في الخطوط الأمامية سيتولون مهمة صيانة الجهوزية للمدرعات والآليات القتالية، حيث ينفذون إصلاحات معقدة تحت النيران".

وأشار إلى أن "المقاتلين يكملون سلسلة تدريبات على القتال في مناطق حضرية ومفتوحة لرفع جهوزيتهم قبيل تنفيذ المهام المقبلة".

وأعرب جهاز الدفاع المدني في غزة عن قلق بالغ إزاء توجه الجيش الإسرائيلي نحو "إخلاء محافظتي غزة والشمال، وإجبار آلاف سكانها المدنيين على النزوح القسري إلى مناطق يدعي أنها إنسانية آمنة وسط وجنوب قطاع غزة".

وحذر الجهاز في بيان من أن "المخطط الإسرائيلي التهجيري لنحو مليون ونصف مليون مواطن من مساكنهم، يترتب عليه تداعيات خطيرة جدا ستقودنا إلى الكارثة الكبرى".

وأشار إلى أن إسرائيل دمرت أكثر من 85% من منازل المواطنين والبنى التحتية في منطقتي الشجاعية والتفاح، و70% في مناطق الزيتون والصبرة وجباليا النزلة والبلد، عوضا عن دمار واسع أحدثه في شمال القطاع في بيت حانون وبيت لاهيا، معتبرا ذلك "مؤشرا واضحا نحو تدمير أكبر مساحة من قطاع غزة".

وأوضح أن المنطقة التي يطالب الجيش بالنزوح إليها لا تتجاوز 12% من إجمالي مساحة قطاع غزة، وبالتالي فإنه "يخطط إلى الزج بأكثر من مليوني مواطن في سجن مطبق، يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الآدمية".

وفي السياق قتل 12 فلسطينيا، بينهم 7 أطفال، في غارة إسرائيلية على مخيم يؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية اليوم.

وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن طائرات إسرائيلية استهدفت مخيما يضم عشرات العائلات النازحة في منطقة المواصي غرب خان يونس.

وأضافت المصادر والشهود أن عددا من الأطفال كانوا يعبئون مياه الشرب لحظة الغارة الإسرائيلية، التي تسببت بتدمير عدد من الخيام المصنوعة من القماش والنايلون.

وذكر مسعفون أن الطواقم الطبية انتشلت جثامين 12 قتيلا، بينهم 7 أطفال، إلى جانب عدد من المصابين بجروح متفاوتة، وتم نقلهم إلى المستشفيات.

وقال محمود بصل إن "الأطفال كانوا يقفون في طابور لتعبئة المياه في منطقة المواصي التي وصفت بأنها آمنة، فإذا بالاحتلال يستهدفهم بشكل مباشر، ليحول لحظة بحثهم عن الحياة إلى مجزرة جديدة”.

ولم يصدر أي تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على الغارة.

يشار إلى أن المواصي تعد المنطقة الإنسانية التي يطالب الجيش الإسرائيلي سكان القطاع بالتوجه إليها كونها آمنة، وتمتد من غرب رفح جنوب القطاع حتى مشارف النصيرات وسطه.

يأتي ذلك فيما أفادت وزارة الصحة في غزة بتسجيل 13 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية من بينهم ثلاثة أطفال، ليرتفع إجمالي وفيات سوء التغذية إلى 361 حالة، منهم 130 طفلا.

وتشن إسرائيل حربا واسعة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل، أسفر، بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص واحتجاز رهائن. /نهاية الخبر/