arabic.china.org.cn | 31. 08. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
بقلم محمد علوش
ستحلّ بعد أيام الذكرى الثمانون للانتصار العظيم على الفاشية في الحرب العالمية الثانية؛ ذلك الانتصار الذي لم يكن مجرد نهاية لحقبة من الحروب، بل محطة فارقة في التاريخ الإنساني كلّه، فلقد دفعت شعوب العالم ثمناً باهظاً من دمائها وطاقاتها وأحلامها، كي تفتح صفحة جديدة من الحرية والعدالة والوحدة، وتؤكد أن إرادة الشعوب أقوى من كل آلات الحرب والدمار.
وفي هذه الذكرى التاريخية، تتجه أنظارنا نحو الصين، تلك القوة الصاعدة التي لم تكن مجرد شاهد على مسار القرن العشرين، بل فاعلاً أصيلاً في صياغته، فالصين قدّمت تضحيات جسيمة في حربها ضد الاحتلال الياباني والفاشية العالمية، وأسهمت في صنع النصر، وها هي اليوم تواصل هذا الدور التاريخي عبر دفاعها عن السلم الدولي وتعزيز العدالة بين الأمم.
الصين، بتجربتها العميقة في مقاومة الغزو والاستعمار، تعرف تماماً قيمة السيادة الوطنية، ومعنى النظام الدولي القائم على المساواة وعدم التدخل، لذلك، فهي تدرك أن قوة العالم لا تكمن في هيمنة قطب واحد، بل في تعددية متوازنة، أكثر إنصافاً وعدلاً، تحفظ كرامة الدول الكبيرة والصغيرة على حد سواء، وتفتح المجال أمام تنمية مشتركة تعكس التنوع الحضاري والثقافي والسياسي للبشرية.
وقد برز الدور الصيني بوضوح في العقود الأخيرة عبر مقاربات دبلوماسية بنّاءة؛ من مبادرة "الحزام والطريق" التي أعادت وصل قارات العالم على أسس التعاون والمصلحة المشتركة، إلى "مبادرة الحضارة العالمية" التي تدعو إلى الاحترام المتبادل والانفتاح على التنوع البشري، كما تجلّى هذا الدور في مواقف الصين المبدئية من القضايا العادلة، ومن بينها القضية الفلسطينية، حيث وقفت الصين بثبات إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، رافضةً سياسات الاحتلال الإسرائيلي وسياسات فرض الأمر الواقع بالقوة.
إن دعم الصين للشعب الفلسطيني ليس مجرد تضامن سياسي عابر، بل هو امتداد لرؤية عالمية أوسع، رؤية تؤمن بأن العدالة والتحرر ركيزتان أساسيتان لنظام دولي أكثر إنسانية، وهذا ما يمنح مواقف الصين مصداقية وأفقاً أوسع يتجاوز الجغرافيا ليعانق قيم الحق والحرية في كل مكان.
واليوم، إذ يشتد التهديد للنظام الدولي تحت وطأة الحروب والأطماع والنزعات الإقصائية، يبرز الدور الصيني كضرورة تاريخية للحفاظ على الاستقرار العالمي، ومنع عودة البشرية إلى منطق القوة والغزو الذي دمّر العالم في النصف الأول من القرن العشرين، فالصين لا تطرح بديلاً لأي شكل من أشكال الهيمنة، بل تقدم نموذجاً قائماً على الحوار لا الإملاء، على التعاون لا الصراع، وعلى الاحترام المتبادل لا التبعية.
ومن فلسطين، ومن قلب معاناة شعب ما زال يرزح تحت الاحتلال منذ أكثر من سبعة عقود، نوجّه تحية وفاء وتقدير إلى الشعب الصيني وقيادته، على مواقفهم المبدئية والإنسانية في دعم قضايا التحرر.
إن روح النصر على الفاشية التي نحتفل بها اليوم، تجد امتدادها الحي في مواقف الصين الراهنة، تلك المواقف التي تبعث الأمل لشعوب العالم بأن المستقبل يمكن أن يكون أكثر عدلاً، وأن عالم الغد قد يبنى على أسس من الإنسانية والحرية والمساواة.
ملاحظة المحرر: محمد علوش، شاعر وكاتب فلسطيني، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة آراء وكالة أنباء ((شينخوا)).
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |