share
arabic.china.org.cn | 19. 08. 2025

مقالة خاصة: نازحون سوريون ينصبون خياما على أنقاض منازلهم بعد العودة إلى قراهم المدمرة

arabic.china.org.cn / 05:47:10 2025-08-19

حماة ـ سوريا 18 أغسطس 2025 (شينخوا) جلس الأربعيني السوري فؤاد علي، داخل خيمة بناها فوق أنقاض منزله المدمر في قرية الحواش في سهل الغاب بريف حماه الغربي وسط سوريا، بين أولاده الأربعة ليودع سنوات قضاها في مخيمات اللجوء.

وعاد علي، إلى قريته بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بأربعة أشهر، وبدأ بنصب خيمته على أنقاض منزله الذي دمرته الحرب، بعد رحلة لجوء محفوفة بالمخاطر في ريف إدلب شمال غرب سوريا.

ويقول الرجل الأربعيني الذي تركت سنوات التهجير آثارا على وجهه جعلته أكبر سنا من عمره الحقيقي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "كنت أعيش في مخيم اللجوء، واليوم أعيش في خيمة ضمن منزلي المدمر".

وتابع علي، وهو يتوقف ليمسح جبينه "هذه عودتنا الثانية"، فررنا أولًا عام 2011 إلى مخيمات في سلقين بمحافظة إدلب، ثم عدنا عام 2017 عندما هدأت الأمور. لكن في عام 2019 عندما استؤنف القتال، غادرنا مجددًا. عدنا بعد أربعة أشهر فقط من سقوط النظام، ووجدنا قرية بأكملها مدمرة.

وقرية الحواش كانت في السابق مجتمعا زراعيا متواضعا في ريف حماة، لكنها أصبحت الآن مقبرة للخرسانة المدمرة وقضبان الحديد الملتوية البارزة من أسقف البيوت.

واليوم بعد العودة من النزوح تحمل العائلات العائدة الحجارة المترامية في دلاء وعربات يدوية لتحديد مساحات خيامهم المقامة بين الجدران المحطمة.

وقال السوري مروان شحادة عطية (48 عامًا)، وهو أب لأربعة أطفال، وهو يقف على ما كان في السابق غرفة معيشته "عدنا إلى القرية ووجدناها مدمرة تمامًا".

وتابع بينما كانت زوجته تنظف أرضية خيمة قريبة مثيرة سحبًا صغيرة من الغبار "ليس لدينا أي خدمات، لا ماء، لا رعاية صحية، لا مدارس، لا شيء على الإطلاق، ولا توجد أي جهة تدعمنا بأي شكل من الأشكال. كما ترون، القرية مدمرة بلا أي خدمات."

ويواجه العائدون إلى القرية عقبات في كل مكان، من إزالة الأنقاض إلى إيجاد مياه نظيفة، وفق فؤاد علي.

وقال علي "يواجه الناس صعوبات في كل شيء، الماء، الرعاية الصحية، التعليم، الأنقاض، أولئك الذين كانوا يزرعون أراضيهم عادوا بعد كل هذه السنوات بلا شيء."

ولكن الأمر الأكثر إلحاحًا بالنسبة للعائدين هو غياب المدارس، إذ تشاهد الأمهات أطفالهن يلعبون على أكوام الأنقاض، وهن يعلمن أن العام الدراسي الجديد على بُعد أسابيع، ولا توجد فصول دراسية جاهزة.

ويأمل العائدون من السلطات توفير الخدمات.

وتابع علي قائلا "نطالب السلطات بتوفير الخدمات لقرى سهل الغاب، عبر تأمين مركز صحي، وآبار مياه، والأولوية للتعليم".

وأضاف "يعود الناس، لكن المدارس لا تزال مدمرة، تبني العائلات خياما فوق الأنقاض، ولم تتواصل معنا أي جهة بأية فعالية حتى الآن".

وفي مايو الماضي، أكدت مسؤولة سلطة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية هند قبوات، في تصريحات نشرتها وسائل إعلام محلية، أن السلطة التنفيذية تعمل على إنهاء مشهد اللجوء والمخيمات بشكل كامل.

وشددت قبوات على ضرورة عودة كل اللاجئين إلى حياة كريمة داخل وطنهم، بعيدا عن الاعتماد على الخيام أو المساعدات الإغاثية، مؤكدة أهمية إعادة إحياء مفهوم العائلة في المجتمع السوري، خصوصا بعد سنوات طويلة من الشتات والتشرد واللجوء.

ومع عودة النازحين إلى قرية الحواش، أصبحت إزالة الأنقاض مهمة جماعية، إذ يتبادل الجيران العمل، فيرفعون ألواح الخرسانة المدمرة يدويا، بينما يستأجر الميسورون عمالا لفتح الطرق، أما من لا يملكون شيئا، فالخيار الوحيد هو وضع أكواخ قماشية فوق الأنقاض مباشرة.

وقال علي "أزال الناس الأنقاض بأيديهم. هناك من استطاعوا إزالتها بالاستعانة بعمال، بينما انتهى الأمر بمن لا يستطيعون تحمل التكاليف بنصب خيامهم فوق الأنقاض، هذا ما نراه في جميع أنحاء القرية".

وبحسب وكالات إنسانية، فإن قرية الحواش ليست فريدة من نوعها، فهي مثل باقي البلدات السورية التي تعرضت للخراب والدمار خلال سنوات الحرب، حيث تستقر العائلات العائدة في مناطق تفتقر إلى البنية التحتية، مدفوعةً برغبة العودة إلى ديارها رغم الظروف الصعبة.

ومنذ ديسمبر الماضي عاد أكثر من 2.3 مليون سوري، لاجئون ونازحون داخليا، إلى ديارهم الأصلية مدفوعين بما يصفونه بشعور متجدد بالأمان ورغبة في إعادة الإعمار، وفق المتحدثة باسم مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في سوريا سيلين شميت.

وقالت شميت لـ((شينخوا)) مؤخرا إنه "في غضون ثمانية أشهر، قرر 2.3 مليون سوري العودة إلى ديارهم".

وأضافت أنه "رغم التحديات والصعوبات المادية، لديهم أمل في مستقبل أفضل، إنهم يريدون العودة إلى ديارهم، ومسؤوليتنا المشتركة هي مساعدتهم، وضمان عودتهم المستدامة، وتلبية رغبتهم في إعادة بناء حياتهم في وطنهم".

وتابعت "ما رأيناه أيضًا هو أن بعض النازحين كانوا يعودون، على سبيل المثال، حاملين خيمتهم التي كانوا يملكونها في المخيم، وينصبونها في أرضهم لمجرد العودة إلى ديارهم، حتى لو كان المنزل مدمرًا، ولكن فقط للعودة إلى ديارهم، وإعادة بناء حياتهم".

وفي الحواش، تستأنف الحياة خيمةً تلو الأخرى، تنظفها النساء كما لو كانت منازل دائمة، يحمل الأطفال جرارا بلاستيكية لجلب الماء، ويتنقلون بين ألواح خرسانية خشنة تفصل بين الغرف في الخيمة.

ورغم الغموض الذي يخيم على كل شيء، حيث البلدة بدون مدارس أو عيادات أو مياه جارية، يقول السكان إنهم يكافحون من أجل العيش في بلدتهم ولا يريدون العودة إلى مخيمات اللجوء.

وفي فبراير الماضي زار زعيم السلطات السورية أحمد الشرع مخيمات شمال غربي إدلب، ووعد خلال لقاء بالنازحين هناك، بالعمل على إخلاء تلك المخيمات وعودة الجميع إلى مناطقهم بعد 13 عاماً من التهجير. /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号