بيروت 25 أغسطس 2025 (شينخوا) جدد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اليوم (الإثنين) رفض حزب الله التخلي عن سلاحه، وهاجم في الوقت نفسه الولايات المتحدة الأمريكية معتبرا أنها "خطر على لبنان"، وذلك قبيل زيارة مبعوثين أمريكيين إلى بيروت.

وقال قاسم في كلمة عبر شاشة في حفل تأبيني مخاطبا الحكومة "فليكن معلوماً لديكم، السلاح الذي أعزنا لن نتخلى عنه. السلاح الذي يحمينا من عدونا لن نتخلى عنه. لن نترك إسرائيل تسرح وتمرح في بلدنا وتقتل المقاومين وتصادر الجنوب".

وتابع "أن هذا السلاح هو روحنا وشرفنا وأرضنا وكرامتنا ومستقبل أطفالنا"، مضيفا "أن من أراد أن ينزع هذا السلاح، يريد أن ينزع الروح منا، وعندها سيرى العالم بأسنا".

وأكد "أن المقاومة ستظل سدا أمام إسرائيل لمنعها من تحقيق أهدافها والبقاء في لبنان وتحقيق مشروعها التوسعي".

وانتقد قاسم الحكومة اللبنانية، قائلا إنها "اتخذت القرار الخطيئة بتجريد المقاومة وشعب المقاومة من السلاح، أثناء وجود العدوان الإسرائيلي ونواياه التوسعية بإشراف أمريكي آثم".

واعتبر "أن هذا القرار الحكومي غير ميثاقي، واُتخذ تحت الإملاءات الأمريكية الإسرائيلية"، مؤكدا "أن هذه الحكومة، إذا استمرت بهذه الصيغة، هي ليست أمينة على سيادة لبنان، إلا إذا تراجعت عن قرارها. والتراجع فضيلة".

وكانت الحكومة اللبنانية قد قررت في 5 أغسطس الجاري تكليف الجيش وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام الحالي، وهو ما رفضه الثنائي الشيعي في لبنان المتمثل في حزب الله وحركة أمل.

وفي السابع من أغسطس أقرت الحكومة أهداف مقدمة ورقة أمريكية لتثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، تتضمن "الإنهاء التدريجي للوجود المسلح للجهات غير الحكومية، بما فيها حزب الله".

وهاجم قاسم واشنطن، قائلا "إن الحركة الأمريكية التي نراها الآن هي حركة لتخريب لبنان، هي دعوة إلى الفتنة".

وتابع "أمريكا إلى الآن تفرض عقوبات على لبنان. تحرمنا من الغاز. تعمل ليلاً نهاراً لتمنع الإعمار وإعادة الإعمار، وتمنع مجيء المساعدات من الدول المختلفة ... لأن أمريكا لا تريد أن تعمر لبنان".

ومضى قائلا "إن أمريكا تعطي سلاحاً للجيش اللبناني بمقدار يستطيع من خلاله أن يقاتل داخلياً، ولكن ممنوع من السلاح الذي يمكن أن يقاتل إسرائيل. أمريكا تمنع السلاح الذي يحمي الوطن".

وحذر قاسم من "أن أمريكا التي تعبث في لبنان ليست موثوقة، بل هي خطر على لبنان"، متهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه "يريد منطقة اقتصادية في جنوب لبنان ليطرد أهل الجنوب ويعطي هذه المنطقة للكيان الإسرائيلي".

وأكد "أن لبنان بحاجة إلى استعادة سيادته على أرضه"، مشيرا إلى "أن كل المشاكل التي نعانيها هي من العدو الإسرائيلي ومن الداعم الأمريكي الذي يظلل كل الأذى للبنان".

وأردف قائلا "إذا أردنا أن نحل مشاكلنا في لبنان ...البداية هي من استعادة السيادة الوطنية، يعني بوقف العدوان بشكل كامل، بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، ببداية الإعمار، وبالإطلاق للأسرى".

واعتبر قاسم "أن الحكومة اليوم هي المسؤولة عن وضع خطة سياسية، إعلامية، عسكرية، تعبوية، من أجل تحقيق السيادة"، داعيا إياها إلى جلسات مناقشة مكثفة لكيفية استعادة السيادة.

وحث قاسم الحكومة على السعي لتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 نوفمبر 2024 "ثم التباحث في الاستراتيجية الدفاعية".

وكان الأمين العام لحزب الله قد أعلن في منتصف أغسطس الجاري أن حزبه "لن يسلم سلاحه"، محملا الحكومة مسؤولية "أي انفجار داخلي وأي خراب للبنان" بعد قرارها بوضع خطة حصر السلاح بيد الدولة.

وتأتي تصريحات قاسم قبيل زيارة مرتقبة للمبعوثين الأمريكيين توم باراك، ومورغان أورتاغوس، إلى بيروت قادمين من إسرائيل لنقل الرد الإسرائيلي على رد لبنان على الورقة الأمريكية لتثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية بين البلدين، فق تقارير محلية.