نيويورك 4 أغسطس 2025 (شينخوا) أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يوم الاثنين عن قلقه إزاء تصاعد الصراع في السودان، وتزايد الخسائر في صفوف المدنيين، وتدهور الأوضاع الإنسانية.

وقال المكتب في تقريره حول المأساة الإنسانية المستمرة في البلاد " زملاؤنا العاملون في المجال الإنساني يلاحظون استمرار القتال العنيف في ولاية شمال دارفور، مع ورود تقارير متعددة عن سقوط ضحايا من المدنيين في الأيام الأخيرة". وأضاف أن اشتباكات اندلعت يوم الجمعة والسبت في مدينة الفاشر، عاصمة الولاية، في أعقاب قتال سابق بين الجماعات المسلحة، بما في ذلك حول مخيم أبو شوك للنازحين.

ويضم المخيم حاليا حوالي 25 ألف نازح.

وأشار أوتشا إلى أنه بعد مرور عام على تأكيد المجاعة في زمزم، وهو مخيم آخر للنازحين على مشارف الفاشر، لا تزال المدينة تزرح تحت الحصار، ويواجه سكانها المجاعة، مع انقطاع إمدادات الغذاء عبر الطرق البرية منذ أكثر من عام.

كما ذكر أن ولاية كردفان الشمالية شهدت تبدل السيطرة على بلدة أم صميمة عدة مرات خلال الأسابيع الأخيرة، مما يبرز هشاشة الأوضاع على خطوط المواجهة. ولا يزال المدنيون محاصرين، ويستمر فرض قيود مشددة على وصولهم إلى المساعدات.

وأفاد المكتب أن الكوليرا تواصل الانتشار بسرعة في دارفور، حيث سجلت في محلية طويلة بشمال دارفور منذ أواخر يونيو نحو 1200 حالة إصابة، منها حوالي 300 حالة إصابة بين الأطفال، مع وفاة 20 شخصا على الأقل.

وفي جنوب دارفور، أبلغت السلطات الصحية عن أكثر من 1100 حالة اشتباه بالكوليرا و64 وفاة منذ أواخر مايو، مع معدل وفيات يزيد على 6 بالمئة. وتعرقل نقص الإمدادات الطبية والمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي الاستجابة الإنسانية بشكل كبير، وفقا للتقرير.

وفي ولاية الخرطوم، أكد أوتشا وجود ألغام أرضية في عدة أماكن، حيث تم اكتشاف ألغام مضادة للأفراد والمركبات في مدن مقرن وأم درمان وبحري. وقال إن "تلك العبوات لا تشوه المدنيين وتقتلهم فحسب، بل تعيق أيضا الوصول إلى الخدمات الصحية والأسواق والمساعدات الإنسانية".

كما أشار إلى أن الفيضانات في ولاية النيل الأزرق أجبرت أكثر من 100 شخص على النزوح من مدينة الدمازين، حاضرة الولاية، ودمرت ما لا يقل عن 200 خيمة في مخيم الكرامة يوم الجمعة، مما يضيف أعباء جديدة على من فروا من منازلهم بسبب النزاع.

وأخيرا، دعا أوتشا إلى ضرورة استدامة الوصول الإنساني إلى كافة أنحاء السودان، وزيادة الدعم الدولي للمحتاجين.