غزة 21 أغسطس 2025 (شينخوا) قتل 45 فلسطينيا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة اليوم (الخميس)، فيما واصل الجيش الإسرائيلي ضغطه العسكري تمهيدا لهجوم محتمل على مدينة غزة.

وقال محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الضحايا سقطوا في سلسلة غارات وقصف مدفعي استهدف أحياء ومناطق متعددة منذ ساعات الفجر الأولى.

وفي أحدث الغارات، قُتل 8 أشخاص في قصف استهدف منزلا مأهولا لعائلة أبو شريعة في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، الذي يتعرض لقصف مكثف منذ أيام.

وذكرت مصادر محلية أن من بين القتلى أحمد أبو شريعة، وهو قيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي التابع لحركة فتح.

وأضاف بصل أن 6 أشخاص، بينهم أربعة أطفال، قتلوا في غارة على تجمع لفلسطينيين في حي الصبرة، في وقت سابق اليوم فيما أسفر قصف آخر عن مقتل 4 أشخاص، بينهم ثلاثة أشقاء، في منزل شرق حي الشيخ رضوان شمال المدينة.

وفي بلدة جباليا شمال القطاع، قتل 4 أشخاص في قصف نفذته طائرة مسيرة إسرائيلية، بينما قتل خمسة مزارعين في غارة استهدفتهم صباحا شمال غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع.

وأشار بصل إلى أن 5 أشخاص آخرين قتلوا في قصف استهدف منزلا لعائلة أبو العمرين في منطقة أرض الشنطي شمال غزة، كما قتل 3 أشخاص في استهداف دراجة نارية بمنطقة التوام شمال غرب المدينة.

وأوضح أن 10 أشخاص قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مركزي توزيع للمساعدات الأمريكية، سبعة منهم في محور نتساريم وسط القطاع، والبقية شمال رفح جنوب القطاع.

وفي الأثناء، واصل الجيش الإسرائيلي قصفه لمنازل في حيي الزيتون والصبرة جنوب مدينة غزة، ولعدة مواقع في جباليا شمال القطاع، وسط قصف مدفعي متواصل، بحسب شهود ومصادر أمنية محلية.

وتحاصر القوات الإسرائيلية مدينة غزة المكتظة بالسكان منذ نحو أسبوعين من عدة جهات.

وقال مسؤولون إسرائيليون للإذاعة العبرية إن الجيش سيصدر إخطارات إخلاء للسكان قبل التحرك نحو المدينة.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، إن الجيش بدأ بإجراء مكالمات تحذيرية أولية مع منظمات طبية ودولية عاملة في شمال غزة لإبلاغها بضرورة استعداد السكان للمغادرة إلى الجنوب.

ونشر أدرعي تسجيلا صوتيا لضابط إسرائيلي يخطر مسؤولا في وزارة الصحة في غزة بضرورة استعداد المستشفيات في جنوب القطاع لاستقبال المرضى من مرافق الشمال التي يتعين إخلاؤها.

ولم تصدر وزارة الصحة في غزة تعليقا على ذلك، بينما حذرت وزارة الداخلية التي تديرها حركة حماس في بيان من "حصار مدينة غزة وإعادة اجتياحها وتهجير سكانها قسريا"، واعتبرت ذلك "كارثة إنسانية كبرى بحق مليون و200 ألف نسمة وجريمة حرب تتطلب موقفا دوليا حازما".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس (الأربعاء) أن قوات الفرقة 162 تقاتل على أطراف مدينة غزة في ظل مصادقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس على خطة لاحتلال المدينة واستدعاء 60 ألفا من قوات الاحتياط.

وأوضح أدرعي أن قوات لواء جفعاتي، التابعة للفرقة، عادت إلى تنفيذ عمليات واسعة في منطقة جباليا وأطراف غزة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن كاتس صادق مساء الثلاثاء الماضي على الخطة العسكرية، بعد أن قدمها رئيس الأركان إيال زامير، مشيرة إلى أن الجيش بات يسيطر على أكثر من 75% من مساحة القطاع.

بالتوازي، تكثف القاهرة والدوحة جهودهما للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يمهد لإنجاز صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل.

وكانت حماس قد أعلنت الاثنين قبولها بمقترح الوساطة المصرية-القطرية، فيما لم ترد الحكومة الإسرائيلية رسميا على المقترح.

وقالت الإذاعة العبرية العامة إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) سيجتمع مساء اليوم لمناقشة توسيع العملية العسكرية في غزة والمفاوضات بشأن صفقة التبادل، بينما نظم ذوو المحتجزين الإسرائيليين احتجاجات أمام مقر الكابينت للمطالبة بالإسراع في إنجاز الصفقة ووقف إطلاق النار.

وفي سياق الأوضاع الإنسانية، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل حالتي وفاة خلال الساعات الـ 24 الماضية نتيجة "المجاعة وسوء التغذية"، ليرتفع عدد الوفيات إلى 271 حالة، بينهم 112 طفلا.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن نحو طفل من كل ثلاثة أطفال في مدينة غزة يعاني من سوء التغذية، مشيرة إلى أن السلطات الإسرائيلية لا تسمح بدخول المساعدات الكافية، وأن القطاع بحاجة إلى ما بين 500 و 600 شاحنة يوميا.

واعتبرت الوكالة أن عمليات الإسقاط الجوي "غير آمنة وغير ضرورية".

وحذرت الأونروا من أن تصاعد العمليات العسكرية في مدينة غزة سيزيد من سوء الأوضاع الإنسانية، داعية إلى السماح بإدخال المساعدات وتوزيعها بأمان.

ووفق وزارة الصحة في غزة، ارتفع إجمالي عدد القتلى منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 62 ألفا و192 قتيلا و 157 ألفا و 114 جريحا، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة.

وتشن إسرائيل حربا واسعة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، عقب هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر بحسب السلطات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز رهائن. /نهاية الخبر/