arabic.china.org.cn | 18. 08. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
18 أغسطس 2025 / شبكة الصين / في أحلك سنوات حرب المقاومة ضد العدوان الياباني، انطلق 48,568 شابا من أبناء بلدة رونغشيان التابعة لمقاطعة سيتشوان إلى جبهات القتال، فيما بذل الأهالي في الخطوط الخلفية كل ما بوسعهم لدعم خطوط المواجهة، لتكتب هذه البلدة بتضحياتها فصلا خالدا في ملحمة الأمة الصينية للدفاع عن الوطن.
وفي خريف عام 1937، اجتاحت شوارع رونغشيان موجة حماسة المقاومة ضد العدوان الياباني، ورفرفت رايات "جمعيات دعم مقاومة العدو" في ثمانية وأربعين بلدة وقرية. وبينما كانت الطوابير الطويلة من الشبان تتجه إلى الجبهات، مرتدين أحذية القش وحاملين بنادق بدائية على أكتافهم، كانت العيون تلمع بعزم لا يلين. وعلى جانب تلك الطوابير، سلمت إحدى الأمهات لابنها قطعة قماش بيضاء خيطت عليها كلمة "استشهاد"، وأوصته قائلة: "امسح دمك إذا جرحت، ودعهم يلفون بها جثتك إذا استشهدت!"
وفي الحقول، دوّى هتاف 15 ألف عضو من الجمعيات الزراعية "لا زيادة في الإيجار خلال الحرب! وقف فوائد ديون الجنود!". ولأجل دعم جبهات القتال، باعوا ماشيتهم التي يعتاشون منها، ورهنوا بيوتهم الموروثة. ومع حلول المساء، كانت تسمع أصوات عجلات الغزل، حيث تسهر الفتيات لفتل الخيوط مقابل قروش قليلة، ويبرع المعلمون بآخر معاطفهم القطنية. وفي عام 1939، ورغم جفاف قاس استمر ثلاث سنوات، جمعت رونغشيان ما يعادل عشرة ملايين يوان فضي (3.3 مليون دولار أمريكي آنذاك) لدعم جبهة المقاومة.
وعلى الرغم من ضعف تجهيزاتهم، سطر جنود سيتشوان ملاحم بطولية في الميادين. فقد قاد وانغ مينغ تشانغ الفرقة 122 للدفاع عن بلدة تنغشيان حتى الرمق الأخير، وحين سقطت البلدة، فجّر الجنود قنابلهم ليموتوا مع العدو. أما راو قوه هوا، فأصيب بعدة رصاصات، وكتب قبل أن يضع حدا لحياته: "سقطت قوانغده، فكيف أواجه أهل سيتشوان؟". وفي معركة سونغهو، قاتل أربعة آلاف جندي من الفرقة 26 لجيش سيتشوان ، ولم ينجُ منهم سوى ستمئة. كما ظل القائد المبتور الذراع شيه قو جي ممسكًا ببندقيته حتى لحظة استشهاده وهو يصيح "هجوم!".
وعندما دوّت أبواق النصر في خريف 1945، لم يعد سالما سوى عدد قليل من مقاتلي أبناء رونغشيان الـ48,568. فيما لم يخرج معظمهم من معارك تايئرتشوانغ وتشانغشا وغابات ييرنشان الكثيفة، دون أن يخلفوا أثرا أو قبرا معروفا.
وعلى مدى سنوات الحرب الثماني ضد العدوان الياباني، غطى أجساد شهداء جنود سيتشوان تراب 13 مقاطعة. ومن بين كل خمسة جنود صينيين مقاتل واحد من أبناء سيتشوان. كما تكفلت سيتشوان بـ30% من الإنفاق العسكري الوطني، وأسهمت بثلث ضريبة الحبوب، وشارك 500 ألف عامل ومزراع من 29 بلدة في تشييد 9 مطارات عسكرية خلال ستة أشهر فقط، رغم أنهم كانوا يحفرون التربة بأيديهم العارية.
إنها قصة مدينة صغيرة قدّمت رجالها وأرزاقها ودماءها، لتبقى شاهدًا على أمة لا تنحني، وأبطال خلدوا المجد.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |