share
arabic.china.org.cn | 07. 08. 2025

أطباء أجانب أنقذوا الشعب الصيني بتفانٍ ونكران ذات

arabic.china.org.cn / 14:32:13 2025-08-07

7 أغسطس 2025 / شبكة الصين / من بين الأطباء الأجانب الذين دعموا حرب مقاومة الصين ضد العدوان الياباني، إلى جانب الكندي نورمان بيثون والهندي دواركاناث كوتنيس، كان هناك أيضًا الفرنسي باي شييه والنمساوي فولاي.

ووصل باي شييه، واسمه الأصلي جان جيروم أوغستين بوسييه، إلى الصين عام 1913، وعمل طبيبا في السفارة الفرنسية لدى الصين، كما عمل في المستشفى الفرنسي، وساهم بفعالية في تشجيع الطلاب الصينيين على السفر إلى فرنسا للدراسة فيها، كما ساعد في تأسيس جامعة الصين-فرنسا. وشهد باي شييه بعينيه الفظائع التي ارتكبها الجيش الياباني، وكان متعاطفا بشدة مع الشعب الصيني. وبصفته طبيب القنصلية الفرنسية في بيبينغ، بعث برسالة إلى الصليب الأحمر الصيني، أعرب فيها عن رغبته في تقديم خدماته، بل قام بتحويل حديقة منزله في جبال شيشان (الواقعة غرب بكين) إلى محطة إنقاذ تابعة للصليب الأحمر، تستقبل الجرحى والمرضى.

وفي أوائل عام 1939، ولأجل كسر الحصار الذي فرضه الجيش الياباني على المواد الطبية، زار هوانغ هاو، أحد قيادات الحزب الشيوعي الصيني، الطبيب باي شييه في الخفاء، وطلب مساعدته في نقل الأدوية. ووافق باي شييه من فوره، وبفضل مساعدته، وصلت الأدوية إلى غرب بيبينغ، وقاعدة جين-تسا-جي، وحتى يانآن، وأسهمت في إنقاذ حياة عدد كبير من الجنود. وعندما حصل الطبيب بيثون على هذه الأدوية "النادرة"، لم يملك إلا أن يقول بإعجاب: "هذا أمر مذهل حقًا!"

وبعد اندلاع حرب المحيط الهادئ، فرض الجيش الياباني رقابة صارمة على المواد العسكرية مثل الوقود، فلم يكن أمام باي شييه إلا أن يستخدم دراجته الهوائية لنقل الأدوية. ورغم تجاوز سنه الستين، كان يقطع مسافات تتراوح بين 30 إلى 40 كيلومترا في طرق جبلية وعرة، حاملاً الأدوية على دراجته. وأصبحت هذه الطريق السرية التي شقها بنفسه تُعرف لاحقًا باسم "the Hump" (خط إمداد شهير في الحرب العالمية الثانية) على دراجة هوائية.

وكانت حديقة منزل باي أيضا محطة اتصال ضمن خط ربط سري يمر عبر جبل مياوفنغ، ونُقلت عبره كميات كبيرة من المواد الطبية العاجلة، كما ساعد في إخفاء العديد من الأصدقاء الدوليين الداعمين للصين، والشباب الوطنيين، وعناصر الحزب العاملين في الخفاء.

أما الطبيب فولاي، واسمه الحقيقي ريتشارد شتاين، فقد انضم إلى الحزب الشيوعي النمساوي عام 1937. وفي ديسمبر 1938، وصل إلى شانغهاي، وسبق له أن توجّه إلى تيانجين بحثا عن الشيوعيين، ولم يتمكن من الاتصال به حتى أواخر عام 1939، وبدأ منذ ذلك الحين بنقل الأدوية باستمرار إلى قواعد المقاومة.

وبعد اندلاع حرب المحيط الهادئ، وصل إلى غرب بيبينغ في يناير 1942 بترتيب من الحزب الشيوعي الصيني في الخفاء.

وذهب لاحقا إلى قاعدة جين-تسا-جي ودرّس في مدرسة بيثون للطب، مساهما في تدريب الكوادر الطبية هناك. وفي عام 1944، وصل فولاي إلى يانآن، حيث عمل بالتدريس والعلاج في جامعة الطب الصينية.

وقد أبدع في علاج مرض الملاريا بأسلوب يجمع بين الطب الصيني والغربي، ونجح في تصنيع البنسلين الخام محليا، مما قدّم مساهمة بارزة للطب في قواعد المقاومة، وساعد كثيرا في حل أزمة نقص الأدوية التي كان يعاني منها جنود جيش الطريق الثامن التابع للجيش الوطني الثوري.

إن الروح تتوارثها الأجيال وسط تدفق التاريخ، ولم ينسَ الشعب الصيني أبدا هؤلاء الأصدقاء الدوليين الذين قدّموا يد العون في أحلك اللحظات. واليوم، أصبحت مواقع مثل قبر سنو على ضفاف بحيرة ويمينغ بجامعة بكين، وممر لين مايكل عند سفح جبال شيشان، وحديقة باي، من أبرز المعالم الثقافية والسياحية في بكين، ولا تروي هذه الأماكن فقط القصص البطولية للأصدقاء الدوليين الذين ساندوا الصين في مقاومة العدوان الياباني، بل أصبحت أيضا رمزا لروحهم الأممية والإنسانية النبيلة. وستبقى أعمالهم العادلة في دعم نصرة الشعب الصيني ومقاومة الغزاة اليابانيين محفورة في قلوب الصينيين، ومضيئة في سجل الحضارة الإنسانية.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号