رام الله 15 أغسطس 2025 (شينخوا) أعربت جهات فلسطينية اليوم (الجمعة) عن رفضها وقلقها لدخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير زنزانة عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مروان البرغوثي وتهديده.

وظهر البرغوثي المعتقل منذ العام 2002 في مقطع فيديو بثته القناة السابعة العبرية الليلة الماضية بجسد هزيل ووضع صحي متدهور، وذلك عقب اقتحام بن غفير زنزانته جنوب إسرائيل وتهديده.

وقالت القناة إن بن غفير اقتحم قسم العزل الانفرادي الذي يقبع فيه البرغوثي في إطار متابعته تشديد ظروف احتجاز الأسرى الفلسطينيين، وقال له "من يمس إسرائيل ويقتل أطفالنا أو نساءنا فسنمحوه، أنتم لن تنتصروا علينا".

وتعليقا على ذلك، قال حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني في بيان صحفي مقتضب إن "تهديد بن غفير للقائد مروان البرغوثي في سجنه قمة الإرهاب النفسي والمعنوي والجسدي الذي يمارس ضد الأسرى، وضرب للمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية"، على حد قوله.

وأضاف "هذا يشكل انفلاتا غير مسبوق في سياسة الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين، ما يتطلب التدخل الفوري للمنظمات والمؤسسات الدولية لحمايتهم".

بدورها، حملت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حياة الأسير مروان البرغوثي وكافة الأسرى".

وقال البيان إن الوزارة "ستتابع هذا التهديد بكل جدية مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمجتمع الدولي ومنظماته ومجالسه المتخصصة"، مطالبا "بتدخل دولي عاجل وحقيقي لحمايتهم من بطش الاحتلال وتأمين الإفراج الفوري عنهم كافة".

فيما وجه المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في سويسرا السفير ابراهيم خريشة، رسالة عاجلة إلى رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميرجانا سبولجارك إيغر، ناشدها بالتدخل الفوري لحماية حياة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وأدان خريشية في الرسالة التي نشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية ((وفا))، سياسة إسرائيل التي أدت لتدهور الحالة الصحية والإنسانية للبرغوثي، مطالبا بالإفراج الفوري عن الفئات الأكثر عرضة للخطر، بمن فيهم المرضى وكبار السن والنساء والأطفال.

واعتبرت حركة فتح، في بيان، أن تهديد بن غفير يعد انتهاكا سافرا لكافة المواثيق والتشريعات الدولية، مؤكدة أن هذا التهديد يأتي ضمن إجراءات "قمعيّة ممنهجة تمارسها منظومة الاحتلال الاستعمارية بحق الأسرى"، على حد قولها.

كما أثار مقطع الفيديو تفاعلاً واسعا بين الفلسطينيين على مواقع التواصل الإجتماعي، وعائلة البرغوثي التي أعربت عن "خشيتها وقلقها من إعدامه داخل الزنزانة بقرار من بن غفير بعد تهديده في سجنه".

وقالت العائلة في بيان "نحن مصدومون من تغير ملامح وجهه والإنهاك والجوع الذي يعيشه".

من جهته، قال المحامي خضر شقيرات محامي البرغوثي، في تصريح صحفي "لقد واجهت صعوبة في التعرف على موكلي على الشاشة وما رأيته كان نصف إنسان"، متهما بن غفير بالإضرار كثيرا بظروف السجناء وكان ذلك واضحا على وجه البرغوثي"، على حد قوله.

وتابع شقيرات "لا أزور البرغوثي إلا مرة كل بضعة أشهر"، معربا عن خشيته من إقدام إسرائيل على قتله قبل تنفيذ أي عملية تبادل قادمة مع حركة (حماس).

وأوضح أن البرغوثي على رأس قوائم الإفراج التي قدمتها حركة حماس باعتباره السجين الأول الذي سيتم إطلاق سراحه في أي اتفاق، كجزء من المفاوضات مع إسرائيل ولكن الآن من الممكن أن بن غفير يشير إلى نيته عدم إطلاق سراح مروان على الرغم من سوء حالته الصحية.

واعتقلت إسرائيل البرغوثي في 14 أبريل العام 2002 من أحد المنازل في مدينة رام الله، واتهمته بقيادة تنظيم حركة فتح التي شغل منصب أمين سرها في الضفة الغربية، وبالمسؤولية عن هجمات نفذتها (كتائب شهداء الأقصى) التي كانت تتبع للحركة قبل أن توقف عملها العام 2007 وأدت إلى مقتل وإصابة إسرائيليين، وصدر بحقه خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة.