arabic.china.org.cn | 25. 08. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
غزة 23 أغسطس 2025 (شينخوا) في ساحة ضيقة داخل مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، تصطف عشرات العائلات في انتظار دورها، تحمل بين أيديها أطفالا بأجساد نحيلة ووجوه شاحبة، تحاول عبثا إخفاء قلقها خلف نظرات صامتة.
المقاعد القليلة أمام عيادة الأطفال الخاصة بحالات سوء التغذية لا تكفي للجميع، أمهات يفترشن الأرض بأطفالهن الذين تجاوزهم الجوع، وأجسادهم الصغيرة تبدو أقرب إلى الهياكل العظمية، لا شيء في المكان سوى أنين مكتوم ووجوه منهكة تترقب بصيص أمل.
شهد زعرب، طفلة لم تكمل عامها الثاني، ولدت في خيمة نصبت غرب خان يونس بعد أن دمرت الحرب منزل أسرتها، وجسدها الذي لا يتجاوز وزنه 5.8 كيلوغرامات بالكاد يتحرك.
تقول والدتها ابتسام، وهي تضمها إلى صدرها الضعيف "شهد تفقد قوتها يوما بعد يوم… كان يجب أن يكون وزنها ضعف ما هي عليه الآن".
دموع الأم تنهمر بينما تشرح كيف فقدت طفلتها النسيج الشحمي تحت الجلد، وتعجز عن توفير الحليب أو الفيتامينات اللازمة لإنقاذها.
وداخل العيادة، يعمل الأطباء يومين فقط في الأسبوع وسط إمكانات شحيحة.
ويقول مدير العيادة أحمد الفرا، وهو يفحص طفلا لا يقوى على رفع رأسه "نستقبل كل يوم عمل من ثلاثة إلى أربعة أضعاف العدد المتوقع، وكل يوم نشخص أكثر من 50 حالة جديدة، معظمهم أطفال تحولوا إلى هياكل عظمية يكسوها الجلد"، ويضيف بصوت حزين "نحن الآن في مرحلة حاسمة من المجاعة".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 8 أشخاص، بينهم طفلان، بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الـ 24 الماضية، لترتفع حصيلة الوفيات إلى 281، بينهم 114 طفلا، ومع كل يوم يمر، يتسع طابور الأمهات أمام العيادة، وتتزايد مخاوف الأطباء من أن يموت مزيد من الأطفال بصمت قبل وصول المساعدات.
وكشف تقرير أممي حديث أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون "أوضاع مجاعة تتسم بالجوع والموت الناجم عن أسباب يمكن الوقاية منها"، وأن الأزمة تمتد الآن من مدينة غزة شمالا إلى دير البلح وخان يونس جنوبا، ومع نهاية سبتمبر القادم، قد يرتفع العدد إلى أكثر من 640 ألف شخص في مستويات "انعدام غذائي كارثي".
وتحذر المنظمات الدولية من أن استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات وتكثيف العمليات العسكرية قد يدفع الأزمة إلى مستويات أخطر، ليصبح الأطفال وكبار السن وأصحاب الإعاقة في مواجهة الموت المحتم.
ورغم إعلان الأمم المتحدة رسميا حالة المجاعة، تقول وزارة الصحة في غزة إن "هندسة التجويع" ليست سوى فصل من فصول "الإبادة الجماعية"، إلى جانب تدمير القطاع الصحي والقتل الجماعي وسياسة "إبادة الأجيال".
وتؤكد في بيان منفصل أن "مئات الأرواح كان يمكن إنقاذها لو تحرك العالم قبل فوات الأوان".
في المقابل، تنفي إسرائيل وجود مجاعة، ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده "لا تنتهج سياسة تجويع"، مشيرا إلى إدخال مليوني طن من المساعدات منذ بدء الحرب، وهو ما تعتبره المنظمات الدولية بعيدا عن تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يرزح قطاع غزة تحت حرب مدمرة أعقبت هجوما غير مسبوق شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل وأسفر، وفق السلطات الإسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص واحتجاز رهائن، ومع استمرار إغلاق المعابر منذ مارس الماضي، يتوسع شبح المجاعة ليخيم على ما تبقى من حياة في القطاع.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |