arabic.china.org.cn | 22. 08. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
بغداد 21 أغسطس 2025 (شينخوا) تعيش عائلة العراقي جاسم الجميلي حالة من الحزن والشقاء منذ أن اختطف تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف اختصارا بـ "داعش" نجليه قبل نحو عشر سنوات.
ومنذ ذلك الحين تشعر عائلة الرجل الستيني المتقاعد بغصة كبيرة في القلب لغياب محمد الجميلي (20 عاما) وشقيقه محمود (18 عاما)، واللذين اختطفهما داعش في العام 2015 من على مقهى إنترنت بعد أن انتقدا التنظيم، دون معرفة مصيرهما.
وقال الجميلي، وهو يبكي بينما كان يحتضن نجله الصغير عمر (13 سنة) "لا أعرف مصيرهما، منذ ذلك اليوم، لا إجابات لدينا، لا جثث، لا شيء".
وأضاف الرجل بصوت حزين لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن زوجته تحتفظ بملابس ولديها، وتعيش في صمت وبداخلها عاصفة من المعاناة النفسية.
وتابع "لا أحد يتذكر أبنائي، فالناس يظنون أن الأمر قد انتهى، لكننا ما زلنا ننتظر العدالة".
وأعلن العراق في التاسع من ديسمبر عام 2017 طرد تنظيم الدولة الإسلامية من جميع الأراضي العراقية.
وسيطر داعش على مناطق واسعة شمال وغرب العاصمة العراقية بغداد بعد العاشر من يونيو عام 2014 وارتكب جرائم قتل وتهجير وتفجيرات بحق السكان المدنيين وأفراد القوات الأمنية.
ورغم مرور سنوات على الحرب إلا أن مأساة فقدان عراقيين لذويهم على يد مسلحي التنظيم ما تزال حاضرة بقوة في تفاصيل حياتهم اليومية.
وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2017، اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم، في 21 أغسطس سنويا، بهدف تكريم ودعم ضحايا الإرهاب والناجين منه، وتعزيز وحماية تمتعهم الكامل بما لهم من حقوق الإنسان وبحرياتهم الأساسية.
وفي مدينة الفلوجة غرب بغداد والتي تعد مثالا لما خلفه التنظيم المتطرف من دمار، لا تزال آثار الحرب شاخصة حتى اليوم، بعد أن حولها مسلحو داعش إلى أنقاض ودمروا كل شيء، حتى حياة السكان الذين اضطروا لتحويل ملعب كرة القدم إلى مقبرة لكي يدفنوا فيها جثث أبنائهم بعد أن تعذر وصولهم إلى المقابر الرئيسية.
وبالقرب من جسرها الحديدي الشهير، لا تزال المباني المدمرة باقية على جانبي المركز التجاري القديم، ومع ذلك، تعود الحياة تدريجيا إلى طبيعتها ويعاد البناء وسط مشاعر مختلطة لدى السكان من حزن على فقد الأحبة وتصميم على منع عودة الإرهاب.
ويلخص الشيخ الخمسيني محمد خلف، وهو شيخ عشيرة البو يوسف معاناة أهالي الفلوجة قائلا لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لا يوجد هنا بيت دون مأساة، فأنا أُعدم عمي وابني على بعد 150 مترا من منزلي".
وأضاف الشيخ خلف، والحزن يملأ عينيه، أن "غيابهما جرح لا يندمل، نحمل حزننا كل يوم، لكننا تعلمنا دروسا، أنه لا مكان للإرهابيين بيننا".
أما الشيخ الثمانيني خالد العيفان، وهو شيخ عشيرة البو عيسى، فقد قدم تضحيات جسام فقد خلالها ثلاثة من أبنائه بهجمات إرهابية، ولحسن حظه نجا ابنه مشتاق، لكنه فقد ساقيه وذراعه بقتال تنظيم داعش، وهي تضحيةٌ ينظر إليها العيفان بفخر كبير.
وقال العيفان، الذي فقد أيضا 25 من أفراد عائلته الكبيرة "كان أبنائي في طليعة المعركة، وأنا سعيد لأنهم ماتوا بشجاعة".
لكن ابنة العيفان أصيبت بصدمة نفسية جراء فقدان أخواتها الثلاثة، ومعها تعيش العائلة كلها المأساة نفسها يوميا.
وتشن القوات العراقية عمليات تعقب وملاحقة مستمرة لما تبقى من خلايا داعش.
وتؤكد الجهات الأمنية حدوث تقدم كبير بالجانب الأمني وأن التنظيم لم يعد يشكل تهديدا على المواطنين.
وقال مدير الإعلام والتوجيه المعنوي بوزارة الدفاع اللواء تحسين الخفاجي لـ ((شينخوا)) إن "ما تبقى من خلايا تنظيم داعش الإرهابي قليل جدا، والقوات العراقية، تقوم بعملية ملاحقة وتمشيط لكل الأماكن التي يتواجد فيها".
وأكد أن "الاستخبارات تحقق نجاحات كبيرة، وهذا العام كان حافلا بالإنجازات والنجاحات، وما تبقى من خلايا داعش ضعيف جدا ولا يرتقي إلى مستوى التهديد".
ووجه رسالة لعوائل الضحايا في اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب قائلا إن "المجتمع الدولي ومن ضمنه العراق يبقى يكافح خطر الإرهاب ويتعاون مع كل دول العالم المحبة للسلام، ونعاهد عوائل الضحايا بأننا سوف نبقى نطارد الإرهاب ولا نسمح له بالتواجد في بلدنا".
وشدد الخفاجي على أن "دماء عوائل الضحايا سوف تبقى مصابيح تنير طريق الحرية".
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |