share
arabic.china.org.cn | 02. 09. 2025

الشعب الصيني يتذكر دائما أصدقاءه الدوليين الذين ساعدوا الصين في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني

arabic.china.org.cn / 15:45:11 2025-09-02

2 سبتمبر 2025 / شبكة الصين / خلال حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني، جاءت إلى الصين التي مزقتها الحرب مجموعة من الأصدقاء الدوليين من شتى الأديان والأعراق. وعلى الجبهة الشرقية، التي كانت ساحة رئيسية للنضال العالمي ضد الفاشية، خط هؤلاء مع الشعب الصيني صفحات مضيئة في سجل انتصار العدالة على الشر، والنور على الظلام، والتقدم على الرجعية.

كوريشنكو ــ قائد مجموعة الطيران السوفيتية

مقبرة كوريشنكو في بلدية تشونغتشينغ

في 14 أكتوبر 1939، قاد كوريشنكو مجموعة القاذفات التابعة لفريق متطوعي الطيران السوفيتي لدعم الصين، ونفذ هجوما ناجحا على مطار هانكو الياباني. ولكن سد العدو طريق العودة، وأصيب كوريشنكو في صدره وكتفه الأيسر، وتعطل أحد محركات طائرته.

ولحماية رفاقه والسكان على الأرض، رفض كوريشينكو القفز بالمظلة، واختار الهبوط اضطراريا على نهر اليانغتسي في منطقة تشينجيابا بمقاطعة سيتشوان. ونجا اثنان من رفاقه، لكن كوريشينكو الجريح جرفه النهر، ليستشهد عن 36 عاما.

كلير لي تشينولت ــ النمور الطائرة

كلير لي تشينولت

في عام 1941، نظم وجنّد مدرب الطيران الأمريكي كلير لي تشينولت مجموعة من الطيارين والميكانيكيين الأمريكيين لتشكيل "المجموعة الطوعية الأمريكية" التي عرفت باسم "النمور الطائرة" لدعم حرب المقاومة الصينية ضد العدوان الياباني. وقد قاتلوا ببسالة في جنوب غربي الصين وميانمار، وحققوا إنجازات بارزة ضد القوات الجوية اليابانية، وحموا خط الإمداد الجوي الشهير (The Hump) في الحرب العالمية الثانية.

وقاتلت "النمور الطائرة" إلى جانب الجنود والمدنيين الصينيين، وأسقطت أكثر من 2900 طائرة يابانية ودمرت 44 سفينة، وكبدوا العدو خسائر بشرية تجاوزت 66 ألف جندي. وضحى أكثر من 2000 من أعضاء هذه المجموعة بحياتهم.

نورمان بيثون ــ الجراح الكندي الشيوعي

نورمان بيثون

في عام 1938، قدم نورمان بيثون من كندا إلى الصين لمحاربة العدوان الياباني. وأدخل مبدأ "طاولة العمليات قرب خطوط المواجهة"، فأنقذ آلاف الجرحى الصينيين ودرّب أعدادا كبيرة من الكوادر الطبية. وفي عام 1939، أصيب بعدوى أثناء علاجه للجرحى من جيش الطريق الثامن، مضحيا بحياته من أجل تحرير الشعب الصيني.

الطبيب كوتنيس ــ الطبيب الهندي

الطبيب كوتنيس

في عام 1938، وصل الطبيب الهندي كوتنيس مع فريق المساعدة الطبية الهندي، إلى الصين. ووسط دخان الحرب ونيرانها، قدم كوتنيس العالج للعديد من الجنود والمدنيين الصينيين، ودرب العديد من الكوادر الطبية المحلية، لكنه توفى وهو في 32 من عمره نتيجة المرض والارهاق.

باي شييه

باي شييه

وصل باي شييه، واسمه الأصلي جان جيروم أوغستين بوسييه، إلى الصين عام 1913، وعمل طبيبا في السفارة الفرنسية لدى الصين، كما عمل في المستشفى الفرنسي، وساهم بفعالية في تشجيع الطلاب الصينيين على السفر إلى فرنسا للدراسة فيها، كما ساعد في تأسيس جامعة الصين-فرنسا. وشهد باي شييه بعينيه الفظائع التي ارتكبها الجيش الياباني، وكان متعاطفا بشدة مع الشعب الصيني. وبصفته طبيب القنصلية الفرنسية في بيبينغ، بعث برسالة إلى الصليب الأحمر الصيني، أعرب فيها عن رغبته في تقديم خدماته، بل قام بتحويل حديقة منزله في جبال شيشان (الواقعة غرب بكين) إلى محطة إنقاذ تابعة للصليب الأحمر، تستقبل الجرحى والمرضى.

وفي أوائل عام 1939، ولأجل كسر الحصار الذي فرضه الجيش الياباني على المواد الطبية، زار هوانغ هاو، أحد قيادات الحزب الشيوعي الصيني، الطبيب باي شييه في الخفاء، وطلب مساعدته في نقل الأدوية. ووافق باي شييه من فوره، وبفضل مساعدته، وصلت الأدوية إلى غرب بيبينغ، وقاعدة جين-تسا-جي، وحتى يانآن، وأسهمت في إنقاذ حياة عدد كبير من الجنود. وعندما حصل الطبيب بيثون على هذه الأدوية "النادرة"، لم يملك إلا أن يقول بإعجاب: "هذا أمر مذهل حقًا!"

وبعد اندلاع حرب المحيط الهادئ، فرض الجيش الياباني رقابة صارمة على المواد العسكرية مثل الوقود، فلم يكن أمام باي شييه إلا أن يستخدم دراجته الهوائية لنقل الأدوية. ورغم تجاوز سنه الستين، كان يقطع مسافات تتراوح بين 30 إلى 40 كيلومترا في طرق جبلية وعرة، حاملاً الأدوية على دراجته. وأصبحت هذه الطريق السرية التي شقها بنفسه تُعرف لاحقًا باسم "the Hump" (خط إمداد شهير في الحرب العالمية الثانية) على دراجة هوائية.

وكانت حديقة منزل باي أيضا محطة اتصال ضمن خط ربط سري يمر عبر جبل مياوفنغ، ونُقلت عبره كميات كبيرة من المواد الطبية العاجلة، كما ساعد في إخفاء العديد من الأصدقاء الدوليين الداعمين للصين، والشباب الوطنيين، وعناصر الحزب العاملين في الخفاء.

جون رابي ــ الصديق الألماني

منزل جون رابي السابق بحرم جامعة نانجينغ في ديسمبر 2005

وصل جون رابي إلى الصين عام 1908، وخلال مذبحة نانجينغ (1937) أسس مع شخصيات دولية أخرى "منطقة نانجينغ الآمنة"، التي وفرت مأوى لأكثر من 200 ألف صيني. وتُعدّ مذكراته التي دونها خلال فترة تواجده في الصين من أهم الوثائق التاريخية وأكثرها تفصيلا حول مذبحة نانجينغ.

برنهاد سيندبرغ ــ الصديق الدنماركي

برنهاد سيندبرغ

من ديسمبر1937 إلى مارس 1938، عمل برنهارد سيندبرغ (26 عاما) في مصنع جيانغنان للإسمنت بمدينة نانجينغ. ولم يتراجع أمام المذبحة الوحشية التي ارتكبها الجيش الياباني، بل استغل هويته الأجنبية لإنشاء مخيم للاجئين ومستشفى بالقرب من المصنع، حيث آوى وعالج حوالي 20 ألف لاجئ صيني. كما سجل سيندبرغ جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الياباني من خلال الصور والرسائل، ونشر حقيقة مذبحة نانجينغ للعالم.

مايكل ليندسي ــ الباحث البريطاني

مايكل ليندسي

في ديسمبر 1937، وصل مايكل ليندسي إلى الصين مع الدكتور نورمان بيثون للتدريس في جامعة ينجينغ. وبعد اندلاع حرب المحيط الهادئ، انتقل إلى منطقة شانشي-تشاهار-خبي الحدودية ويانآن، حيث عُيّن مستشارا فنيا إذاعيا لجيش الطريق الثامن، وساهم في تحرير النشرات الإخبارية الإنجليزية.

وخلال فترة وجوده في الصين، التقط العديد من الصور الفوتوغرافية لمشاهد العمل والحياة والمعارك في قواعد مقاومة الغزو الياباني، تاركا وراءه توثيقا بصريًا قيّما لهذه المناطق.

ويعد ليندسي أحد الأعضاء المؤسسين لقسم البث الإنجليزي في وكالة أنباء شينخوا. وفي سبتمبر 1944، وبمساعدته، أطلقت وكالة أنباء شينخوا رسميا نشراتها الإخبارية باللغة الإنجليزية، مما أتاح للعالم سماع صوت يانآن.

 جورج هوغ ــ الكاتب البريطاني

جورج هوغ

في مثل هذا الصيف قبل ثمانين عاما، توفي الكاتب البريطاني الشاب جورج إلوين هوغ متأثرا بالمرض في مدينة شاندان بمقاطعة قانسو، عن عمر يناهز 30 عاما. وشهد هوغ، بصفته صحفيا، الفظائع التي ارتكبها الغزاة اليابانيون في شانغهاي ووهان ومدن أخرى. وكتب العديد من المقالات التي غطت الحرب في الصين، كاشفًا عن الدمار الذي ألحقه الغزاة اليابانيون بالشعب الصيني. ولا يزال كتابه "أرى صينا جديدة" حاضرا في أذهان الجميع حتى اليوم.

هانز شيبر ــ الكاتب الألماني

هانز شيبر

قبر هانز شيبر في مقبرة شهداء الثورة الصينية الشرقية في ليني بمقاطعة شاندونغ

في خريف عام 1941، وخلال الفترة الأشد صعوبة في منطقة قاعدة شاندونغ المناهضة لليابان، سافر الكاتب الألماني هانز شيبر إلى جبال ييمنغ لدعم نضال الشعب الصيني ضد اليابان، ونشر في العالم كتاباته عن حرب المقاومة الصينية.

وفي 30 نوفمبر 1941، توفي شيبر أثناء حملة "التطهير" اليابانية في شاندونغ. لكنه كشف بقلمه للعالم الأعمال الوحشية للعدوان الإمبريالي الياباني على الصين. وظل يقاتل بشجاعة حتى أنفاسه الأخيرة، واستشهد وهو ممسكا بندقيته.

إدغار سنو - الصحفي الأمريكي 

إدغار سنو

وصل إدغار سنو إلى الصين قادما من الولايات المتحدة في عام 1928، وعاش فيها 13 عاما، وكانت بيبينغ المدينة التي أمضى فيها أطول فترة عمل وإقامة. وفي بداية عام 1933، التحق بالتدريس في قسم الصحافة بجامعة يانجينغ في بيبينغ. وفي صيف عام 1935، استقال من منصبه الجامعي للتفرغ للعمل كمراسل لجريدتي "ذا صن" و"ديلي هيرالد". وفي ديسمبر العام نفسه، علم سنو بأن تشيانغ كاي شيك (زعيم الكومينتانغ) قد وافق على تشكيل لجنة إدارية في جبهة مقاومة شرق خبي بزعامة سونغ تشه يوان، فسارع إلى إبلاغ طلاب جامعة يانجينغ وشاركهم في التخطيط لمظاهرة احتجاجية، كما دعا الصحفيين الأجانب لتغطية الحدث.

وفي 9 ديسمبر 1935، اندلعت حركة "9 ديسمبر"، فشارك سنو وزوجته وعدد من الصحفيين الأجانب في التغطية والتصوير. وكتب سنو في تلك الليلة تقريرا مفصلا بعنوان "الصين تشهد مجددا حركة 4 مايو"، وأرسله إلى "ذا صن"، ليُنشر كخبر حصري. ثم واصل نشر تقارير مثل "جان دارك الصينية اُعتقلت"، الذي نُشر في صدر صفحات الصحف الأمريكية والبريطانية. وبناء على اقتراح منه، عقد طلاب يانجينغ مؤتمرا صحفيا للصحفيين الأجانب في 12 ديسمبر، لشرح تفاصيل حركتهم. وساهمت هذه التغطية الواسعة باللغتين الصينية والإنجليزية في نشر أصداء الاحتجاج الوطني، ما هزّ الرأي العام داخل الصين وخارجها، وأشعل شرارة مظاهرات وطنية عمّت البلاد.

وفي أغسطس 1937، وبعد احتلال اليابانيين لمدينة بيبينغ، بدأت قوات الاحتلال بمطاردة الوطنيين، فوقف سنو بشجاعة لحمايتهم، ووفر للبعض أجهزة إرسال لاسلكية في منازلهم لتسهيل أنشطة المقاومة.

