share
arabic.china.org.cn | 06. 08. 2025

مقال رأي: سوء استخدام الولايات المتحدة للتعريفات الجمركية ارتد عليها بالفعل

arabic.china.org.cn / 12:07:05 2025-08-06

بكين 6 أغسطس 2025 (شينخوا) حولت واشنطن التعريفات الجمركية إلى أدوات لممارسة الإكراه - تُستخدم لانتزاع مبالغ ضخمة من الحلفاء والخصوم على حد سواء مقابل إمكانية الوصول إلى السوق الأمريكية.

ومن خلال فرض الامتثال، كشف سيل من الإنذارات النهائية عن إساءة استخدام واشنطن للتهديد والإكراه كسمة مميزة في سياستها الدبلوماسية، ما حول "أمريكا أولا" إلى "أمريكا بمفردها".

وقالت مجلة ((ذا أتلانتيك)) في تقرير حديث إن "الطابع المتقلب والعشوائي للسياسات، والاستعداد لاستغلال القوة الاقتصادية الأمريكية لابتزاز التنازلات، سيقوض مكانة أمريكا في كل مكان تقريبا".

وأشار التقرير إلى أن التعريفات الجمركية "تدمر أحد أعمدة القوة العالمية الأمريكية وستعزل البلاد أكثر فأكثر في وقت يستعد فيه الآخرون لملء الفراغ"، مضيفا أن "التعريفات لن تجعل الدول الأخرى تحترم الولايات المتحدة، لكنها قد تدفعها للمضي قدما بدونها".

وبينما تحاول الولايات المتحدة انتزاع أفضل الصفقات بأسلوب البلطجة، وجدت نفسها بدلا من ذلك مهمشة على نحو متزايد في التجارة العالمية.

ويحذر المحللون من أن الولايات المتحدة قد تفقد مكانتها كأكبر مستورد في العالم، إذ تظهر بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي أن البلاد شهدت في أبريل أكبر تراجع شهري مسجل على الإطلاق، حيث انخفضت الواردات من السلع والخدمات بنسبة 16.3 بالمائة على أساس سنوي لتصل إلى 351 مليار دولار أمريكي.

ووفقا لصحيفة ((فايننشال تايمز))، تمثل الولايات المتحدة اليوم 13 في المائة فقط من واردات السلع العالمية، انخفاضا من حوالي 20 في المائة قبل عقدين من الزمن.

وذكرت أن "أهمية الولايات المتحدة في التجارة العالمية قد تكون مبالغا فيها"، مستشهدة بمحاكاة أجراها سيمون إيفينيت، أستاذ في كلية إدارة الأعمال بالمعهد الدولي للتنمية الإدارية، إذ أظهرت أنه حتى لو أوقفت الولايات المتحدة جميع وارداتها من السلع، فإن 70 من شركائها التجاريين سيتمكنون من تعويض مبيعاتهم المفقودة بالكامل خلال عام واحد، و115 دولة خلال خمس سنوات، بافتراض حفاظهم على معدلات نمو صادراتهم إلى أسواق أخرى بنفس الوتيرة الحالية.

والمقلق بالقدر ذاته هو التدهور السريع لصورة البلاد على الساحة العالمية. إذ أن السياسات المتشددة لم تجلب الاحترام، بل بدلا من ذلك أثارت مقاومة واستياء، حتى بين الحلفاء القدامى.

وأظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة ((يوغوف)) في مارس أن النظرة الإيجابية للأوروبيين تجاه الولايات المتحدة انخفضت بشكل حاد مقارنة بالاستطلاع السابق الذي أُجري قبل إعادة انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة، حيث تراجعت التقييمات في الدنمارك والسويد وألمانيا بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 نقطة مئوية. كما تراجعت النظرة الإيجابية في بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا إلى مستويات تاريخية متدنية.

عالميا، انخفض صافي النظرة الإيجابية تجاه الولايات المتحدة من معدل ما فوق 20 في بداية عام 2024 إلى -1.5 مع نهاية مايو -- وهي المرة الأولى التي يدخل فيها هذا المؤشر النطاق السلبي منذ يناير 2022، وفقا لبيانات من "مورنينغ كونسولت".

وتراجعت النظرة الإيجابية العامة في 38 من أصل 41 دولة شملها الاستطلاع، حيث تضررت صورة البلاد العالمية أكثر بعد إعلان إدارة ترامب في أبريل عن ما يسمى بـ"التعريفات الجمركية المتبادلة".

وعلى نفس المنوال، أظهر استطلاع حديث لمركز بيو للأبحاث أن أكثر من نصف المشاركين في 19 من أصل 24 دولة شملها الاستطلاع أعربوا عن "قدر ضئيل أو معدوم من الثقة" في قدرة إدارة ترامب على التعامل مع القضايا الدولية الكبرى، مثل الاقتصاد العالمي.

وقال جيسون فورمان، أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد، لشبكة ((سي إن إن)) إن "الولايات المتحدة في الوقت الحالي شريك غير موثوق به إلى حد كبير لأي طرف في العالم، ولا أعلم كيف سنعود لنكون جديرين بالثقة من جديد". 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号