21 أغسطس 2025 /شبكة الصين/ سجل شباك التذاكر الصيفي في الصين إيرادات تجاوزت 10 مليارات يوان (نحو 1.4 مليار دولار أمريكي) حتى يوم الاثنين الماضي، مع هيمنة واضحة للأفلام المحلية التي احتلت أربع مراتب من أصل الخمس الأولى في قائمة الأعلى ربحا هذا الموسم، بحسب بيانات منصتي بيع التذاكر "ماويان" و"بيكون".

وتصدر القائمة فيلم (Dead To Rights)، وهو عمل درامي يجسد أحداث مذبحة نانجينغ خلال الحرب العالمية الثانية. ومنذ طرحه في 25 يويو الماضي، حقق الفيلم 2.6 مليار يوان، ليصبح العمل الوحيد الذي تجاوز عتبة الملياري يوان خلال هذا الصيف، كما يحتل المرتبة الثالثة بين أعلى الأفلام تحقيقًا للإيرادات في الصين خلال العام الجاري. 

ويستند الفيلم إلى أدلة فوتوغرافية موثقة لجرائم الجيش الياباني خلال مذبحة نانجينغ، ويروي قصة مجموعة من المدنيين الصينيين الذين احتموا داخل استوديو تصوير خلال الاحتلال الوحشي لمدينة نانجينغ عام 1937. وفي محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة، يُضطرون لمساعدة مصور عسكري ياباني في تحميض الأفلام، ليكتشفوا أن السلبيات تحتوي على أدلة دامغة على الفظائع التي ارتكبتها القوات اليابانية في أرجاء المدينة، فيقررون المخاطرة بحياتهم لتهريبها وكشف الحقيقة.

ونال الفيلم تقييما قدره 8.7/10 على منصة "دوبان"، وحصد إشادة نقدية واسعة، حيث وصفه المخرج فنغ شياو نينغ بأنه "ذروة جديدة للسينما الصينية"، بينما اعتبره الجمهور عرضا مؤلما لكنه عميق التأثير. وأكدت تعليقات كثيرة على منصة دوبان أن بساطة السرد واتزانه جعلا كل مشهد بالغ التأثير.

ويأتي عرض هذا الفيلم تزامنا مع الذكرى الثمانين لانتصار الشعب الصيني في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. 

وإلى جانب (Dead To Rights)، طرحت أعمال أخرى بطابع تاريخي مثل (Dongji Rescue) والفيلم الوثائقي (Mountains and Rivers Bearing Witness).

وقال يين هونغ، نائب رئيس جمعية السينما الصينية والأستاذ بجامعة تسينغهوا، إن هذه الأفلام تنقل التجربة الصينية من خلال أشخاص عاديين. فمن خلال مصائرهم ومعاناتهم ونضالاتهم وصيحات تحديهم، تدين تلك الأفلام فظائع مثل مذبحة نانجينغ وتبرز في الوقت ذاته القوة الأخلاقية والصلابة التي يتمتع بها الشعب الصيني.

من جهته، أشاد راو شو قوانغ، رئيس جمعية نقاد السينما الصينية، بفيلم الرسوم المتحركة (Nobody)، واصفا إياه بالمفاجأة الحقيقية التي وسَّعت آفاق الرسوم المتحركة الصينية، لافتا إلى أن الأطفال في دور السينما كانوا يضحكون بلا توقف، ويضربون الأرض بأقدامهم فرحًا، وقال "من الواضح أن أمام الفيلم مجالًا لمزيد من النمو في الإيرادات".

وضمن قائمة الأفلام ذات الأداء القوي أيضا، فيلم (The Lychee Road)، وهو دراما مؤثرة ممزوجة بالمرارة تدور أحداثها خلال عهد أسرة تانغ (618-907)، وقد حقق العمل أكثر من 670 مليون يوان. كما حقق فيلم (The Legend of Hei 2) نحو 450 مليون يوان. أما فيلم (Jurassic World Rebirth) من إنتاج "يونيفرسال"، فجاء في مقدمة الأفلام الأجنبية ترتيبًا، بإيرادات تجاوزت 560 مليون يوان ليحتل المركز الرابع.

وبعتبر موسم الصيف الممتد من أول يونيو حتى 31 أغسطس، الأكثر ربحية تقليديا في الصين. ويشير محللون إلى أن النجاحات المحلية قد أنعشت موسمًا كانت بدايته باهتة. 

وقال لاي لي، المحلل في "ماويان" إن النصف الأول من الصيف كان باهتًا نسبيًا، حيث تفوقت الأفلام الأجنبية على نظيرتها المحلية. لكن مع طرح فيلمي (The Lychee Road) و(Dead To Rights)، شهدت الإيرادات اليومية ارتفاعا حادا. وحتى يوم الأحد، سجّل شباك التذاكر في الصين أكثر من 30 يومًا متتاليًا بإيرادات يومية تفوق 100 مليون يوان.

وأضاف تشن جين المحلل في شركة "بيكون"، أن عدد الأفلام التي حصدت تقييمات جيدة هذا الصيف قد تجاوز السنوات الماضية، حيث حصل العديد منها على أكثر من 8/10 على موقع "دوبان". ومن بينها، فيلم الأكشن والجريمة (The Shadow's Edge)، الذي عُرض في 16 أغسطس الجاري، ومن المتوقع أن تتجاوز إيراداته مليار يوان.

ومع تبقّي أقل من أسبوعين على نهاية الموسم، توقع تشن أن يتجاوز إجمالي الإيرادات حصيلة الصيف الماضي البالغة 11.6 مليار يوان، وهو ما من شأنه أن يبقي الصناعة على مسارها لتحقيق 50 مليار يوان بنهاية العام.