دوشنبه 28 أغسطس 2025 (شينخوا) قال رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن إن منظمة شانغهاي للتعاون اضطلعت منذ تأسيسها بدور حيوي في تعزيز العلاقات الإقليمية والحفاظ على الاستقرار، وأثبتت أنها منصة ناجحة ومؤثرة للتعاون متعدد الأطراف.

وذكر رحمن في مقابلة مشتركة أجرتها معه مؤخرا وكالة أنباء ((شينخوا)) ووسائل إعلام صينية أخرى في قصر الأمة في دوشنبه أن " منظمة شانغهاي للتعاون منظمة فعالة، تقدم أفعالا ملموسة وليست أقوالا سواء في الآليات الاقتصادية أو التجارية أو السياسية".

وبوصفها أحد الأعضاء المؤسسين للمنظمة، أشار الرئيس إلى مشاركة طاجيكستان العميقة في مسيرة تطورها، مشبها إياها بـ"بطفل خُلق وُربي بشكل مشترك" من قبل الدول الست المؤسسة، معتبرا أن "المنظمة قد أصبحت اليوم كيانا دوليا من الوزن الثقيل يحظى باعتراف واسع النطاق على المستويين الإقليمي والدولي".

ولفت رحمن إلى أن المنظمة قد وضعت ملف الأمن في آسيا الوسطى على قائمة جدول أعمالها، مشددا على أن "ضمان الأمن يظل القضية الرئيسة لمنطقتنا"، ومبينا أن آليات التعاون ضمن المنظمة ومنصات تبادل المعلومات وجهاز مكافحة الإرهاب الإقليمي، قد مكنت الدول الأعضاء من مواجهة التحديات الأمنية بشكل جماعي وفعال.

وعبر الرئيس رحمن عن تقديره العالي لدور الصين كرئيسة دورية للمنظمة، قائلا أن القيادة الصينية قد استطاعت مواءمة الإمكانيات الهائلة للبلاد بشكل فعال مع الفرص الهائلة للمنظمة، ما أسهم في تعزيز مكانتها وقدراتها بشكل ملحوظ.

وأكد أن "الصين قد دعمت مشاريع البنية التحتية، ووسعت شبكات النقل والاتصالات، وطورت التعاون في مجال الطاقة المتجددة، وعززت التبادل التجاري الثنائي، مما أدى إلى توطيد الأساس لتعميق التكامل بين الدول الأعضاء".

وأضاف أن "الصين تحظى باحترام عميق لدى الشعب الطاجيكي لما تتمتع به من سمعة فاعلة وسلمية في جميع أنحاء العالم".

وأعرب رحمن عن دعم طاجيكستان الكامل لأجندة العمل التي طرحتها الصين بوصفها الرئيسة الدورية للمنظمة، مبديا تقديره الخاص لدعم الصين في إنشاء مركز مكافحة المخدرات التابع للمنظمة في دوشنبه، مؤكدا ثقته بأن "هذا المركز سيقدم مساهمات ملموسة في تعزيز التعاون الإقليمي ومكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات".

وبوصفه زائرا متكررا للصين، قال الرئيس رحمن إنه كان شاهدا على التطور السريع الذي شهدته البلاد، خاصة خلال العقد الماضي، مضيفا أن "الصين أثبتت عمليا أن كل أمة قادرة على تحقيق نهضة سريعة بالاعتماد على تاريخها وثقافتها وخصائصها". وأكد أن "هذه الحقيقة تلهم البلدان النامية، بما فيها دول آسيا الوسطى، وتفتح آفاقا واسعة للتعاون وتبادل الخبرات".

وفي يوليو عام 2024، رفعت الصين وطاجيكستان مستوى علاقاتهما إلى شراكة استراتيجية شاملة في العصر الجديد، وأشار الرئيس رحمن إلى أن البيان المشترك الذي وقعه رئيسا البلدين يعكس عزم الجانبين على الارتقاء بالتعاون إلى آفاق جديدة.

وأضاف "يغطي تعاوننا جميع المجالات-- الاقتصاد والتجارة والموارد المائية والتمويل والتعليم والرعاية الصحية، فضلا عن الصناعة، ولا سيما التعدين والابتكار"، مشددا على أن "الأهم من ذلك أن علاقتنا تقوم على الثقة المتبادلة".

ولفت الرئيس إلى أن البلدين يوليان اهتماما خاصا للمشاريع الاستراتيجية ذات الأهمية الإقليمية، بما في ذلك البنية التحتية للنقل وشبكات الطاقة والمشاريع الصناعية والتعاون في مجال التقنيات الرقمية.

وأوضح أن "الارتقاء بمستوى علاقاتنا يمكننا أيضا من توسيع التبادلات الثقافية والشعبية، لتشمل التعليم والعلوم والثقافة والسياحة، مما يعزز بشكل أعمق أواصر الصداقة بين شعبينا".

وكانت طاجيكستان من بين أوائل الدول التي وقعت مذكرة تفاهم مع الصين حول بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير.

وأشار الرئيس إلى أن "طاجيكستان نفذت على مر السنوات، بدعم استثماري صيني، عددا من المشاريع في مجالات البنية التحتية والطاقة والصناعة"، موضحا أن المشاريع الكبرى، التي تشمل الطرق السريعة والأنفاق وخطوط نقل الطاقة والمنشآت الصناعية، قد عززت الاتصال في البلاد وسهلت اندماجها في الشبكات الإقليمية والعالمية.

كما سلط الرئيس رحمن الضوء على علاقته الوثيقة بالرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي وصفه بـ"الصديق والأخ ".

وقال رحمن "إنه ليس فقط قائدا صاحب رؤية وخبرة عريضة، بل أيضا رجل مثقف بعمق، ومخلص لشعبه، وصلب في شخصيته". كما أشاد بالمبادرات العالمية الكبرى التي طرحها شي، مثل مبادرة الحزام والطريق، التي "تتيح فرصا هائلة للتكامل الاقتصادي وتطوير البنى التحتية وتعزيز التعاون الدولي على نطاق أوسع"، مضيفا أن "هذه المبادرات لا تخدم مصلحة الصين فحسب، بل تعود بالنفع على العالم بأسره".

وفي الختام، توقع رحمن أن تفتح قمة شانغهاي للتعاون القادمة في تيانجين "صفحة جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء وتطور المنظمة"، مشكلة "قفزة نوعية إلى الأمام".