7 أغسطس 2025 / شبكة الصين / كانت جامعة يانجينغ مدرسة تبشيرية أمريكية، وكان يدرّس فيها عدد كبير من العلماء من بريطانيا والولايات المتحدة. وقد خاطر العديد منهم بحياته لمساعدة الشعب الصيني في مقاومة الغزو الياباني.

شيا رن ده، واسمه الأصلي راندولف سايلر، وصل إلى جامعة يانجينغ من الولايات المتحدة في عام 1923 للعمل أستاذا فيها. وعند اندلاع حركة "9 ديسمبر"، شارك فيها بنشاط. وبعد ذلك، عندما لم يتمكن المقاومون في اتحاد الطلبة بجامعة يانجينغ، مثل هوانغ هوا وتشن هان بو، من توفير مكان آمن لعقد اجتماعاتهم السرية، سلّمهم شيا رن ده مفتاح باب حديقة منزله الخلفي، وسمح لهم بعقد الاجتماعات في منزله ليلا. كما سمح لفرعي الحزب الشيوعي الصيني في جامعتي تسينغهوا ويانجينغ بتنظيم اجتماعات في منزله.

وبعد سقوط بيبينغ في أيدي اليابانيين، مول شيا رن ده عددا من طلاب جامعة يانجينغ لمغادرة المدينة والانضمام إلى جهود المقاومة. وبين شتاء عام 1940 وصيف عام 1941، ساعد ثلاث مجموعات من الطلاب على السفر. وفي نهاية عام 1941، اعتقلته الشرطة العسكرية اليابانية وسجنته في معسكر الاعتقال الياباني في ويشيان بمقاطعة شاندونغ. ولم يتم إطلاق سراحه إلا في سبتمبر 1943 بعد تبادل أسرى الحرب بين الولايات المتحدة واليابان. وفي صيف عام 1945، عاد شيا رن ده إلى الصين ودرّس في فرع جامعة يانجينغ في تشنغدو، ثم عاد إلى بيبينغ بعد انتصار الصين في الحرب.

لاي بو وو، واسمه الحقيقي رالف لابوود، وكان قد وصل إلى الصين من بريطانيا في عام 1932، وبدأ التدريس في قسم الرياضيات بجامعة يانجينغ في عام 1936. وبدعوة من النيوزيلندي لويس آلي، توجه في يوليو 1939 إلى تشنغدو، برفقة عناصر من جيش الطريق الثامن التابع للجيش الوطني الثوري، متجاوزا العديد من حواجز العدو، لقيادة حركة التعاونيات الصناعية. وساهم في حصول الصين على الدعم والتبرعات من المجتمع الدولي ببيانات دقيقة وشهادات ميدانية موثقة، وهو من قدم صورة موضوعية وعادلة للعالم حول الوضع الحقيقي لحرب المقاومة في الصين.

وبعد اندلاع الحرب بين الولايات المتحدة واليابان، انضم المدرسان البريطانيان لين مايكل وبان ويليام إلى الجيش والشعب في قواعد المقاومة. وفي عام 1941، تمت دعوتهما للعمل في محطة الإذاعة التابعة لإدارة الاتصالات في منطقة غرب بيبينغ. وفي مايو 1942، تم تعيينهما مستشارين تقنيين لإدارة الاتصالات في قاعدة جين-تسا-جي، حيث قاما بترقية وتعديل أكثر من مئة جهاز إرسال للجيش بغض النظر عن المخاطر، كما أصرّا على تدريب الكوادر الفنية في مجال الاتصالات اللاسلكية وسط نيران حملات "التطهير" اليابانية.

وفي أغسطس 1943، غادر بان ويليام وزوجته القاعدة متوجهين إلى مدينة يانآن لأسباب صحية. أما لين مايكل، فاستمر في التدريس حتى تخرج جميع طلابه. وفي مايو 1944، وصل إلى يانآن ليصبح مستشارا لإدارة الاتصالات في جيش الطريق الثامن التابع للجيش الوطني الثوري، حيث قام بتصميم وبناء أجهزة إرسال قوية وهوائيات موجهة عالية الحساسية، مما مكّن إذاعة وكالة أنباء شينخوا بالإنجليزية من البث في الأول من سبتمبر من نفس العام، ليصل صوت يانآن إلى العالم للمرة الأولى.