غزة 30 أغسطس 2025 (شينخوا) أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم (السبت) أن الإخلاء الجماعي لمدينة غزة التي يقطنها مليون نسمة غير قابل للتنفيذ والاستيعاب.

وقالت رئيسة اللجنة الدولية ميريانا سبولياريتش في بيان صحفي "من المستحيل إخلاء مدينة غزة بطريقة آمنة وتحفظ الكرامة في ظل الظروف الحالية".

وأضافت سبولياريتش أن الإخلاء سيؤدي إلى نزوح جماعي للسكان لا يمكن لأي منطقة في قطاع غزة تحمله، نظراً إلى الدمار الواسع النطاق للبنية التحتية المدنية والنقص الحاد في الأغذية والمياه والمأوى والرعاية الطبية.

وتابعت أن الأمر سيفرض على المدنيين الذين يعانون أصلا من صدمات نفسية من جراء شهور من القتال، والذين يعيشون في حالة من الرعب مما قد يحدث لاحقاً.

وأشارت إلى أن العديد من المدنيين غير قادرين على الامتثال لأوامر الإخلاء لأنهم يتضورون جوعاً، أو مرضى أو جرحى أو يعانون من إعاقات جسدية.

وأكدت سبولياريتش أن جميع المدنيين لهم حق الحماية بموجب القانون الدولي الإنساني، سواء غادروا المدينة أو بقوا فيها، ويجب أن يسمح لهم بالعودة إلى ديارهم.

وشددت على أن القانون الدولي الإنساني ينص على أنه عند إصدار أوامر الإخلاء، يتعين على إسرائيل بذل قصارى جهدها لضمان تمتع المدنيين بظروف مناسبة، من حيث المأوى والنظافة الصحية والرعاية الصحية والسلامة والتغذية، وعدم تشتت شمل العائلات.

وتابعت "لا يمكن حالياً استيفاء هذه الشروط في غزة وهذا يجعل أي إخلاء غير قابل للتنفيذ، بل وغير قابل للاستيعاب في ظل الظروف الراهنة".

وقالت "كل دقيقة تمر دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تؤدي إلى إزهاق الأرواح ويتيعن السماح بتدفق المساعدات الإنسانية على نطاق يلبي الاحتياجات".

كما طالبت سلبولياريش حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، محذرة من أن أي تصعيد آخر للنزاع لن يسفر إلا عن مزيد من الموت والدمار والنزوح.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس (الجمعة) بدء "العمليات التمهيدية والمراحل الأولية" للهجوم على مدينة غزة، مؤكدا أنه "يعمل بقوة شديدة" في مشارف المدينة.

وقال الجيش في بيان "بدأنا العمليات التمهيدية والمراحل الأولية للهجوم على مدينة غزة، ونحن نعمل في هذه الأثناء بقوة شديدة في مشارف المدينة".

وتابع "سنعمق ضرباتنا ولن نتردد حتى نعيد جميع المختطفين وتفكك حماس عسكريا وسلطويا"، مضيفا "أن حماس تحولت من منظمة عسكرية إرهابية إلى منظمة مهزومة تدير حرب العصابات، وستهزم أيضا في هذا المجال".

وأكد الجيش الإسرائيلي "أن قواته تواصل القتال في قطاع غزة، وتسدد الضربات القوية لحماس والمنظمات الإرهابية تمهيدا لمراحل الحرب المقبلة".

وقبيل ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي مدينة غزة "منطقة قتال خطيرة".

وفي أواخر يوليو الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان "تعليقا تكتيكيا محليا" للأنشطة العسكرية في ثلاث مناطق بقطاع غزة، هي المواصي ودير البلح ومدينة غزة، لأغراض إنسانية.

وأكد الجيش في بيانه أنه "سيواصل دعم الجهود الإنسانية في قطاع غزة إلى جانب مواصلة المناورة البرية، والأنشطة الهجومية ضد المنظمات الإرهابية في القطاع بهدف حماية مواطني دولة إسرائيل".

والأربعاء الماضي أكد الجيش الإسرائيلي على أن إخلاء مدينة غزة "لا مفر منه"، في ظل تكثيف عملياته العسكرية في المدينة وسط تحذيرات دولية من اجتياحها.

وحذرت منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة الخميس الماضي، من أن عواقب الخطة الإسرائيلية المعلنة للاستيلاء على مدينة غزة ستكون "أكثر من كارثية".

وفي الثامن من أغسطس الجاري، وافق المجلس الأمني المصغر في إسرائيل على خطة للسيطرة على مدينة غزة، وصادق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مؤخرا على الخطة، وأصدر أوامر باستدعاء 60 ألفاً من قوات الاحتياط. /نهاية الخبر/