غزة 23 أغسطس 2025 (شينخوا) قتل 41 فلسطينيا على الأقل بنيران إسرائيلية في مناطق متفرقة من قطاع غزة اليوم (السبت)، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته تمهيدا لاحتلال مدينة غزة المكتظة بالسكان.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن طائرات مسيرة ودبابات إسرائيلية استهدفت فجر اليوم، خياما تؤوي نازحين في منطقة أصداء شمال غرب خانيونس جنوب القطاع، ما أسفر عن مقتل 20 شخصا.

وأضاف بصل لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن بين القتلى نساء وستة أطفال ورضيعة، معظم جثامينهم محترقة، معتبرا ما جرى "مجزرة" بحق العائلات النازحة التي كانت نائمة داخل خيام مصنوعة من النايلون والقماش.

وأشار بصل إلى مقتل شخصين في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم المغازي وسط القطاع، إضافة إلى مقتل اثنين آخرين في قصف جوي إسرائيلي استهدف شقة سكنية في مدينة دير البلح وسط القطاع صباح اليوم.

كما أفاد بمقتل 12 شخصا أثناء بحثهم عن الغذاء، بينهم عشرة قبالة معبر "زيكيم" غرب بيت لاهيا شمال القطاع، واثنان قرب مركز المساعدات الأمريكية عند محور "نتساريم" وسط القطاع.

وأوضح بصل أن خمسة أشخاص قتلوا جراء استهداف طائرات إسرائيلية عددا من المنازل في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، مشيرا إلى أن أحياء الصبرة وحي الزيتون المجاور وجباليا شمال القطاع تتعرض منذ أيام لقصف إسرائيلي مكثف.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يستهدف البنايات المرتفعة في تلك الأحياء، بينما تتلقى طواقم الدفاع المدني مناشدات عاجلة لكنها لا تتمكن من الوصول إلى المواقع المستهدفة، محذرا من أن ذلك قد يكون تمهيدا للدخول إلى عمق مدينة غزة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن جثامين 61 قتيلا و308 إصابات وصلت إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لترتفع حصيلة القتلى منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 62622 قتيلا، إضافة إلى 157673جريحا.

وأضافت الوزارة أن 10778 قتيلا و 45632 جريحا، سقطوا منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في 18 مارس الماضي.

وفي السياق، قالت جهات أمنية إسرائيلية لقناة ((كان)) العبرية إن الجيش بدأ تنفيذ خطة "مركبات جدعون ب"، التي تشمل التمهيد لاحتلال مدينة غزة عبر توسيع العمليات العسكرية في حي الزيتون احد احياء المدينة الجنوبية الشرقية.

وذكرت المصادر أن التحضيرات تتضمن توسيع رقعة العمليات البرية والتحضير لمراحل المناورة داخل المدينة، بالتوازي مع تحذير السكان وإجلائهم من مناطق القتال وتعزيز مراكز الإيواء والمساعدات في مناطق النزوح.

وأشارت إلى أن أي تقدم في المسار التفاوضي قد يؤدي إلى وقف الخطة العسكرية لاحتلال المدينة، بينما يجري تجهيز المستشفى الأوروبي في خان يونس ليكون بديلا عن مستشفيات مدينة غزة المتوقع إخلاؤها.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل 8 حالات وفاة جديدة، بينهم طفلان، جراء المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 281 وفاة، بينهم 114 طفلا.

واعتبرت الوزارة في بيان أن "هندسة التجويع" جزء من "الإبادة الجماعية"، التي تشمل التدمير الممنهج للقطاع الصحي والقتل الجماعي وسياسات إبادة الأجيال.

وأضافت في بيان منفصل أن مئات الوفيات كان بالإمكان تفاديها، وأن حياة الآلاف لا تزال مهددة، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل.

من جهتها، اعتبرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن وقف المجاعة ممكن عبر إدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق فورا، مشيرة إلى أن مستودعاتها خارج غزة تحتوي على ما يكفي من الغذاء والدواء لتعبئة ستة آلاف شاحنة، لكنها بحاجة إلى موافقة إسرائيل لإدخالها.

ويشهد قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة تصاعدت منذ الثاني من مارس الماضي، مع إغلاق السلطات الإسرائيلية جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ما أدى إلى تفشي المجاعة وسط السكان.

وتشن إسرائيل حربا واسعة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، في أعقاب هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر، بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص واحتجاز رهائن.