طرابلس 16 أغسطس 2025 (شينخوا) فتحت مكاتب صناديق الاقتراع في ليبيا اليوم (السبت) أبوابها عند الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات المجالس البلدية، وذلك في مرحلتها الثانية التي تهم عشرات البلديات في المناطق الغربية والشرقية والجنوبية للبلاد، بحسب المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا.

وقالت مفوضية الانتخابات في بيان نشرته في صفحتها الرسمية على شبكة الإنترنت، إن عمليات الاقتراع ستتواصل لغاية الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي في كافة مراكز ومكاتب الاقتراع المعنية بهذه المرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية.

ودعت الناخبين إلى اصطحاب المستندات الشخصية المطلوبة والمحددة لإتمام عملية التصويت في مراكز الاقتراع للانتخابات المجالس البلدية، منها مستندات إثبات هوية (جواز سفر، أو كتيب العائلة، أو بطاقة شخصية، أو بطاقة تعريف رسمية تحتوي على صورة شخصية)، بالإضافة إلى بطاقة (ناخب) التي تم استلامها في 2025، والمخصصة لانتخابات المجالس البلدية.

وأكدت أن الفئات المسموح لها بالتواجد بمراكز الاقتراع أثناء العملية الانتخابية لهذا الاستحقاق الانتخابي تشمل موظف الاقتراع والناخب ووكيل المرشح والمراقب والإعلامي والضيف ورجل الأمن.

وتجري هذه الانتخابات وسط إجراءات وترتيبات أمنية مشددة اتخذتها وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة التي تُسيطر على غرب ليبيا، وذلك لتأمين هذا الاستحقاق الانتخابي.

وقبل انطلاق عمليات الاقتراع، أكدت وزارة الداخلية الليبية جاهزيتها الكاملة واستمرارها في تنفيذ خطط تأمين هذا الاستحقاق الانتخابي، بما يضمن نجاح هذا "العرس الديمقراطي الذي يتطلع إليه الشعب الليبي".

وقالت وزارة الداخلية في بيان، إن مديريات الأمن والأجهزة الأمنية المختصة "تواصل بالتعاون مع الجهات المعنية العمل على توفير بيئة أمنه تمكن المواطنين من ممارسة حقهم الانتخابي بحرية وأمان".

وحذرت في المقابل، من أي أعمال تخريب أو عبث تعمد إلى عرقلة العملية الانتخابية أو إفشالها، وتقودها بعض الأطراف السياسية التي لا ترغب في إحداث التغيير المنشود.

وجددت التأكيد على أن مثل تلك الأفعال "مرفوضة جملة وتفصيلا، وأن "الأعمال العبثية والتخريبية التي تقوم بها هذه الأطراف لن تثني الوزارة والأجهزة الأمنية عن استكمال هذه الانتخابات في موعدها المحدد".

وبحسب المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، فإن عدد المرشحين في المرحلة الثانية لهذه الانتخابات يبلغ ألف و843 مرشحا موزعين على مختلف البلديات المعنية بهذا الاستحقاق الانتخابي.

وأوضحت في بيان أنه تم اعتماد 7 ألاف و962 وكيلا للمرشحين لمتابعة سير العملية الانتخابية، بالإضافة إلى 3 ألاف و255 مراقبا محليا، و242 إعلاميا محليا، و42 إعلاميا دوليا.

وأشارت إلى أنها دعت 90 ضيفا دوليا لمتابعة الانتخابات، وذلك بهدف "الإشراف المكثف إلى ضمان متابعة دقيقة لجميع مراحل التصويت والفرز، وتعزيز ثقة المواطنين في نزاهة وشفافية العملية الانتخابية".

وكان من المقرر أن تجرى هذه الانتخابات المرحلة الثانية في 63 بلدية، منها 41 بلدية في المنطقة الغربية، و13 بالمنطقة الشرقية، بالإضافة إلى تسع بلديات في المنطقة الجنوبية، بحسب قرار سابق صادر عن مفوضية الانتخابات.

غير أن هذا العدد تقلص تدريجيا، حيث أعلنت مفوضية الانتخابات في العشرين من شهر يوليو الماضي تعليق العملية الانتخابية في 11 بلدية بالمجموعة الثانية للمجالس البلدية لتعذر إجراء العملية الانتخابية فيها.

وقبل يومين من فتح صناديق الاقتراع، عادت مفوضية الانتخابات في 14 أغسطس الجاري لتعلن تعليق الانتخابات في دائرة بلدية صياد الحشان الواقعة على نحو 17 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس.

وقالت إن هذا القرار "جاء على خلفية تقرير مدير الإدارة العامة بشأن سير العملية الانتخابية لانتخابات المجالس البلدية (المجموعة الثانية)، بالإضافة إلى قرار المحكمة العليا في طعن إداري صادر بهذا الشأن.

ويتطلع الليبيون أن تتم عمليات الاقتراع بسلاسة وبعيدا عن التوترات الأمنية، وذلك بعد أن تعرض عدد من مكاتب الاقتراع في وقت سابق إلى هجمات نفذها مجهولون دفعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى إدانتها بأشد العبارات في بيان وزعته مساء أمس (الجمعة).

واعتبرت البعثة الأممية أن تلك الاعتداءات التي وصفتها بالإجرامية "تمثل محاولة سافرة لحرمان المواطنين من حقوقهم وتقويض حقهم في اختيار ممثليهم وعرقلة العملية الديمقراطية".

كما دعت السلطات المعنية في جميع أنحاء ليبيا إلى العمل إلى جانب المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، لتمكين استئناف الانتخابات في جميع المناطق التي جرى إعاقة إجراء الانتخابات فيها في أقرب وقت ممكن.

يشار إلى أن المرحلة الأولى من هذه الانتخابات كانت قد نظمت يوم 16 نوفمبر 2024 في 58 بلدية، وقد شهدت إقبالا كبيرا، حيث بلغت نسبة المشاركة فيها 74% من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت، بحسب بيانات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات. /نهاية الخبر/