غزة 25 أغسطس 2025 (شينخوا) قتل 20 فلسطينيا على الأقل بينهم خمسة صحفيين اليوم (الاثنين) في قصف إسرائيلي استهدف مستشفى ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن إجراء "تحقيق أولي" بعد القصف.

وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان إن 20 شخصا على الأقل قتلوا جراء استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي الطابق الرابع من مستشفى ناصر الطبي.

وأدان البيان استهداف المستشفى العام الوحيد العامل في جنوب قطاع غزة، معتبرا أن الهجوم "يأتي ضمن سياسة التدمير الممنهج للنظام الصحي ورسالة تحدٍ للعالم أجمع ولكل قيم الإنسانية والعدالة".

وأضاف البيان أن القصف أحدث حالة من الهلع والفوضى وعطل العمل في قسم العمليات، ما حرم المرضى والجرحى من حقهم في تلقي العلاج، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والعاجل لحماية الطواقم الإنسانية في غزة.

وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن طائرة إسرائيلية استهدفت الطابق الرابع من المستشفى بصاروخ واحد على الأقل، تبعه قصف ثان عند وصول الطواقم الطبية لانتشال القتلى والجرحى.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان إن الهجوم على المستشفى أسفر عن مقتل خمسة صحفيين كانوا يؤدون مهمة تغطية صحفية، موضحا أن حصيلة الصحفيين الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 245.

وبحسب البيان، فإن الصحفيين القتلى هم حسام المصري مصور صحفي يعمل لصالح وكالة ((رويترز))، ومحمد سلامة مصور يعمل لصالح قناة ((الجزيرة)) القطرية، ومريم أبو دقة وتعمل مراسلة لصالح عدة وسائل إعلام بينها وكالة الأنباء الأمريكية، معاذ أبو طه ويعمل لصالح شبكة ((NBC)) الأمريكية، وأحمد أبو عزيز ويعمل لصالح مواقع إعلامية محلية وعربية.

من جهته، أعلن الدفاع المدني في غزة في بيان مقتل أحد كوادره وإصابة سبعة آخرين في الهجوم، ليرتفع عدد القتلى في صفوف الجهاز منذ بداية الحرب إلى 139.

وأوضح البيان أن سائق الإطفاء عماد الشاعر قتل وأصيب سبعة من أفراد الطواقم أثناء محاولتهم إنقاذ المصابين وانتشال الجثامين في قصف استهدف مبنى في مجمع ناصر الطبي.

في المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان شن الهجوم، مشيرا إلى أن رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال أيال زامير وجه بإجراء "تحقيق أولي في أسرع وقت ممكن".

وقال البيان إن الجيش "يعرب عن أسفه لأي إصابة بين غير المتورطين"، مضيفا أنه "لا يوجه ضرباته نحو الصحفيين بصفتهم هذه، ويعمل قدر المستطاع على تقليص المساس بهم مع الحفاظ على أمن قواته".

وتزامن الحادث مع بث حي لإحدى القنوات الفضائية العربية، حيث أظهرت الصور الصحفيين الخمسة ممددين على الأرض وأجسادهم مضرجة بالدماء.

وقالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في بيان إن الجيش الإسرائيلي ارتكب "مجزرة مروعة بحق خمسة صحفيين"، أثناء قيامهم بواجبهم المهني في تغطية "العدوان" المتواصل على القطاع، معتبرة أن "الجريمة تمثل تصعيدا خطيرا في استهداف الصحفيين الفلسطينيين بشكل مباشر ومتعمد".

واتهم البيان الجيش الإسرائيلي بشن "حرب مفتوحة على الإعلام الحر بهدف ترويع الصحفيين ومنعهم من أداء رسالتهم المهنية"، محملا إياه "المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة".

بدورها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان مقتل الصحفيين "جريمة حرب ومجزرة مروعة تهدف إلى ثني الصحفيين عن نقل الحقيقة وتغطية جرائم الحرب والتطهير العرقي".

وطالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان بتشكيل قوة حفظ سلام أممية لحماية المدنيين الفلسطينيين وإدخال المساعدات بشكل مستدام إلى قطاع غزة، استنادا إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

ولاحقا، شيع مئات الفلسطينيين في مدينة خان يونس جثامين الصحفيين القتلى بمشاركة زملائهم، حيث وضعت الجثامين في أكفان بيضاء، ووضع على أحدها درع صحفي مكتوب عليه (PRESS)، وانطلق موكب التشييع من المستشفى قبل أن يتم دفنهم في مقبرة المدينة.

وقال عز الدين المصري، شقيق حسام، والذي يعمل أيضا صحفيا، خلال مراسم التشييع إن "التغطية الإعلامية لن تتوقف وسنبقى نلاحق الصورة في مختلف المواقع". وأضاف وهو يرتدي درعا صحفيا ويحمل كاميرا "لن تنطفئ كاميراتنا وستبقى تعمل على مدار الساعة لنقل الصورة والحقيقة مهما كان الثمن".

وتشن إسرائيل حربا واسعة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر بحسب السلطات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز رهائن.

وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 62 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة، إضافة إلى دمار واسع في المباني والبنية التحتية.