غزة 11 أغسطس 2025 (شينخوا) شيعت جموع من الفلسطينيين في قطاع غزة اليوم (الاثنين) جثامين ستة صحفيين فلسطينيين قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت خيمة قبالة مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.

وشارك عشرات الفلسطينيين بينهم عدد من الصحفيين في مراسم تشييع جثامين أنس الشريف ومحمد قريقع مراسلي قناة ((الجزيرة)) القطرية في مدينة غزة وشمال القطاع، إلى جانب المصورين الصحفيين إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة ومساعد المصور محمد نوفل، بالإضافة إلى محمد الخالدي، والذي يعمل صحفيا في مواقع محلية.

وأدى المشيعون صلاة الجنازة في الساحة الخارجية لمجمع الشفاء، ولم يتمالك أقرباء وأصدقاء الصحفيين دموعهم خلال الصلاة فيما تعالت أصوات المشيعين بالتكبير.

ووضعت الجثامين في الأكفان البيضاء فيما لفت اثنتان منها بالعلم الفلسطيني ووضع على جثمان آخر درع الصحفيين مكتوب عليه (PRESS)، وانطلق موكب التشييع من المجمع لاحقا قبل أن يتم دفنهم في مقبرة المدينة.

وكان الجيش الإسرائيلي استهدف الليلة الماضية الخيمة التي كان يتواجد فيها الصحفيون الستة، مما أدى إلى مقتلهم على الفور واشتعال النيران في الخيمة وبأجسادهم، وفق ما أفاد مصدر في جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في غزة وكالة أنباء ((شينخوا)).

وأقر الجيش الإسرائيلي في بيان باستهداف أنس الشريف في مدينة غزة، وقال إنه "عمل تحت غطاء كاذب لصحفي في شبكة الجزيرة، وكان يشغل منصب قائد خلية في سرية إطلاق قذائف صاروخية في حماس ويروج لمخططات إطلاق قذائف صاروخية ضد مواطني إسرائيل وقوات جيش الدفاع".

وذكر المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي افيخاي ادرعي في بيان أن الجيش الإسرائيلي "كشف في الماضي معلومات استخبارية ووثائق عديدة تم العثور عليها داخل قطاع غزة والتي أثبتت انتماء الشريف إلى صفوف حماس العسكرية"، مضيفا أن الوثائق أثبتت من جديد أنشطة الشريف "الإرهابية" التي "حاولت الجزيرة التنصل منها".

وقوبل استهداف الصحفيين أثناء ممارسة عملهم بتنديد ورفض فلسطيني واسع، معتبرين أن ما جرى "جريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي".

وقالت شبكة الجزيرة الإعلامية في بيان إن "اغتيال" مراسليها "هجوم جديد سافر ومتعمد على حرية الصحافة"، مشيرة إلى أن الهجوم على صحفيي الجزيرة جاء وسط "كارثة إنسانية مروعة" خلفها "العدوان" الإسرائيلي والذي يشهد "مجازر".

وحمل البيان الجيش الإسرائيلي وحكومته مسؤولية استهداف واغتيال فريقها، لافتا إلى أن العديد من مسؤولي الجيش الإسرائيلي كرروا تحريضهم ودعواتهم لاستهداف أنس الشريف ورفاقه.

ونعت حركة حماس في بيان اليوم الصحفيين الستة، معتبرة أن "الاستهداف المتواصل للصحفيين في قطاع غزة هو رسالة إرهاب إجرامي للعالم بأسره في ظل صمت دولي شجع الاحتلال على المضي في قتل الصحفيين دون رادع أو محاسبة".

وتابع البيان "لقد صدرت تهديدات متواترة عن الناطقين العسكريين لجيش الاحتلال ضد صحفيين فلسطينيين، ومنهم الشريف بهدف ثنيه عن أداء واجبهم المهني في نقل الحقيقة وصور الإبادة الوحشية في القطاع، لتُترجم هذه التهديدات إلى عملية قتل بشعة".

من جهته اعتبر نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ في بيان أن "استهداف الصحفيين جريمة حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني"، داعيا المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بحرية الصحافة إلى محاسبة "الاحتلال ووقف جرائمه المتواصلة بحق أبناء شعبنا".

وارتفع بذلك عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلوا في غزة منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023 إلى 238 صحفيا، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.

وشنت الطائرات الإسرائيلية الليلة الماضية وفجر اليوم عشرات الغارات الجوية تركزت في مدينتي غزة وخان يونس جنوب القطاع، بحسب مصادر محلية وشهود عيان.

فيما أطلقت المدفعية الإسرائيلية عشرات القذائف على أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون شرق وجنوب مدينة غزة، وفق المصادر وشهود العيان.

وقال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة محمود بصل لـ ((شينخوا)) إن 12 شخصا قتلوا على الأقل بينهم ستة أطفال في قصف إسرائيلي على حي الزيتون منذ فجر اليوم.

كما قتل ثلاثة أشخاص وأصيب عدد آخر بجروح متفاوتة إثر استهداف طائرات إسرائيلية خيمة في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وفق بصل الذي أفاد كذلك بمقتل سبعة أشخاص جراء قصف للطائرات الإسرائيلية على شقة سكنية في منطقة المعسكر غرب مدينة خان يونس.

كما قتل خمسة أشخاص وأصيب نحو 30 آخرين بجروح جراء استهداف تجمعات المواطنين قبالة نقطة توزيع المساعدات عند محور "نتساريم" وسط القطاع، بحسب بصل.

ويأتي التصعيد بعد ساعات من إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الأخير أجرى اتصالا هاتفيا الليلة الماضية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب ما نشرت الإذاعة العبرية العامة.

وقالت الإذاعة إن الاتصال بحث الخطط الإسرائيلية للسيطرة على آخر معاقل حماس في قطاع غزة، وذلك بهدف إنهاء الحرب وتأمين الإفراج عن المخطوفين وهزيمة الحركة.

ووافق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) على خطة للسيطرة على قطاع غزة، حسب بيان صادر عن مكتب نتنياهو فجر الجمعة.