 ما هايدن ــ الطبيب الأمريكي

ما هايدن

في عام 1936، رافق الطبيب الأمريكي جورج هايدن الكاتب إدغار سنو إلى شمال شنشي. وتأثر بشدة بإخلاص جنود الجيش الأحمر وكفاحهم، ليقرر البقاء وتقديم الرعاية الطبية للجنود وسكان المناطق الحدودية، داعما الثورة الصينية. واتخذ اسم "ما هايدن" الصيني وانضم إلى الحزب الشيوعي الصيني. وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، أصبح ما هايدن مواطنا صينيًا وكرّس حياته للرعاية الصحية في البلاد.

ريوي ألي ــ الصديق النيوزيلندي

ريوي ألي

في عام 1927، وصل ألي إلى الصين وعمل قائد إطفاء ومفتش مصانع في بلدية شانغهاي. وبعد عشر سنوات، اندلعت حرب المقاومة الشاملة ضد العدوان الياباني، وشهد خلالها ألي معاناة الشعب الصيني، مما حفزه على تطوير الصناعة لإنقاذ الصين.

وأسس ألي "الحركة التعاونية الصناعية" في الصين لدعم سعي الشعب الصيني نحو الاستقلال والبقاء اقتصاديا. كما أسس مدرسة بيليه لتدريب الفنيين الصناعيين في الصين. وتوفي آلي في بكين عام 1987، مكرسا ستين عامًا كاملة لقضية تحرير الشعب الصيني وتنميته.

 إسرائيل إبشتاين

 إسرائيل إبشتاين

 إسرائيل إبشتاين، انتقل إلى الصين مع أسرته وهو في الثانية من عمره، واستقر في تيانجين منذ عام 1920. وفي عام 1933، انتقل إلى بيبينغ وعمل مع سنو في دار مجلة "الديمقراطية" ككاتب ومحرر، وسرعان ما أصبحا صديقين مقربين. وبعد عودة سنو من مقاطعة شنشي، كان إبشتاين أول من أطلع على مسودة كتاب "النجم الأحمر فوق الصين" وصوره، وهو ما أثّر بشكل عميق على مسيرته المهنية كصحفي.

ساعد إبشتاين أكثر من 30 طالبا جامعيا على الهروب من المناطق المحتلة. وبصفته مراسلا لوكالة "يونايتد برس" الأمريكية، غطى إبشتاين الأحداث من جبهات القتال في شانغهاي ونانجينغ وحتى معركة تاي أر تشوانغ.

وفي صيف عام 1944، زار مدينة يانآن ضمن وفد من الصحفيين الصينيين والأجانب، حيث تعمّق فهمه للحزب الشيوعي الصيني، وعبّر عن قناعته بأن "يانآن هي صورة مستقبل الصين".

وفي أواخر الحرب، أجرى جولات في بريطانيا والولايات المتحدة، مدافعا عن نضال الشعب الصيني، ومؤكدا على أهمية الدور الذي لعبه الشيوعيون الصينيون في مقاومة اليابانيين، وعلى مساهمتهم الكبيرة في الحرب العالمية ضد الفاشية.

 هانز ميلر ــ الطبيب الألماني

هانز ميلر 

وُلد ميلر في عائلة يهودية ثرية. وفي عام 1939، سافر ميلر (24 عاما) من هونغ كونغ إلى بلدية تشونغتشينغ، ثم إلى يانآن. وخلال رحلته، شارك في نقل المساعدات الطبية من الخارج لدعم حرب المقاومة الصينية ضد العدوان الياباني. وبعد انضمامه إلى حرب المقاومة الصينية ضد العدوان الياباني، سرعان ما أصبح ميلر خبيرا جراحيا بارزا في مستشفى يانآن الدولي للسلام. ولم يكتفِ بذلك، بل تطوّع للخدمة في الخطوط الأمامية للحرب، لمساعدة الشعب الصيني على مقاومة الغزاة الفاشيين.

يصادف هذا العام الذكرى الثمانين لانتصار حرب المقاومة الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. ولن ينسى الشعب الصيني أبدا شعوب مختلف الدول والمنظمات الدولية التي قدمت الدعم والمساندة القيّمتين لحرب الشعب الصيني ضد العدوان الياباني! وستبقى أعمالهم المؤثرة وشخصياتهم النبيلة محفورة في قلوب الشعب الصيني إلى الأبد.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号