طرابلس 15 أغسطس 2025 (شينخوا) أعلن مكتب الإدارة الانتخابية بمنطقة الساحل الغربي بليبيا، اليوم (الجمعة)، تعرض مقره لاستهداف نفذه مجهولون، في يوم الصمت الانتخابي الذي يسبق انتخابات المرحلة الثانية من انتخابات المجلس البلدية المُقرر أن تبدأ غدا (السبت) في 49 بلدية.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية (وال) عن مكتب الإدارة الانتخابية بمنطقة الساحل الغربي قوله إن "هذا الاستهداف أسفر عن حريق متعمد تسبب في أضرار مادية، وإصابة أحد أفراد الأمن أثناء محاولته التصدي لمحاولة اقتحام تزامنت مع اندلاع الحريق".

وأوضح المكتب أن رجل الأمن المصاب نُقل إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، مؤكدا أن حالته الصحية مستقرة، فيما لا تزال أعمال حصر الأضرار جارية.

وأشار إلى أن مديرية أمن العجيلات والأجهزة الأمنية المختصة "هرعت إلى موقع الحادث فور وقوعه، وشرعت في مباشرة التحقيقات، بينما تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق".

ووصف هذه المحاولة بـ "الآثمة"، مؤكدا أنها تهدف إلى عرقلة العملية الانتخابية، مُشددا في المقابل على أن مثل هذه الأفعال "لا تُعبر إلا عن رغبة بعض الأطراف في زعزعة الاستقرار وإجهاض تطلعات الليبيين نحو بناء دولة ديمقراطية مستقرة".

وفي السياق ذاته، استنكرت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا بأشد العبارات، الاعتداءات التي وصفتها بالإجرامية التي استهدفت اليوم (الجمعة) مبنى مكتب الإدارة الانتخابية بالساحل الغربي وأدت إلى إحراقه.

وكشفت في بيان نشرته مساء اليوم وكالة الأنباء الليبية (وال) أن استهداف مكتب الإدارة الانتخابية بالساحل الغربي تزامن مع هجوم آخر استهدف مكتب الإدارة الانتخابية بمدينة الزاوية وإحراق المخزن الرئيس الذي يحتوي على مواد الاقتراع وقاعة التدريب المخصصة لتأهيل الكوادر الانتخابية.

وأكدت مفوضية الانتخابات أن هذه الأعمال "تمثل اعتداء صارخا على العملية الانتخابية ومحاولة لحرمان المواطن الليبي من ممارسة حقه"، مشددة على أن مثل هذه الاعتداءات لن تثنيها عن أداء واجبها الوطني في تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وفق أعلى المعايير.

ودعت في المقابل، الجهات الأمنية إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة في ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة، وضمان توفير الحماية لمكاتبها في كافة أنحاء البلاد.

وليست هذه الاعتداءات على المقرات الانتخابية في ليبيا الأولى من نوعها، حيث كان مكتب المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا بمدينة زليتن الواقعة على بعد نحو 150 كيلو مترا شرق العاصمة طرابلس، قد تعرض يوم الثلاثاء الماضي إلى هجوم مُسلح أسفر عن إصابة أحد المنازل المجاورة نتيجة سقوط قذيفة هاون أطلقها المهاجمون.

وتأتي هذا الاعتداءات في وقت تستعد فيه ليبيا لإجراء المرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية التي من المُقرر أن تبدأ غدا (السبت) في 49 بلدية ليبية.

وفي هذا الصدد، أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، أن اليوم (الجمعة) هو يوم الصمت الانتخابي الذي تتوقف فيه جميع أنشطة الدعاية الانتخابية لانتخابات المجالس البلدية في مرحلتها الثانية لمدة 24 ساعة قبل يوم الاقتراع.

وأكدت أن يوم الصمت الانتخابي يُحظر فيه على المرشحين بنظام القائمة أو الأفراد ممارسة أي نوع من الدعاية الانتخابية وفي أي قناة من قنواتها.

يُشار إلى أن الانتخابات المرتقبة تندرج في إطار المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية، وستجري في 49 بلدية، علما بأن المرحلة الأولى من هذه الانتخابات كانت قد نظمت يوم 16 نوفمبر 2024 في 58 بلدية، وقد شهدت إقبالا كبيرا، حيث بلغت نسبة المشاركة فيها 74 % من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت، بحسب بيانات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.