بقلم تشانغ ده يونغ*

14 أغسطس 2025 / شبكة الصين / بلغ حجم صادرات وواردات الصين من السلع 3.91 تريليون يوان في يوليو الماضي، بزيادة نسبتها 6.7% على أساس سنوي، وبنمو قدره 1.5 نقطة مئوية على أساس شهري، ليسجل أعلى مستوى له خلال العام الجاري. ومن بينها، سجلت صادرات الصين 2.31 تريليون يوان، بزيادة 8%، متجاوزة توقعات السوق، بحسب بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية.

وأظهرت هذه البيانات أن التجارة الخارجية الصينية تتمتع بمرونة قوية وتحافظ على زخم تحسن تطورها رغم البيئة الخارجية التي تشهد تغيرات خطيرة ومعقدة.

وتُعتبر الصادرات نافذة مهمة لرصد مرونة الاقتصاد، كونها ركيزة رئيسية للنمو الاقتصادي للدولة المعنية. وفي وجه التغيرات العميقة التي تشهدها البيئة الخارجية، أكدت حكومة الصين في تقرير أعمالها للعام الجاري "ضرورة تعزيز قوة السياسات الخاصة بضمان استقرار التجارة الخارجية، ودعم جهود المؤسسات في كفالة استقرار الطلب على منتجاتها وتوسيع أسواقها". ما جعلها تعتمد سلسلة سياسات تهدف للحفاظ على استقرار التجارة الخارجية، وتبذل جهودا مكثفة لتعزيز سلامة واستقرار سلاسل الصناعة والإمداد، وضمان تنشئة الديناميكية الجديدة للتجارة الخارجية، وتحسين بيئة الأعمال في المنافذ والمعابر وتيسير عمليات التخليص الجمركي للمؤسسات، بهدف مساعدة المؤسسات والشركات على ضمان استقرار الطلب على منتجاتها وتوسيع أسواقها.

ومع ظهور نتائج إيجابية لهذه السياسات والجهود بشكل مستمر، شهدت التجارة الخارجية الصينية نموا مطردا رغم الضغوط.

وتعد الصين شريكا تجاريا رئيسيا لأكثر من 150 دولة ومنطقة، وتتصدر العالم لسنوات عديدة متتالية من حيث إجمالي تجارة السلع. ولم يسهم تنويع الشركاء التجاريين في درء مخاطر الاعتماد على سوق تصدير واحدة فحسب، بل ساعد على توسيع حجم التجارة بشكل مستمر.

وفي الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، نمت صادرات وواردات الصين لدول الآسيان والاتحاد الأوروبي وأفريقيا وآسيا الوسطى بنسبة 9.4% و3.9% و17.2% و16.3% على التوالي. وسجلت الصادرة إلى أفريقيا، على وجه الخصوص، نموا تراكميا بنسبة 24.5% على أساس سنوي، قفز إلى 42.4% في يوليو الماضي.

ومن بين الشركاء الرئيسيين، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والآسيان 4.29 تريليون يوان، بزيادة نسبتها 9.4%. كما سجل إجمالي حجم التبادل التجاري بين الصين والاتحاد الأوروبي 3.35 تريليون يوان، بزيادة 3.9%. فيما تجاوز إجمالي حجم التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة 2.42 تريليون يوان فقط، بانخفاض نسبته 11.1%.

وفي الوقت نفسه، تخطى حجم صادرات الصين إلى الدول المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق" عتبة 13.29 تريليون يوان، بنمو قدره 5.5%. ومن شأن توسع "دائرة الشركاء التجاريين" وتحسن التركيبة الإقليمية لتجارة الصين تعويض التداعيات السلبية الناجمة عن الاحتكاكات التجارية على صادرات الصين.

وتشكل مزايا الصين التنافسية البارزة في سلسلة الصناعة وقطاع التصنيع ديناميكية جديدة لتجارتها الخارجية. حيث عملت الصين طوال السنوات الأخيرة على تطوير القوى المنتجة الجديدة النوعية، وتشجيع ترقية الصناعات التقليدية وتطوير الصناعات الناشئة، لدفع عجلة ترقية "صنع في الصين" إلى "التصنيع الذكي في الصين".

ومع تنفيذ سلسلة السياسات والتدابير، شهدت القدرة التنافسية لصناعات الصين ومؤسساتها ومنتجاتها ارتقاء ملحوظا، ما أسهم في تلبية الحاجات المتنوعة لمختلف الأسواق. ففي الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، نمت صادرات الصين من السيارات الكهربائية وبطاريات الليثيوم والمنتجات الكهروضوئية وغيرها من المنتجات الحديثة الخضراء والمنخفضة الكربون بنسبة 14.9%، ما يشير إلى تطور الصناعات الصينية نحو الفئة المتوسطة والعليا من سلسلة القيمة العالمية، وارتفاع صادرات الصين من المنتجات الخضراء والسلع ذات التقنيات الحديثة.

وفي ظل أن العالم يشهد عوامل عدم اليقين وعناصر عدم استقرار الوضع في المستقبل، تصبح تغيرات بيئة التجارة العالمية طبيعية. وفي مواكبة هذه التطورات، أكدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني خلال اجتماعاتها بشأن العمل الاقتصادي في النصف الثاني من العام الجاري على "ضرورة توسيع الانفتاح العالي الجودة، والحفاظ على متانة أسس التجارة الخارجية والاستثمارات الأجنبية، وبناء منصات انفتاح مثل مناطق التجارة الحرة على مستوى عال"، ما يظهر عزم الصين على تقوية دعمها السياسي حسب تغير الظروف في المستقبل، وتكثيف جهودها لضمان أسس التجارة الخارجية، ودفع عجلة التنمية العالية الجودة لتجارتها الخارجية بخطوات راسخة.

*باحث في الأكاديمية الوطنية للإستراتيجيات الاقتصادية

- الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة موقف موقع شبكة الصين