14 أغسطس 2025 / شبكة الصين/ ذكرت صحيفة "نيكي" الاقتصادية اليابانية مؤخرا أن الشركات الصينية بدأت تبرز في سوق خدمات البث عبر الإنترنت في جنوب شرق آسيا. حيث تخطط شركة "iQIYI" لإطلاق محتوى أصلي في تايلاند، بينما تحظى برامج اكتشاف المواهب التي تنتجها شركة "تينسنت" بشعبية كبيرة. وتعمل الشركات الصينية على تعزيز توطين المحتوى في المنطقة، في محاولة للحاق بركب الشركات الأمريكية الرائدة مثل نتفليكس.

وقال أحد مسؤولي فرع iQIYI في تايلاند، خلال فعالية تكنولوجية أُقيمت في بانكوك يوليو الماضي "جنوب شرق آسيا هو أهم أسواقنا خارج البر الرئيسي الصيني.. سنركز على إستراتيجية إدخال المحتوى الأصلي". مضيفا أن الشركة وسعت خدماتها إلى دول مثل تايلاند وإندونيسيا وماليزيا، مستقطبة المستخدمين من خلال البث المجاني المدعوم بالإعلانات، إلى جانب اشتراكات شهرية مخفّضة لا تتجاوز بضع مئات من الين الياباني، وحاليا، يتجاوز عدد الأعمال الدرامية والأفلام الموزعة في تايلاند 9,000 عمل، أكثر من 60% منها من إنتاج صيني.

وأطلقت تينسنت في عام 2019 خدمة البث عبر الإنترنت "WeTV" في جنوب شرق آسيا، مع التركيز على إنتاج محتوى أصلي. ومنذ عام 2024، بدأت الشركة في إعداد وبث برامج اكتشاف المواهب التي يشارك فيها نجوم محليون من دول مثل تايلاند، ما أسفر عن إطلاق فرقة "NexT1DE" في أبريل هذا العام، والتي ازدادت شعبيتها بسرعة.

ووفقا للصحيفة، فقد بدأت خدمات البث عبر الإنترنت التابعة لشركات أمريكية مثل نتفليكس وأمازون برايم فيديو في الانتشار في جنوب شرق آسيا منذ عام 2016، وتوسّع حجم السوق منذ ذلك الحين. 

وبحسب بيانات شركة الأبحاث الفرنسية "Dataxis" للفترة من يناير إلى مارس 2025، لا تزال الشركات الأمريكية تهيمن على حصص السوق في معظم دول المنطقة، إذ تقترب حصتها من 60% في سنغافورة. ومع ذلك، تشهد الشركات الصينية صعودًا سريعًا، حيث بلغت حصتها السوقية في تايلاند نحو 40%، متجاوزة الحصة الأمريكية البالغة حوالي 30%.

وعلى الرغم من أن حجم سوق البث عبر الإنترنت في جنوب شرق آسيا أصغر من نظيريه في الصين والولايات المتحدة، إلا أن الشركات الصينية تعتبره مصدر دخل جديدا. ومع تزايد دخل الشباب، تتمتع السوق في المنطقة بإمكانيات نمو كبيرة.

وترى الصحيفة اليابانية أنه في جنوب شرق آسيا، أصبحت المنتجات والمحتويات الصينية — ممثلة بما يُعرف بـ"لابوبو" — أكثر شعبية، ليس فقط في مجالات الأجهزة الكهربائية والسيارات الكهربائية، بل أيضا في مجال الملكية الفكرية (IP). وإذا واصلت الشركات الصينية توسيع خدمات البث عبر الإنترنت كأساس لتقديم المحتوى، فإن تأثير العلامات التجارية الصينية في المنطقة سيزداد قوة.