arabic.china.org.cn | 17. 08. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
الدوحة 17 أغسطس 2025 (شينخوا) قد يبدو معرض "مقعد على المائدة: ثقافة الطعام في العالم الإسلامي"، المقام حاليا في متحف الفن الإسلامي بالعاصمة القطرية الدوحة، للوهلة الأولى مجرد احتفاء بالموروث الغذائي وتقاليد الطهي في الشرق الأوسط.
ففي أروقة المعرض الهادئة، تصطف أوان وأدوات طعام تاريخية تعود إلى أكثر من ألف عام، وتنتمي إلى حضارات مختلفة في المنطقة وما وراءها، بينما تنبعث رائحة خفيفة من التوابل، وتعرض على الجدران مشاهد لصناعة الخبز التقليدي وصور للحياة الريفية، ما يضفي على المكان أجواء دافئة وودية.
لكن الرسالة التي يحملها المعرض تتجاوز مجرد استعراض لتاريخ الطعام، إذ يسلط الضوء على سعي قطر نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، وهي قضية برزت بقوة في أعقاب الأزمة الدبلوماسية التي شهدتها البلاد عام 2017.
ففي 5 يونيو 2017، أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية معها، متهمة إياها بـ"دعم الإرهاب" و"زعزعة الاستقرار الإقليمي"، وهي اتهامات نفتها الدوحة بشدة.
وقبل الأزمة، كانت مئات الشاحنات تعبر يوميا من الحدود السعودية إلى قطر، محملة بالخضراوات والفواكه ومنتجات الألبان والسلع الأساسية، إلا أن هذا التدفق توقف بشكل مفاجئ.
وتقع قطر جغرافيا ضمن مناخ صحراوي حار، وتعاني من ندرة الأمطار ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة، وقد كانت، حتى سنوات قريبة، تعتمد على الواردات لتأمين أكثر من 90 % من احتياجاتها الغذائية.
ورغم انتهاء الأزمة في عام 2021 واستعادة العلاقات، لا يزال أثرها النفسي حاضرا لدى العديد من المواطنين والمقيمين، الذين يتذكرون بوضوح مشاهد رفوف المتاجر الفارغة، وخطط الطوارئ لتأمين البدائل الغذائية.
وفي هذا السياق، يخصص المعرض قسما كاملا لتسليط الضوء على الزراعة المستدامة، باعتبارها أحد أبرز أدوات تعزيز الأمن الغذائي في قطر.
ومن بين النماذج المعروضة، مزرعة "هينات سلمى" الواقعة على أطراف الدوحة، والتي تمثل نموذجا للزراعة المتعددة الأنشطة. ومع تصاعد التهديدات التي تفرضها التغيرات المناخية على الأمن الغذائي العالمي، تبنت قطر أساليب زراعية حديثة مثل الزراعة الرأسية، والمائية، والدقيقة، وهي تقنيات تسهم في الحفاظ على المياه، وتقليل استهلاك الطاقة، وزيادة الإنتاج.
وقالت مديرة المعرض تارا ديجاردان، ، في تصريحات نُشرت على الموقع الرسمي لمتحف الفن الإسلامي: "إن الرسالة التي نرغب في إيصالها هي أن على المجتمعات والثقافات أن تصبح أكثر اعتمادا على الذات، سواء بسبب متطلبات اقتصادية أو بيئية".
وبحسب استراتيجية الأمن الغذائي الوطني في قطر لعام 2030، تهدف قطر إلى تحقيق نسبة اكتفاء ذاتي تبلغ 55% في الخضراوات، و30% في اللحوم الحمراء، و80% في الأسماك، و100% في منتجات الألبان والدواجن الطازجة، إلى جانب رفع إنتاجية الأراضي الزراعية بنسبة 50%.
وقد بدأت نتائج هذه الاستراتيجية بالظهور على أرض الواقع، كما لاحظ العديد من المستهلكين.
وتقول فدوى، وهي مقيمة في قطر زارت المعرض: "في السابق، لم نكن نجد إلا الخضراوات المستوردة، أما الآن، فألاحظ توافر منتجات زراعية قطرية بشكل أكبر... عندما أرى ملصق (منتج محلي)، أشعر بالاطمئنان وأفضّل شراءه".
وبينما يواصل الزوار التوافد على المعرض، تبقى الرسالة الأهم هى أن رحلة الطعام في قطر لم تعد مجرد استذكار للماضي، بل تحولت إلى قصة طموح واستثمار في المستقبل من أجل تحقيق أمن غذائي مستدام. /نهاية الخبر/
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |