arabic.china.org.cn | 05. 08. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
صنعاء 4 أغسطس 2025 (شينخوا) تخضع مدينة صنعاء القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، لأعمال ترميم عاجلة بعد أن تعرضت بنيتها التاريخية لأضرار كبيرة بسبب الأمطار الموسمية، بحسب ما أفاد به سكان محليون وسلطات مختصة.
وتضم المدينة أكثر من ستة آلاف مبنى طيني متعدد الطوابق يعود تاريخها إلى 2500 عام.
وتُعرف هذه المباني، التي يتراوح ارتفاعها بين ستة وتسعة طوابق، بأنها من أوائل "ناطحات السحاب" في العالم، وهي الآن تواجه سباقا حاسما من أجل الحفاظ عليها في ظل التهديد الذي تشكله الأمطار الغزيرة على بقائها وسلامة سكانها.
وقال رئيس ما يسمى بالهيئة العامة للمحافظة على المدن والمعالم التاريخية والأثرية في صنعاء عبد الوهاب المهدي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الأمطار هي السبب الرئيسي في الأضرار التي لحقت ببعض المنازل، ومعظم المشاكل والحالات الطارئة تحدث خلال موسم الأمطار. لقد تضرر العديد من الأسطح، مما أدى إلى كوارث (انهيارات) ومعاناة السكان".
وأوضح المهدي أن الهيئة تنفذ أعمال الترميم بدعم سنوي من أمانة العاصمة يبلغ 100 مليون ريال، ويجري استهداف أكبر عدد من المباني بحسب معايير تتعلق بالحالة الاقتصادية للسكان والقيمة التاريخية للمنزل.
وأشار إلى أن "الهيئة تعمل أيضا بالتنسيق مع عدة جهات كصندوق النظافة لتحسين واجهة صنعاء القديمة، ومع وزارة الأشغال للتعامل مع المخالفات".
ووفقا للمهدي، فإن أكثر من 100 منزل في صنعاء القديمة بحاجة إلى تدخل عاجل، بعضها تهدم كليا.
ففي منطقة بستان السلطان، على سبيل المثال، انهار أحد المنازل ما أدى إلى تضرر خمسة منازل مجاورة بشكل كامل، وقد بدأت الهيئة فعليا بإزالة المخلفات وإعادة البناء في إطار مشروع قيد الترميم حاليا.
ويعمل الحرفيون التقليديون تحت إشراف مختصين على ترميم الأسطح باستخدام تقنيات تقليدية للحفاظ على أصالة البناء ومنع الانهيارات.
وقال المهندس المعماري سمير الشوافي، أحد القائمين على الترميم، إن العملية تتم باستخدام الأخشاب والطين والخلب والمواد العازلة، ثم تعاد معالجة السقف بالتراب لمنع تسرب المياه وضمان تماسكه.
وأضاف الشوافي أن اختيار المباني يتم بناء على القيمة المعمارية للمبنى وظروف مالكيه، إذ أن أغلب سكان صنعاء القديمة يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة.
وقال المهندس إبراهيم الحياسي، أحد العاملين في المشروع، إن المرحلة الثالثة من المشروع الطارئ شملت ترميم 50 منزلاً خلال فترة لم تتجاوز 70 يوما، لافتا إلى أن التمويل محلي عبر أمانة العاصمة، وأن عمليات الترميم تراعي المعايير الهندسية الدقيقة.
وأشار الحياسي إلى تحديات العمل، حيث تنقسم آراء السكان بين من يشعر بالامتنان لإدراج منزله ضمن خطة الترميم، وآخرين يشعرون بالاستياء لعدم شمول منازلهم بسبب محدودية التمويل، موضحا أن لجنة تضم ممثلين عن الهيئة والمجتمع المحلي والممول تختار المنازل وفق معايير محددة.
وفي السنوات الأخيرة، لقي العديد من السكان في اليمن مصرعهم نتيجة لانهيارات تسببت بها ظروف مناخية قاسية. فعلى سبيل المثال، أسفرت الفيضانات الشديدة التي ضربت عدة محافظات يمنية منذ منتصف يوليو 2024 عن مقتل أكثر من 150 شخصاً وتشريد آلاف آخرين حتى سبتمبر من العام الماضي.
كما تسببت الفيضانات في أضرار جسيمة للبنية التحتية الحيوية، حيث غمرت الأراضي الزراعية وقطعت الطرق.
وقال محمد الزريعي، أحد سكان المدينة، لـ ((شينخوا)) "كنا خائفين من انهيار المنزل بسبب تسرب مياه الأمطار من الأسطح. لم نكن ننام ليلا". وأضاف "تواصلت مع الهيئة، وقد استجابوا بسرعة. وها هم الآن قد بدأوا في إصلاح الأسطح وترميم المنزل".
من جهته، قال عبد الرحمن الأصبهاني، وهو متقاعد وأب لستة أطفال، إن منزله كان على وشك الانهيار، وان أسرته كانت تضطر للنوم عند الجيران خوفا من سقوط السقف. مضيفا أنه "بعد الترميم، عاد إلينا الشعور بالأمان، وأطفالي ينامون بارتياح لأول مرة منذ مدة طويلة".
وأكد الأصبهاني أن "الخطر الأكبر هو القصف الجوي وليس فقط الأمطار"، موجها دعوة لأصحاب المنازل التاريخية للتعاون مع الهيئة والإبلاغ عن أي مخالفات للحفاظ على هذا الإرث العريق.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |